بحثت حكومة الحرب الإسرائيلية، السبت، مقترحاً لاستئناف مفاوضات صفقة المحتجزين لدى حركة "حماس" في غزة، والتي تشمل "وقف إطلاق نار ممتد" كجزء من مرحلتها الثانية، وسط تفاقم الانقسامات بين مسؤولي الحكومة بشأن شكل الحكم في القطاع بعد الحرب، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن المقترح قدمه اللواء احتياط نيتسان ألون، الذي يقود الجهود الاستخباراتية للعثور على المحتجزين في غزة، وذلك بدعم من وزير الدفاع يوآف جالانت، والوزيرين في حكومة الحرب بيني جانتس وجادي آيزنكوت.
ووفقاً للصحيفة، قال جانتس خلال الاجتماع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "أنا أنظر إليك بينما يتحدث فريق التفاوض، وأرى تعابير وجهك ولغة جسدك، ومن الواضح أنك غير راض عن عملهم، فإذا كان الأمر كذلك، فاستبدلهم، وأحضر أشخاصاً تثق بهم".
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول، إنه "غير مستعد لقبول أي اقتراح من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الحرب"، فيما أشار آيزنكوت إلى أنه "لا أحد هنا يريد وقف الحرب، لكن موقفك لا يسمح بعودة المحتجزين، أنت لا تترك للفريق مجالاً للتوصل إلى اتفاق".
وفي اجتماع آخر مع رؤساء بلديات مدن وبلدات على الحدود الشمالية لإسرائيل وصفته وسائل إعلام إسرائيلية، بأنه "عاصف"، تعهد نتنياهو بـ"إعادة الأمن إلى المنطقة"، التي تم إخلاء معظمها منذ أكتوبر الماضي.
وذكرت مواقع إعلامية إسرائيلية، أن قادة المنطقة الشمالية دفعوا رئيس الوزراء خلال الاجتماع لمنحهم موعداً لعودة السكان إلى منازلهم.
وقال نتنياهو: "لن أخبر (حزب الله) بما سنفعله، ولن أشارك مع عدونا اللدود التواريخ وكيف سنفعل ذلك، ونحن ملتزمون باستعادة الأمن، وسنفعل ذلك"، على حد قوله.
وناقش الاجتماع تفاصيل الخطة التي يطرحها نتنياهو لتمويل إعادة إعمار منطقة الحدود الشمالية، والتي من المقرر تقديمها إلى الحكومة للمصادقة عليها خلال الأسبوع الجاري.
انقسامات جديدة
وظهرت مؤخراً انقسامات جديدة بين المسؤولين في إسرائيل بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب، حيث أدى الهجوم غير المتوقع الذي شنته "حماس" في أجزاء من القطاع إلى زيادة الضغوط على نتنياهو.
وتعرض نتنياهو لـ"هجوم شخصي"، السبت، من جانتس الذي هدّد بالاستقالة ما لم يصادق رئيس الوزراء على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وكان وزير الدفاع يوآف جالانت قد وجّه انتقادات لنتنياهو لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب.
وأدى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الصريح للقيادة الفلسطينية بعد الحرب في غزة إلى خلاف واسع النطاق بين كبار المسؤولين وأدى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
وشدد جانتس في خطاب متلفز، السبت، على ضرورة أن "تصيغ حكومة الحرب، وتوافق بحلول 8 يونيو المقبل على خطة عمل تؤدي إلى تحقيق 6 أهداف استراتيجية ذات أهمية وطنية، أو سنضطر إلى الاستقالة من الحكومة".
وأوضح أن الأهداف الستة تشمل الإطاحة بـ"حماس"، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، إلى جانب الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإقامة إدارة أميركية أوروبية عربية وفلسطينية تدير الشؤون المدنية في قطاع غزة، وفق قوله.
وسارع نتنياهو للرد على جانتس، معتبراً أن مطالبه "معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم المحتجزين، وترك (حماس) في غزة، وإقامة دولة فلسطينية".
وكان جالانت دعا، الأربعاء الماضي، خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب نتنياهو، إلى "إعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة".
وتعرض نتنياهو لهجوم مماثل بشأن تخطيطه للحرب من رئيس الأركان هرتسي هاليفي، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
ويرزح نتنياهو تحت ضغوط من واشنطن لوضع حد سريع للصراع وتجنب التورط في حملة طويلة.
وأصر نتنياهو، الخميس، على رفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب، قائلاً إنها "تدعم الإرهاب وتعلّمه وتموله"، على حد زعمه.
وبدلاً من ذلك، تشبث نتنياهو بهدفه الثابت المتمثل في "القضاء" على "حماس"، مؤكداً أنه "ليس هناك بديل للنصر العسكري".