تباين في إسرائيل بشأن "إنهاء الحرب".. ومصادر: أسبوع لوضع اللمسات النهائية

"مشروع اتفاق" غزة.. مفاوضات القاهرة تبحث في يومها الثاني تفاصيل "الهدوء المستدام"

جنود إسرائيليون يلعبون الكرة أمام آلياتهم العسكرية على حدود قطاع غزة بينما تستمر الغارات الجوية والقصف المدفعي على كافة أنحاء القطاع. 2 مايو 2024 - Reuters
جنود إسرائيليون يلعبون الكرة أمام آلياتهم العسكرية على حدود قطاع غزة بينما تستمر الغارات الجوية والقصف المدفعي على كافة أنحاء القطاع. 2 مايو 2024 - Reuters
دبي/ القاهرة/ القدس/ رام الله -الشرقوكالات

تتواصل في القاهرة، لليوم الثاني على التوالي، لقاءات وفد "حماس" برئاسة القيادي في الحركة خليل الحية، مع الوسيطين المصري والقطري لبحث مسودة اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق" إن "حماس" وافقت مبدئياً على "مسودة الاتفاق" لكنها تطالب بنص أكثر وضوحاً للفقرات التي تتحدث عن "الهدوء المستدام"، والانسحاب النهائي للجيش الإسرائيلي من غزة، وتعديل النقطة التي تعطي إسرائيل حق الاعتراض على أسماء عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب الحركة بإطلاق سراحهم مقابل المجندات الإسرائيليات. 

وأحيت "مفاوضات القاهرة" الآمال في الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعدما أحرز المفاوضون تقدماً في الجوانب الفنية للصفقة المحتملة، فيما تؤكد مصادر إسرائيلية أن الأمر قد يستغرق أسبوعاً لوضع اللمسات النهائية على الصفقة نفسها، بينما تتشبث "حماس" بضرورة "وقف كلّي وشامل للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع"، وهو ما ترفضه تل أبيب.

في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، الأحد، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إن تل أبيب لم توافق على إنهاء الحرب في قطاع غزة في إطار صفقة تبادل الأسرى مع "حماس".

وقال المصدر: "لا صحة لما نُشر وكأن اسرائيل وافقت على إنهاء الحرب في اطار صفقة تبادل أو منح ضمانات من طرف الوسطاء لإنهائها"، مضيفاً: "حماس، وحتى اللحظة، لم تتنازل عن مطلبها بهذا الشأن، وبالتالي فإنها تجهض أي إمكانية للتوصل الى اتفاق".

وسارع رئيس الوزراء الإسرؤائيلي بنيامين نتنياهو، في أعقاب موافقة "حماس" المبدئية على "مشروع الاتفاق" الذي قدمته مصر، للإعلان مجدداً عن رفض أي صيغة لوقف دائم للحرب، فيما طالب عدد من الوزراء والمسؤولين بتنفيذ خطة اجتياح مدينة رفح بأسرع وقت ممكن. 

وقلل مسؤول إسرائيلي كبير، تحدث لصحيفة "الجارديان" البريطانية، السبت، من احتمالات نهاية كاملة للحرب. وقال المسؤول إن إسرائيل ملتزمة بالهجوم على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، وأنها لن توافق تحت أي ظرف على إنهاء الحرب كجزء من صفقة إطلاق سراح المحتجزين.

وقالت مصادر مصرية لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل ستمنح محادثات الهدنة أسبوعاً آخر، وبعد ذلك ستشن هجومها على رفح، والذي هددت به منذ فترة طويلة.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين، السبت، مطالبين الحكومة بقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس"، والذي سيشهد إعادة الرهائن الإسرائيليين المتبقين من غزة.

وفي تجمع حاشد في تل أبيب، قال أقارب وأنصار أكثر من 130 محتجزاً ما زالوا في قبضة "حماس"، إنه يجب فعل كل شيء ممكن لإعادتهم إلى ذويهم.

وسعت الولايات المتحدة إلى الضغط على "حماس" لحملها على قبول المقترحات الأخيرة، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها فرصة أخيرة لتجنب قتال جديد مكثف. ومن المرجح أن يؤدي أي هجوم إسرائيلي على رفح إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وأن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في غزة.

واتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، "حماس"، بعرقلة وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن "الشيء الوحيد الذي يحول بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس".

