بدأ المسؤولون الجمهوريون في الولايات المتحدة، بما في ذلك الرئيس السابق دونالد ترمب، في تشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الأميركية عبر البريد، في إعادة تصحيح الموقف من التصويت عبرها، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وبذل الحزب جهداً، وحث أولئك الذين أبعدهم ترمب عن التصويت بهذه الطريقة على إعادة النظر فيها خلال الانتخابات المقررة هذا العام، على حد تعبير أحد المسؤولين.
وتعد هذه الجهود تغييراً مذهلاً بالنسبة للحزب الذي قام بتضخيم الشائعات القاتمة حول الاقتراع عبر البريد لتبرير خسارة ترمب في انتخابات العام 2020، لكن يُنظر إليها أيضاً على أنها تصحيح ضروري لمسار الانتخابات هذا العام والذي من المرجح أن يتم تحديده بهوامش ضئيلة للغاية في عدد قليل من الولايات المتأرجحة، بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن النائب سكوت بيري، وهو أحد أقوى حلفاء ترمب في الكونجرس في حملته من أجل إلغاء نتيجة انتخابات 2020، قوله في تجمع للمحافظين في ولاية بنسلفانيا: "علينا أن نبدأ باستخدام الاقتراع عبر البريد من قبل الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى اللجان في يوم الانتخابات".
التصويت عبر البريد
وكان الجمهوريون في السابق يصوتون عبر البريد، لكن ترمب غيَر الأمر في عام 2020 وبدأ بشكل استباقي في القول بأن الاقتراع عبر البريد ليس جيداً قبل أشهر من بدء التصويت في السباق الرئاسي.
وذكرت الوكالة أن هذا أثار قلق الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري الذين رأوا أن التصويت عبر البريد يحمل ميزة؛ لأنه يقلل من خطر انخفاض نسبة المشاركة بسبب سوء الأحوال الجوية أو أي عوامل أخرى لا يمكن التنبؤ بها.
وحاولت حملة ترمب إقناع الجمهوريين بالإدلاء بأصواتهم عبر البريد، لكن ناخبيه استمعوا إلى تحذيراته في عام 2020، إذ أنه وسط جائحة "كوفيد-19"، كان الديمقراطيون يميلون إلى الإدلاء بأصواتهم عبر البريد أكثر من الجمهوريين، واستمر هذا الاتجاه في عام 2022 أيضاً.
وقال الجمهوريون إنهم لن يخاطروا بخسارة الأصوات، كما تعهدت زوجة ابن الرئيس السابق لارا ترمب، والتي اختارها بعناية لرئاسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، بتبني جميع أساليب الانتخابات القانونية لتعزيز نسبة المشاركة التي ألقى ترمب باللوم عليها زوراً في خسارته عام 2020.
وقالت لارا ترمب في مقابلة مع "أسوشيتد برس": "في هذه الدورة الانتخابية، سيهزم الجمهوريون الديمقراطيين من خلال الاستفادة من كل تكتيك قانوني تحت تصرفنا بناءً على قواعد كل ولاية".
وتُطلق مجموعة "Turning Point Action"، وهي مجموعة بارزة مؤيدة لترمب، حملة بقيمة 100 مليون دولار للوصول إلى الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل أريزونا وميشيجان وويسكونسن.
وقال المتحدث باسم المجموعة أندرو كولفيت إن ذلك سيشمل عرض التصويت عبر البريد كوسيلة لتسهيل عملية الاقتراع، مضيفاً: "نود أن تُدار الانتخابات بالطريقة التي كانت عليها من قبل".
الترويج للتصويت عبر البريد
حتى ترمب نفسه بدأ يوصي بالتصويت عبر البريد، وذلك على الرغم من أنه كثيراً ما ينتقد هذه الوسيلة خلال فعاليات الحملة الانتخابية ويلومها على خسارته في انتخابات عام 2020، إلا أنه سجل مقطع فيديو قصيراً قال فيه لمؤيديه إن "الإقتراع الغيابي، والتصويت المبكر، والتصويت في يوم الانتخابات كلها خيارات جيدة".
وجاءت إحدى الجهود الأخيرة للترويج للتصويت عبر البريد خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية بنسلفانيا الشهر الماضي، عندما تعاونت اللجنة التشريعية للولاية الجمهورية مع لجنة تدعم مرشح الحزب لمجلس الشيوخ.
وقال المدير السياسي للجنة ماكس دوكسي إن الهدف هو "تصحيح السردية بين الناخبين الجمهوريين بشأن التصويت عبر البريد".
وأرسلت المجموعة طلبات الاقتراع عبر البريد إلى 1.5 مليون ناخب من الحزب الجمهوري، كما أرسلت 475 ألف رسالة نصية لتشجيع التصويت عبر البريد، وقامت بالترويج لمزايا التصويت عبر البريد في تجمعات الحزب.
ورفع الجمهوريون في بنسلفانيا دعوى قضائية لإلزام عد بطاقات الاقتراع البريدية بالولاية في مراكز الاقتراع بدلاً من مكاتب انتخابات المقاطعات، التي لديها الأدوات والمساحة اللازمة للقيام بهذه المهمة، وهذا من بين العديد من الدعاوى القضائية التي تستهدف التصويت عبر البريد التي رفعها الجمهوريون في جميع أنحاء البلاد منذ عام 2020.
ورأت الوكالة أن هذه الرسائل المتضاربة قد تجعل من الصعب عكس الانخفاض السريع في معدل التصويت عبر البريد بين الجمهوريين، قائلة إنه في ولاية بنسلفانيا، كان الناشطون الجمهوريون سعداء بجهودهم، والتي قالوا إنها أدت إلى إضافة ما يقرب من ضِعف عدد الناخبين الديمقراطيين إلى قائمة الاقتراع بالبريد في الولاية خلال الانتخابات التمهيدية، إلا أن الحصة الإجمالية التي أرسلها الجمهوريون في بنسلفانيا عبر البريد ظلت كما كانت تقريباً في عام 2020.