التقى 3 مسؤولين سابقين عن ملف السياسة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشخصيات عامة أخرى في إسرائيل، بحسب مصادر مطلعة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الوفد الأميركي ضم روبرت أوبراين، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الرابع والأخير لترمب، والسفيرين السابقين لدى الإمارات وسويسرا جون راكولتا وإد مكمولين.
وأوضح أن الوفد التقى، بالإضافة إلى نتنياهو، زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد وعدداً من المسؤولين الإسرائيليين الآخرين، لافتاً إلى أن من بين الأهداف الرئيسية لهذه الزيارة محاولة فهم أوضح للوضع السياسي الداخلي المعقد في إسرائيل.
وقال المصدر إن الوفد "لم يجر الزيارة بناء على طلب من ترمب، ولم تكن لديه رسالة لتوصيلها إلى المسؤولين الإسرائيليين"، مضيفاً أن جميعهم يعملون مستشارين غير رسميين للرئيس الأميركي السابق، الذي من المرجح أن يتلقى إفادة عن اجتماعاتهم في إسرائيل.
ولم يتضح بعد، ما الذي ناقشه وفد حلفاء ترمب مع الإسرائيليين، إذ نادراً ما يسافر حلفاء ترمب إلى الخارج ضمن وفد منظم للقاء مسؤولين أجانب، لكن الزيارة أتت وسط توتر بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الإجراءات الإسرائيلية في الحرب على غزة.
كما جاءت بعد وقت قصير من طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ووزير دفاعه، وثلاثة من قادة "حماس" بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ترمب يعلم بالزيارة
وقال أوبراين إن ترمب كان على علم بزيارته إلى إسرائيل، لكن الرئيس السابق لم يطلب منه الذهاب إلى هناك أو إبلاغ نتنياهو بأي شيء. وأضاف أوبراين أنه ذهب إلى إسرائيل كـ"مواطن عادي"، وأنه أبدى رأيه لنتنياهو بأن الهجوم "الإرهابي" الذي شنته "حماس" لم يكن ليحدث أبداً لو كان ترمب لا يزال رئيساً.
وعند سؤاله عن رأي نتنياهو بشأن ترمب، قال أوبراين: "إنه مؤيد. هو يدرك أنه بحاجة إلى إقامة علاقات جيدة مع إدارة بايدن. لكن هذا ما شعرت به. أبلغت نتنياهو أن قرار خان كان عاراً، وذكرته بالقرار الذي اتخذته إدارة ترمب في عام 2020 بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية"، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
وأضاف: "لقد أمضيت حياتي المهنية بأكملها كمحام دولي. لقد شعرت بالاشمئزاز من هذا المدعي العام. إذا كان حقاً يشعر بالقلق من وجود إبادة جماعية، فعليه أن ينظر إلى الحزب الشيوعي الصيني والإيجور".
ووفقاً لعدد من المصادر المطلعة، يبرز أوبراين كواحد من كبار مستشاري ترمب للسياسة الخارجية، وأنه من المرجح أن يضطلع بدور مهم، حال فوز ترمب بالرئاسة مجدداً في انتخابات نوفمبر المقبل.
كما لعب راكولتا، السفير السابق لدى الإمارات، دوراً رئيسياً في اتفاقيات إبراهيم، التي جرى توقيعها خلال تولي ترمب الرئاسة، وأدت إلى تطبيع العلاقات الثنائية بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات.
بدوره، قال مارشال ويتمان، المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الزيارة "خُطط لها قبل عدة أشهر، وأن مؤسسة التعليم الأميركية الإسرائيلية، التابعة للجنة، رتبت ومولت زيارات لمسؤولين سابقين من الإدارات الديمقراطية والجمهورية إلى إسرائيل".
خلافات داخلية
ويعاني ائتلاف نتنياهو من خلافات داخلية، إذ يُحمله الكثيرون من الإسرائيليين مسؤولية "الفشل"، في منع الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.
وطالب الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، السبت، مجلس الوزراء بالموافقة على خطة من 6 نقاط للحرب في غزة بحلول 8 يونيو، وهدد بخروج حزبه من الائتلاف الحكومي بحلول ذلك التاريخ، إذا لم يلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوقعات، معتبراً أن أقلية سيطرت على القرار في إسرائيل، وتقودها "نحو الصخور"، فيما رفض نتنياهو مطالب جانتس معتبراً أنها تعني "هزيمة إسرائيل، وبقاء حماس، وإقامة دولة فلسطينية".
وقال جانتس، في مؤتمر صحافي، إن الخطة يجب أن تضم رؤية إسرائيل لحكم غزة، ونظام تجنيد "عادل" في الجيش الإسرائيلي، ودعا إلى إقامة ائتلاف "أوروبي عربي لإدارة غزة بعد الحرب بدون حركة حماس أو الرئيس محمود عباس"، على حد تعبيره.
وهدد جانتس وهو وزير سابق للدفاع، بخروج حزبه من حكومة الحرب "إذا لم تلب التوقعات"، وأضاف: "سنستقيل من الحكومة إذا لم تتم الموافقة على خطة غزة ما بعد الحرب بحلول 8 يونيو".
وقال: "الوحدة (في الائتلاف الحكومي) حققت إنجازات عظيمة، لقد أعطينا مقاتلينا في الجبهة إحساساً بالمصير المشترك، ولكن في الآونة الأخيرة حدث خلل ما. لم تُتخذ قرارات حيوية. لم يتم تنفيذ أعمال القيادة المطلوبة لضمان النصر"، وفق قوله.