بوتين يطالب البرلمان بإعادة تعيين "رجل الضرائب" رئيساً للوزراء

رئيس الوزراء الروسي ميخائيل مشوستين يقدم حصيلة حكومته أمام مجلس الدوما في موسكو. 3 أبريل 2024 - AFP
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل مشوستين يقدم حصيلة حكومته أمام مجلس الدوما في موسكو. 3 أبريل 2024 - AFP
دبي-الشرق

طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مجلس الدوما الروسي (البرلمان) إعادة تعيين ميخائيل ميشوستين رئيساً للوزراء.

وسيحضر ميشوستين في مجلس الدوما، مجلس النواب بالبرلمان الروسي، لتأكيد تنصيبه، حسبما قال رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين.

وقال فولودين، حسبما نقلت "بلومبرغ"، إن المشرعين يعتزمون سؤاله عن سياسات الحكومة بشأن الديموغرافيا والتنمية الاقتصادية وزيادة القدرة الدفاعية للبلاد.

وأضاف عبر تطبيق تليجرام، أن الرئيس بوتين "قدم إلى مجلس الدوما اقتراحاً بشأن ترشيح ميخائيل فلاديميروفيتش ميشوستين لمنصب رئيس الحكومة". وتابع فولودين: "اليوم، سيتخذ النواب قراراً مسؤولاً نيابة عن ناخبيهم بشأن هذه القضية".

والمرور أمام مجلس الدوما الروسي، يمهد الطريق أمام ميشوستين البالغ من العمر 58 عاماً، للاستمرار في منصبه الذي يشغله منذ يناير 2020، أي قبل مدة قصيرة من التعديل الذي أجراه بوتين على الدستور الروسي لتمكينه من ولايتين إضافيتين كرئيس.

ومن المرتقب أن تُجرى تعيينات حكومية أخرى في الأيام المقبلة، بعد أن قدمت حكومة ميشوستين استقالتها رسمياً بعد تنصيب بوتين الثلاثاء الماضي، لولاية خامسة كرئيس.

ويبدأ بوتين فترة ولاية أخرى مدتها ست سنوات بعد حصوله على نسبة قياسية بلغت 87% في الانتخابات الرئاسية التي شهدت رقابة مشددة في مارس، والتي لم يواجه فيها أي منافسة حقيقية. ويعد الرئيس البالغ من العمر 71 عاماً أطول حاكم للكرملين بقاءً في منصبه منذ جوزيف ستالين.

"رجل الضرائب"

"رويترز" اعتبرت أن ميشوستين، وهو بيروقراطي، لم تكن لديه طموحات سياسية قبل أن يعينه بوتين رئيساً للوزراء في عام 2020. ومع عدم وجود خلفية في الأجهزة الأمنية، فهو ليس جزءاً مما يسمى بفصيل "السيلوفيكي" التي تعني "الرجال الأقوياء" بالروسية، من قدامى أجهزة المخابرات المقربين من بوتين.

ومع ذلك، في حين ظل ميشوستين بعيداً عن الأضواء، فقد كان له الفضل في إبقاء الاقتصاد الروسي على قدميه بعد أن فرض حلفاء كييف على موسكو عقوبات أدت إلى تعقيد تمويل الشركات الروسية بشكل كبير وقلصت أسواق الموارد الطبيعية الهائلة للبلاد.

وقبل أن يصبح رئيساً للوزراء، ترأس ميشوستين دائرة الضرائب الفيدرالية لمدة عشر سنوات، حيث كان له الفضل في مضاعفة الإيرادات.

وفي أكتوبر، ومع مواجهة روسيا لعقوبات متزايدة، قال ميشوستين إن موسكو ستبسط الإجراءات للمواطنين والشركات من 25 دولة "صديقة"، بما في ذلك الصين والهند والبرازيل وتركيا وكازاخستان وبيلاروس، للاستثمار في روسيا.

وفي لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لبوتين في يونيو من العام الماضي، قال ميشوستين إن روسيا يجب أن تلتف حول الرئيس لأن التمرد الفاشل لمرتزقة يقاتلون في أوكرانيا يمثل "تحدياً لاستقرارها".

وقال ميشوستين "لهذا فإن توحيد المجتمع بأكمله له أهمية خاصة. نحن بحاجة إلى العمل معاً، كفريق واحد، والحفاظ على وحدة جميع القوى، والالتفاف حول الرئيس".

وقال فولودين إن ميشوستين، الذي سيتحدث في الدوما قبل التصويت، يجب أن يجيب عن كيفية حل عدد من المهام التي حددها بوتين للحكومة، بما في ذلك "التنمية الاقتصادية والإقليمية، وزيادة القدرة الدفاعية لبلادنا".

"رسالة استقرار"

وكما يفرض القانون، استقالت الحكومة قبيل أداء بوتين اليمين الدستورية لولاية أخرى مدتها ست سنوات يوم الثلاثاء بعد فوزه الساحق في إعادة انتخابه في مارس.

وموافقة مجلس الدوما على ميشوستين أمر شبه مؤكد، حيث لا توجد أي معارضة تقريباً في البرلمان، الذي دعم بوتين في جميع قراراته، بما في ذلك غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

ولا يوجد ما يشير إلى أن بوتين يخطط لإجراء تعديل وزاري كبير في الحكومة، التي تضم المخضرم سيرجي شويجو، المسؤول عن الدفاع الروسي منذ عام 2012، ووزير الخارجية سيرجي لافروف، المسؤول عن الدبلوماسية الروسية منذ عقدين.

ويقول محللون إن إبقاء حكومته على حالها من شأنه أن يبعث برسالة استقرار ورضا بوتين عن التقدم الذي أحرزه فريقه في الداخل والخارج.

تصنيفات

قصص قد تهمك