في المقابل، قال مسؤول بارز في حركة "حماس" لـ"الشرق"، السبت، إن إسرائيل تتحمل "المسؤولية الكاملة" حال فشل المفاوضات بشأن وقف الحرب على قطاع غزة، من خلال رفضها "وقف العدوان والانسحاب الشامل" من القطاع.

استمرار الحرب

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن وفد تل أبيب في المفاوضات، لن يتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، "قبل التأكد من مرونة حركة حماس التفاوضية".

وأوضحت الهيئة: "الجانب الإسرائيلي لا يرغب في تقديم التزام قبل التأكد من مرونة حركة حماس في التفاوض".

بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، السبت، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ملتزم برفض الاتفاق "المتهور" مع "حماس"، والمضي قدماً في العملية العسكرية في رفح بغزة" وفق صحيفة "هآرتس".

وأشاد بن جفير في منشور على منصة "إكس"، بقرار نتنياهو بـ"عدم إرسال الوفد الإسرائيلي" لمواصلة المفاوضات في القاهرة.

وأضاف: "آمل أن يفي بالتزاماته الأخرى التي قطعها لي في اجتماع عقدناه الأسبوع الماضي: لا للصفقة المتهورة ونعم لرفح"، محذراً من أن "رئيس الوزراء يعرف جيداً ثمن عدم الوفاء بهذه الالتزامات".

كما قال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، الخميس، إن "صفقة الاستسلام التي تضع نهاية للحرب دون تحقيق نصر كامل هي كارثة".

وأضاف سموتريش، أن "الحكومة الإسرائيلية لديها صلاحيات واحدة فقط، وهي الفوز"، وحث الحكومة على المضي قدماً في العملية المخطط لها في مدينة رفح جنوب غزة.

كما قال مسؤول إسرائيلي قريب من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، إن "إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب كجزء من اتفاق للإفراج عن المحتجزين"، وقلل من تقارير عن إعطاء الولايات المتحدة ضمانات ترتبط بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عند إبرام صفقة، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأوضح المسؤول: "على عكس التقارير، لن توافق إسرائيل تحت أي ظرف من الظروف على نهاية الحرب كجزء من اتفاق للإفراج عن المحتجزين".

وأضاف: "كما قررت الطبقة السياسية، سيدخل الجيش الإسرائيلي رفح ويدمر كتائب حماس المتبقية هناك - مع أو بدون فترة هدنة مؤقتة للسماح بالإفراج عن المحتجزين".

في المقابل، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين أمنيين وعسكريين قولهم، السبت، إنهم "توصلوا إلى استنتاج بأن إسرائيل وصلت إلى طريق مسدودة في حرب غزة وبالتالي يجب تقديم تنازلات في المفاوضات".

وذكرت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجدت أن الوصول لطريق مسدود يدفعها لتغيير أولويتها من القضاء على "حماس" إلى استعادة الرهائن، لإيجاد طريق نحو تحقيق أحد الأهداف بدل من خسارة الهدفين.

"مرونة حماس"

وقالت مصادر أميركية لـ"الشرق"، السبت، إن الأمر في مفاوضات القاهرة بشأن التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين، يعتمد على حركة "حماس".

وأضافت المصادر، أنه "لا توجد خطة لدى الولايات المتحدة للتعامل مع سيناريو سيء"، مؤكدةً أن "الجهود منصبة لإنجاح الاتفاق".

وردد مسؤول أمريكي آخر هذه النقطة، السبت، قائلاً إنه حتى لو قبلت "حماس" بالاتفاق كما هو مقترح، "فسيستغرق الأمر عدة أيام أخرى للتوصل إلى بعض التفاصيل التي ستؤدي في النهاية إلى هدنة. وقد تكون تلك المناقشات صعبة وممتدة أيضاً". ويواصل المسؤولون الأميركيون النظر إلى المحادثات بـ"تفاؤل حذر"، ويشيدون بـ"التقدم المحرز"، ولكنهم ما زالوا يدركون أن الجهود السابقة قد انهارت في اللحظة الأخيرة.

وقال مسؤول في حركة "حماس" لـ"الشرق"، إن "وفد حماس ذهب إلى العاصمة المصرية القاهرة بروح إيجابية من أجل إنجاز صفقة تنهي الحرب، لكن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار الحرب".

وأشار إلى أن "إسرائيل تسعى إلى استرداد المحتجزين دون ربط ذلك بإنهاء العدوان على غزة، ونحن في حماس لن نوافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف الحرب على غزة".

