حزب العمال البريطاني يطالب بانتخابات تشريعية بعد تفوّقه في المحلية

زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر يلقي كلمة خلال الانتخابات الفرعية في مدينة بلاكبول شمال غرب إنجلترا. 3 مايو 2024 - AFP
زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر يلقي كلمة خلال الانتخابات الفرعية في مدينة بلاكبول شمال غرب إنجلترا. 3 مايو 2024 - AFP
لندن-أ ف ب

حضّ حزب العمال البريطاني الذي فاز بمقعد جديد في البرلمان وبعشرات المقاعد الأخرى في الانتخابات المحلية، رئيس الوزراء، الجمعة، على الدعوة لإجراء انتخابات تشريعية الآن وليس في النصف الثاني من العام، وفق إعلان ريشي سوناك.

وأشاد زعيم الحزب كير ستارمر بالنتيجة، معتبراً أنها "لم تكن مجرد رسالة صغيرة... وليست مجرد همس، بل صرخة من بلاكبول: نريد التغيير".

وأضاف: "تتحدث بلاكبول باسم البلاد بأكملها قائلة لقد سئمنا، بعد 14 عاماً من الفشل، و14 عاماً من التراجع، نريد طي الصفحة، وبداية جديدة مع حزب العمال".

وقال بعد زيارة بلاكبول لتهنئة النائب الجديد عن المدينة كريس ويب: "لقد وجّه الناخبون في بلاكبول رسالة مباشرة إلى ريشي سوناك: أفسح الطريق، نظّم انتخابات عامة".

ويؤكد فوز المعارضة العمالية البريطانية في الانتخابات المحلية، ضعف موقف الحزب المحافظ الذي يتولى السلطة، وذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية.

وأقر سوناك، بأن الانتخابات كانت "مخيبة للآمال" بالنسبة إلى حزبه، قائلاً في الوقت نفسه، إنه "يركز" في دوره على رأس الحكومة.

ويبدو المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاماً في المملكة المتحدة، منهكين ومنقسمين فيما يعانون من أجل الوفاء ببعض الوعود التي تعهدوا بها قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الهجرة والنمو الاقتصادي، في حين يرى البريطانيون خدماتهم العامة تنهار.

"أسوأ نتائج"

ودُعي الناخبون إلى صناديق الاقتراع، الخميس، للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية في بلاكبول الجنوبية (شمال غرب إنجلترا) عقب استقالة النائب المحافظ سكوت بنتون بسبب قضية تتعلق بممارسة ضغوط.

وتزامنت عملية الاقتراع مع إجراء انتخابات لتجديد بعض المسؤولين المحليين في إنجلترا وويلز.

وفي العاصمة لندن، يسعى رئيس البلدية العمالي صادق خان للفوز بولاية ثالثة. وتمنحه استطلاعات الرأي أفضلية في مواجهة المرشحة المحافظة سوزان هول.

وتعود آخر انتخابات محلية على غالبية المقاعد التي شملها تصويت، الخميس، إلى عام 2021، أي في ذروة شعبية رئيس الوزراء آنذاك المحافظ بوريس جونسون.

ومع تواصل ظهور نتائج إضافية، يتزايد تراجع حزب المحافظين. وبحلول منتصف بعد ظهر الجمعة، كان حزب العمال فاز بأكثر من 100 مقعد فيما خسر المحافظون حوالى 250 مقعداً.

وقال المتخصص في أبحاث الرأي جون كيرتس لشبكة BBC، إنه "من الممكن أن نرى ما هو بالتأكيد إحدى أسوأ نتائج المحافظين، إن لم تكن الأسوأ، في انتخابات محلية خلال الأربعين عاماً الماضية".

وتشكل الانتكاسة في بلاكبول الجنوبية الهزيمة الحادية عشرة للمحافظين في انتخابات فرعية منذ انتخابات ديسمبر 2019 والتي شهدت فوزهم بقيادة جونسون آنذاك.

وهذا الرقم غير مسبوق منذ ستينات القرن الماضي. ومُني حزب المحافظين بـ7 من هذه الهزائم في عهد سوناك الذي يتولى السلطة منذ أكتوبر 2022 خلفاً لليز ترس التي استمرت ولايتها أقل من شهرين.

عموماً، لم تكن الأنباء في الانتخابات المحلية سارة لحزب المحافظين، لذلك هرع سوناك ليهنئ بن هاوتشن باحتفاظه بمقعده في بلدية تيز فالي.

واعتبر أن هذا الفوز دليل على أن "المحافظين يوفون بوعدهم"، مشيداً بنجاح العديد من المشاريع الاقتصادية، ومعرباً عن اقتناعه بأن الناخبين "سيبقون موالين أيضاً" للمحافظين خلال الانتخابات التشريعية.

وفي مؤشر يدل على عدم شعبية رئيس الوزراء، فاز حزب العمال في الانتخابات المحلية بشمال يوركشير حيث دائرة ريشي سوناك الانتخابية.

وفي مؤشر مقلق لسوناك، لم يتقدم المحافظون في بلاكبول سوى بفارق ضئيل على حزب الإصلاح الذي أسسه المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج، ما يهدد بحرمان المحافظين من أصوات حاسمة في الانتخابات التشريعية.

وخسر حزب العمال أصواتاً كثيرة في أوساط الجاليات المسلمة، وسط انتقادات لموقف الحزب من الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك