الخارجية الأميركية لـ"الشرق": لا ندعم أي اجتياح إسرائيلي "واسع النطاق" لرفح

دبي -الشرق

أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرج، لـ"الشرق"، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة لا تدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية "واسعة النطاق" في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها مساء الاثنين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حكومة الحرب الإسرائيلية قررت مواصلة العملية العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك رغم موافقة حركة "حماس"، الاثنين، على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي تقدم به الوسطاء.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن "هناك تطورات خطيرة جداً اليوم، ونحن نتابع كل هذه التطورات، ونقوم بمراجعة وبحث كل التفاصيل"، معرباً عن "قلق شديد" بشأن هذه التطوّرات.

وشدد على أن "الولايات المتحدة ليس لديها أي تغيير في موقفها"، قائلاً: "كنا وما زلنا ضد أي عملية عسكرية واسعة النطاق، لا توفر الحماية للمدنيين"، مشيراً إلى وجود أكثر من مليون مدني من الشعب الفلسطيني في هذه المنطقة الصغيرة.

وتابع: "لذلك نحن ما زلنا ضد أي عملية عسكرية، نحن لن ندعم أي عملية عسكرية واسعة النطاق في هذه المنطقة"، لافتاً إلى واشنطن "تركز على الجهود لإبقاء كل المعابر مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية، ومنها معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح، ومعبر إيريز وكل المعابر الأخرى".

وكان مسؤول أميركي قال لوكالة "رويترز"، الاثنين، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أحدث الضربات الإسرائيلية على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، لكنها تعتقد أنها لا تمثل عملية عسكرية كبيرة.

وأضاف أن المسؤولين الأميركيين يركزون على منع حدوث عملية عسكرية كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان برفح، مشيراً إلى أن الإسرائيليين لا ينفذون ذلك على ما يبدو.

وفي تعليق على عمليات إيصال المساعدات الإنسانية، قال المتحدث باسم الخارجية إن "الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لإيصال المساعدات الإنسانية بأي طرق ممكنة، ومنها الطرق البرية والجوية والبحرية، لافتاً إلى وجود بعض "التحديات" التي واجهت الجيش الأميركي في إنشاء الرصيف البحري قبالة سواحل قطاع غزة، معرباً عن أمله في بدء توصيل المساعدات عبر هذه العملية البحرية خلال أيام.

"تقليص الفجوات"

ورداً على سؤال بشأن دور الوساطة الأميركية، أوضح أن الولايات المتحدة تريد "تقليص أي فجوة بين الجانبين"، والتوصل إلى حل نهائي لهذه الاتفاقات من خلال الاتفاق على كل التفاصيل، مضيفاً: "أولويتنا وقف النار في غزة ونعوّل على مفاوضات القاهرة".

وتابع: "نعتقد أن هذه المفاوضات هي أفضل مسار للوصول إلى هدنة، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع وغزة، وحماية المدنيين".

وقال المتحدث إنه لا يمكنه "التدخل في أي تفاصيل بشأن المفاوضات، لأنها في نهاية المطاف بين حركة حماس وإسرائيل"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة ومصر وقطر كانوا يلعبون دور الوسطاء، مؤكداً على "ضرورة اتفاق حماس وإسرائيل في نهاية المطاف".

ورداً على سؤال بشأن احتمال اتجاه الولايات المتحدة إلى تعليق شحنات أسلحة "للضغط" على إسرائيل كما أوردت تقارير وسائل إعلام أميركية، قال المتحدث إن لا ينبغي "الربط بين المفاوضات، وأي تغيير في الموقف الأميركي تجاه إسرائيل".

وأضاف: "كما سمعنا منذ أسابيع وقبل أيام من الرئيس (الأميركي جو) بايدن، أنه لا توجد خطة إسرائيلية واضحة بشأن حماية المدنيين في رفح بمواجهة أي عملية عسكرية. ومن الممكن أن نشهد تغيرات في الموقف الأميركي".

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن "(بايدن) لا يقول إننا سنرى تغيراً في الموقف الأميركي بسبب الموقف الإسرائيلي في هذه المفاوضات، مضيفاً "لا بد أن نفرق بين المسألتين".

بايدن أكد موقفه لنتنياهو

وقال البيت الأبيض في بيان، الاثنين، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اتصال هاتفي، موقفه "الواضح" بشأن رفح، وذلك بعدما طلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين إخلاء جزء من شرق المدينة، استعداداً لعملية عسكرية في المنطقة.

وتؤكد إدارة بايدن باستمرار معارضتها لأي اجتياح كبير وواسع النطاق لرفح، من دون خطة واضحة لإجلاء أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني من المدينة الواقعة جنوب غزة.

وذكر بيان البيت الأبيض، أن نتنياهو وافق على فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول المساعدات الإنسانية، وذلك بعد إغلاقه، الأحد.

وقال مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس"، إن بايدن طلب من نتنياهو إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة على الفور، بعد إغلاقه عقب هجوم استهدف موقعاً عسكرياً بالقرب من المعبر، وتبنته "كتائب القسام".

ويعتبر كرم أبو سالم المعبر الرئيسي بين إسرائيل وغزة، لشاحنات المساعدات.

تصنيفات

قصص قد تهمك