تقرير: الحزب الجمهوري يبحث عن مخرج جديد بإبعاد "العناصر المتطرفة"

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - 4 يناير 2021 - AFP
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - 4 يناير 2021 - AFP
واشنطن-أ ف ب

يخوض الحزب الجمهوري الأميركي، الساعي إلى استعادة السيطرة على الكونغرس العام المقبل، معركة داخلية بين أعضائه، حول توجهات حزبهم وحسم خيارهم، فيما يتعلق بتبني سياسات الرئيس السابق دونالد ترمب المثيرة للانقسام أو نبذها.

وبعد 100 يوم على انتقال الرئاسة الأميركية إلى الديمقراطي جو بايدن، عقد أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأسبوع الماضي اجتماعات مغلقة في مقرهم الحزبي في فلوريدا، في محاولة لاستبعاد الشخصيات المتطرفة من مؤتمرهم، وتسليط الضوء على السياسات المحافظة التي يعتبرونها قادرة على استقطاب الناخبين.

وأشارت وكالة فرانس برس في تقرير، إلى أن الحزب الجمهوري يسعى إلى إيجاد مسار يخرجه من مأزقه السياسي، استعداداً للانتخابات النصفية المقررة في عام 2022، ولاحقاً الاستحقاق الرئاسي المقرر في عام 2024.

وعلى الرغم من وجود رغبة لدى العديد من مسؤولي الحزب الجمهوري، بالتخلي عن الخطاب المناهض للمهاجرين وطي صفحة ترمب، لا يزال الكثير منهم، يرون في الرئيس السابق زعيماً فعلياً للحزب، علماً أن استطلاعاً أجرته شبكة "إن بي سي" هذا الأسبوع، أظهر تراجع تأييد الجمهوريين له.

ترمب وانتخابات 2024

وكشف ترمب، الأسبوع الماضي، لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية، أنه يفكر "بجدية كبيرة في خوض الاستحقاق الرئاسي المقبل في مواجهة بايدن، أو أي مرشح ديمقراطي آخر في عام 2024".

ومن شأن تصريحات كهذه أن تجمّد الأمور على صعيد الانتخابات التمهيدية، بانتظار إعلان ترمب لمشاريعه السياسية، وأن تحرم الحزب من فرص البحث عن مرشحين محتملين، يمكن أن يخوضوا الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويقر واضعو استراتيجيات الحزب الجمهوري وممثلوه، أن الحزب يسعى إلى حسم خياره في ما يتعلق بترمب، وبهوية الشخصية القادرة على إعادتهم إلى السلطة.

وصرّح مات ماكوفياك، مستشار الحزب الجمهوري في تكساس، لوكالة فرانس برس، بأن "أي حزب يخسر الانتخابات الرئاسية، يغرق في تخبط لفترة معينة"، موضحاً أن "الغرق في التخبط يعكس غياب زعيم واحد، ولكن ما هو مختلف بالنسبة لنا، هو أننا لدينا زعيم واحد وهو ترمب".

ويواجه الرئيس السابق مشاكل عدة، إذ تشهد نسب تأييده في صفوف الحزب، تراجعاً ملحوضاً، كما يواجه متاعب قضائية متزايدة، وتحقيقاً فدرالياً فتح بحق محاميه الشخصي السابق رودي جولياني.

وشدد ماكوفياك على أن "أجندة ترمب كانت ناجحة"، وأن "هناك توافقاً متنامياً يعتبر أن الترمبية من دون ترمب، قد تمنحنا أفضل فرصة للفوز في 2024".

الأرضية المشتركة

وفي إطار سعيهم لإبراز الصفة الجامعة لحزبهم، لا سيما بعد الإدانة القضائية الصادرة خلال محاكمة الشرطي السابق في قضية مقتل الأميركي جورج فلويد، اختار الجمهوريون عضو مجلس الشيوخ تيم سكوت (العضو من أصل إفريقي الوحيد للحزب في مجلس الشيوخ)، للرد على خطاب بايدن أمام الكونغرس الأربعاء الماضي.

وفي خطاب دام 15 دقيقة، دعا سكوت الأميركيين من كل الأطياف، إلى تغليب "الحس السليم والأرضية المشتركة".

لكن على الرغم من سعي سكوت للتأكيد على أن "أميركا ليست بلداً عنصرياً"، يستخدم جمهوريون خطاباً مناهضاً للمهاجرين، وسط معاناة الحزب في التعامل مع زخمه الشعبوي.

وكانت النائبة مارجوري تايلور غرين المدافعة بشدة عن ترمب، والتي تبنت في السابق نظريات المؤامرة، من الشخصيات المحافظة التي تفيد تقارير بأنها دافعت عن "تقاليد السياسة الأنغلوساكسونية"، ذات التوجه العنصري والمناهض للمهاجرين.

وأكد زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أنه يعارض هذا الخطاب، ورفض التمسك بترمب الخاسر للانتخابات، والذي سعى إلى إشاعة نظريات مؤامرة حول تزوير نتائج التصويت، ووجّه إليه مجلس النواب تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس في يناير الماضي.

استراتيجية 2022

وفي خضم سعي الجمهوريين لوضع استراتيجية الانتخابات النصفية لعام 2022، برز خلاف في الاجتماع المغلق في فلوريدا بين زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي، ورئيسة مؤتمر الحزب ليز تشيني، وهو تطور كان الجمهوريون الساعون إلى توحيد صفوف الحزب، يأملون في تجنبه.

وقالت تشيني وهي إحدى الشخصيات الجمهورية العشر التي صوتت لصالح توجيه الاتهام لترمب في يناير، إنه "يجب منع السياسيين الذين طعنوا بنتائج الانتخابات من الترشح للرئاسة".

ورد مكارثي على تشيني بالقول، إن "مناقشة هذه القضايا في اجتماع مخصص لبحث التوجهات السياسية للحزب، غير مثمر".

ولم تستبعد تشيني التي تعرضت لانتقادات من داخل حزبها، على خلفية التحية المتبادلة بينها وبين بايدن قبيل خطاب الأخير أمام الكونغرس، خوض الاستحقاق الرئاسي المقبل.

لكن مستقبلها السياسي سيبقى في مهب الريح، ما لم يقرر الحزب الجمهوري التخلي عن ترمب الذي هاجم مراراً تشيني في الآونة الأخيرة.