أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الجمعة، بدء تسليم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، وذلك وفق بيان عبر منصة "إكس"، انطلاقاً من الرصيف البحري المؤقت الذي أقيم قبالة ساحل القطاع.
وفي البيان نفسه قالت القيادة: "بدأنا اليوم بتسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف البحري المؤقت باتجاه شاطئ غزة من أجل زيادة توزيع المساعدات على الناس من قبل شركائنا"، مشيرة إلى أن "هذه القدرة اللوجستية تسهل إيصال المساعدات المنقذة للحياة، ما يتيح وسيلة مشتركة للمجتمع الدولي لاستخدامها في خدمة سكان غزة".
كما أكدت القيادة المركزية عدم وصول أي قوات أميركية إلى الشاطئ في غزة، لافتةً إلى أن ما يجري هو عمل متعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين في القطاع عبر "ممر بحري ذي طبيعة إنسانية خالصة".
وكانت القيادة المركزية أعلنت، الخميس، تثبيت الرصيف البحري المؤقت على شاطئ قطاع غزة، تمهيداً لإدخال مساعدات بحراً إلى القطاع.
ويُمثّل افتتاح الرصيف العائم، الذي بنته الولايات المتحدة بكلفة قدرها 320 مليون دولار، أول استخدام رئيسي لطريق بحري يهدف إلى توصيل المساعدات لسكان غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، إذ يتطلب الأمر جهود مئات الجنود، والعديد من السفن، ومهمة تدعمها منظمات إنسانية والعديد من الدول، من بينها إسرائيل.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن عن خطط إدارته بشأن ذلك الميناء، في مارس الماضي، خلال خطاب "حالة الاتحاد".
ويأتي افتتاح الرصيف في وقت حرج من الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر في غزة، إذ بدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة رفح، جنوبي القطاع، ما يهدد نقطتي عبور المساعدات الرئيسيتين.
ولم تحدد الولايات المتحدة خطة تخزين المساعدات وتأمينها وتوزيعها بمجرد نزولها إلى البر، لكن مسؤولين أميركيين قالوا سابقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنهم يخططون للعمل مع برنامج الأغذية العالمي التابع لهيئة الأمم المتحدة، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" بات رايدر إن الوكالة الأممية ستنضم إلى الجهود اللوجيستية.
مساعدات بريطانية
وفي لندن، قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، إن الشحنة الأولى التي وصلت عبر الرصيف العائم تشمل مساعدات بريطانية، مشيراً إلى أنها تكفي لإطعام 11 ألف شخص لمدة شهر.
وأضاف شابس عبر منصة "إكس" أن بلاده تواصل تعزيز جهودها في هذا الشأن، لافتاً إلى أن سفينة بريطانية تقدم دعماً جوهرياً في تشغيل الرصيف العائم.
كانت حكومة بريطانيا قالت إن ما يقرب من 100 طن من المساعدات تمثل الجزء الأول من حزمة المساعدات البريطانية التي تبلغ قيمتها مليوني جنيه إسترليني والتي سيتم تسليمها من قبرص وتوزيعها داخل غزة في أقرب وقت ممكن.
ورحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بإيصال المساعدات إلى غزة عبر الرصيف العائم، لكنه شدد على أن "المساعدات التي دخلت غزة عبر هذا الرصيف العائم لا تكفي لتلبية احتياجات المدنيين في القطاع".
وحذر المكتب من أن الممر البحري لا يمكن أن يحل محل الطرق البرية الحيوية، والتي تعد الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لتوصيل المساعدات الإنسانية في القطاع المحاصر، حيث يحتاج أكثر من مليوني فلسطيني بشدة إلى الغذاء والمأوى وغيرها من المساعدات.
