انتقد تقرير أكاديمي خطط وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لبناء مفاعلات نووية متنقلة لتشغيل قواعد قتالية مستقبلية، واصفاً تلك الخطط بأنها "مزعجة للغاية" و"تستند إلى كذبة".
ووفقاً لصحيفة "أرمي تايمز" الأميركية، ينتقد التقرير الذي صدر، الخميس، البنتاغون على خلفية تقرير صادر عن الوزارة عام 2018، يحدد الاستخدامات والاحتياجات المحتملة لمثل هذه المفاعلات النووية المتنقلة في العمليات المستقبلية.
وكتب آلان جيه كوبرمان تقريراً مؤلفاً من 21 صفحة بعنوان "المفاعلات النووية المتنقلة للجيش الأميركي: التكاليف والمخاطر تفوق الفوائد"، وذلك من منطلق دوره كمنسق لـ"جامعة تكساس" في مشروع منع انتشار الأسلحة النووية في أوستن.
وقال كوبرمان: "إنها (المفاعلات) لا تقلل من الخسائر، بل تزيد التكاليف والتهديدات لحياة أفراد الخدمة الأميركية".
"مشروع بيليه"
ويعمل البرنامج المعروف باسم "مشروع بيليه"، على وضع نماذج أولية لمفهوم المفاعل متناهي الصغر المتقدم والمتنقل، تحت رعاية مكتب القدرات الاستراتيجية التابع للبنتاغون.
والغرض من ذلك هو "توفير قوة تشغيلية قابلة للنشر وموثوقة ومرنة وآمنة، لمجموعة متنوعة من مهام وزارة الدفاع"، وفقاً لقائد البحرية المتحدث باسم وزارة الدفاع جوش فراي.
وقال فراي: "يوفر مشروع بيليه قدرة تحويلية على توفير طاقة كهربائية مرنة لسنوات، من دون التزود بالوقود، وبحجم صغير بما يكفي لنقله بواسطة البنية التحتية الدفاعية الحالية".
وبينما لا تزال المفاعلات المتنقلة في مرحلة التصميم، فإن العمل جارٍ لتطويرها كي تكون "ذاتية الإدارة وآمنة بطبيعتها حسب التصميم، حتى عند وقوع كارثة كاملة".
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع، إلى أن المشروع تشارك فيه وزارة الطاقة ولجنة التنظيم النووي وسلاح المهندسين في الجيش الأميركي والقطاع الصناعي الخاص. ولا يتم تصميم "مشروع بيليه" لفرع معين من الخدمة العسكرية، ولكنه يشمل خبراء دفاعيين لتلبية مجموعة متنوعة من المتطلبات.
وفي تقرير صادر عن الجيش من 148 صفحة، عام 2018، قال معدو التقرير، إن فوائد هذه المفاعلات ستساعد في الحد من مشاكل لوجستية وتخزين الوقود، والحد من تحديات البنية التحتية للطاقة على نطاق واسع، والمساعدة في توليد الطاقة للمناطق التي تفتقر إلى الشبكات الكهربائية وتوفير الطاقة للأنظمة كثيفة الاستخدام للطاقة.
ووافق الكونغرس على تمويل المفاعلات النموذجية ومنح الجيش 40 مليون دولار في شكل عقود لثلاث شركات مفاعلات نووية في مارس 2020 لهذا المشروع.
"غير ضروري وخطير"
وانتقد كوبرمان منطق الجيش، واصفاً المشروع بأنه غير ضروري وخطير، واستند في ذلك إلى عدة نقاط.
وأشار إلى أن من بين تلك النقاط التكلفة العالية، لافتاً إلى أن "مزاعم الجيش بأن الطاقة النووية يمكن أن توفر كهرباء أرخص لتشغيل القواعد الأمامية المستقبلية، تستند إلى افتراضات غير واقعية".
وأضاف أن من بين هذه الافتراضات أن مثل هذا المفاعل ستكون له تكاليف بناء منخفضة، ويعمل لمدة 18 ساعة في اليوم على مدى 40 عاماً. والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن مفاعلاً متنقلاً سيعمل لمدة نصف هذا الوقت على مدى حوالي 10 سنوات، ما يعني أن الكهرباء النووية قد تكلف 16 مرة أكثر من التقديرات، وما زالت 7 أضعاف الطاقة المولدة بالديزل.
وأوضح أن هناك نقطة ثانية تتمثل في الضعف أمام الهجمات الصاروخية، مشيراً في هذا الصدد إلى الهجوم الصاروخي عام 2020 على القوات الأميركية في قاعدة الأسد الجوية بالعراق، فحتى مع التحذيرات قبل ساعات من الموعد المحدد، عانى أكثر من 100 فرد أميركي إصابات دماغية من 11 غارة ضربت المنشأة.
وأكد أن ضربة مباشرة للمفاعل ستدمره، مشيراً إلى أن خطط الجيش لحماية المفاعلات، بدفنها تحت الأرض، يمكن أن تتسبب عن غير قصد في حدوث انصهار عن طريق إعاقة تبريد الهواء والتسبب في ارتفاع درجة الحرارة. كما يمكن لضربة مماثلة على قاعدة مستقبلية أن تتسبب في عواقب أكثر تدميراً.
كما حذر كوبرمان من أنه إذا تم تجاوز أو التخلي عن قاعدة أميركية تضم مفاعلاً متنقلاً، فإنه يمكن استخدام النفايات المشعة من المفاعل في هجمات بالـ"قنبلة قذرة" أو ما يعرف بالقنابل الإشعاعية.