موافقة مبدئية

وكانت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، أكدت، السبت، أن حركة "حماس" تتجه للموافقة على المقترح المصري لوقف الحرب على غزة، وذلك بالتزامن مع وجود وفد الحركة في القاهرة.

وأرجعت المصادر موافقة "حماس" إلى توافر عاملين؛ الأول هو إزالة الاعتراض الإسرائيلي على أسماء عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تشملهم الصفقة، والثاني ضمانات أميركية بأن الحرب على غزة، بشكلها الحالي، ستنتهي، وأن الجيش الإسرائيلي سينسحب كلياً في نهاية المرحلة الثالثة الأخيرة من الاتفاق الذي يستمر 124 يوماً.

وقالت المصادر إن الولايات المتحدة وضعت ثقلها وراء الاتفاق، وقدمت لحركة "حماس"، عبر الوسطاء المصريين والقطريين، ضمانات بوقف الحرب والانسحاب، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن إسرائيل ستواصل حربها على الجناح العسكري لحركة "حماس" والقيادات المسؤولة عن هجوم 7 أكتوبر.

في المقابل، قال مصدر من "حماس" لشبكة CBS الاميرؤكية، الأحد، إن المفاوضات التي عٌقدت، السبت، بالقاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة لم تحرز تقدماً.

وأضاف المصدر، الذي لم تكشف الشبكة هويته، أن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد الأحد.

وصرح مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشبكة الإخبارية الأميركية، السبت، بأن "نهاية الحرب ستأتي مع نهاية حماس".

ويتواجد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، في القاهرة، منذ الجمعة، للإشراف على تفاصيل الاتفاق وضمان قبوله من الطرفين، فيما قال مصدر أمني مصري لـ "رويترز"، إن الوسطاء المصريين سيجتمعون مع وفد "حماس" ومسؤولي الاستخبارات الأميركية، الأحد.

مراحل اتفاق غزة

وسيجري في المرحلة الأولى من الاتفاق التي يتوقف فيها إطلاق النار 40 يوماً، إطلاق سراح 33 إسرائيلياً من مدنيين ومجندات مقابل حوالي ألف أسير فلسطيني، فضلاً عن عودة النازحين المدنيين إلى بيوتهم في شمال قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بعيداً عن المناطق السكنية والطرق التي سيسلكها النازحون العائدون، بحسب المصادر، على أن يشهد اليوم السادس عشر من الاتفاق الشروع في التفاوض على شروط الهدوء المستدام في غزة.

ويجري في المرحلة الثانية، التي تستمر 42 يوماً، استكمال المفاوضات بشأن الهدوء المستدام وتبادل ما تبقى من محتجزين إسرائيليين من جنود وضباط مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد الاتفاق على أعدادهم وفئاتهم.

 وفي المرحلة الثالثة، التي تستمر 42 يوماً، يجري الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد تبادل الجثث والرفات بين الطرفين.

أربع نقاط أساسية

وكان طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، قال، السبت، إن "وقف إطلاق النار والوصول إليه مرتبط بالاستجابة إلى مطالب الحركة والمطالب الوطنية للشعب الفلسطيني".

وأضاف النونو في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن الحركة تتمسك بأربع نقاط أساسية هي "وقف العدوان بشكل كامل على قطاع غزة، أي وقف إطلاق النار الدائم والمستدام، وانسحاب الاحتلال الكامل والشامل من قطاع غزة، وصفقة تبادل مشرفة وجادة، وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار ودخول احتياجات الشعب الفلسطيني".

وتابع النونو، "إذا ما تم هذا الأمر يمكن أن يكون هناك اتفاق"، مشيراً إلى أن الاتفاق مرتبط بمدى استجابة إسرائيل لهذه المطالب.

ورداً على تصريحات مسؤول إسرائيلي قريب من محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتي أكد فيها أن "إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب كجزء من اتفاق للإفراج عن المحتجزين"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قال النونو: "التصريحات الإسرائيلية كثيرة، نحن نتعامل مع عروض ومع أوراق تصل إلينا وليس مع التصريحات الإعلامية، وبالتالي نحن نؤكد أن أي اتفاق لا بد أن يضمن وقف إطلاق النار وإلا عن ماذا نتحدث؟، إذا كان هذا المسؤول يقول إنه لا يوجد وقف إطلاق النار، إذا الاتفاق حول ماذا؟".

وتابع "بالتالي لا يمكن أن يكون هناك اتفاق إلا بوقف إطلاق النار، وإلا ما هو معنى اتفاق دون وقف إطلاق النار".

تصنيفات

قصص قد تهمك