أعلنت روسيا، الثلاثاء، بدء مناورات عسكرية "تتضمن تدريباً عملياً على تجهيز الأسلحة النووية غير الاستراتيجية واستخدامها" في منطقتها العسكرية الجنوبية قرب أوكرانيا، رداً على ما قالت إنها "تهديدات" غربية.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، بأن المناورات ستختبر "جاهزية أسلحتها النووية غير الاستراتيجية لضمان سلامة أراضي وسيادة الدولة الروسية"، وهي "للرد على التصريحات الاستفزازية، والتهديدات الصادرة عن مسؤولين غربيين معيّنين".
ولفتت إلى أنه "وفقاً لتعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس فلاديمير بوتين)، بدأت المرحلة الأولى من التدريبات للاختبار العملي لإعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية في المنطقة العسكرية الجنوبية، تحت قيادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية"، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وذكرت أن التدريبات "تتضمن تسلم الذخائر الخاصة، وتجهيز مركبات الإطلاق والتقدم بها إلى منطقة الإطلاق"، مشيرةً إلى أن "المرحلة الأولى من التدريبات بدأت في المنطقة العسكرية الجنوبية".
وكان الرئيس الروسي أمر في وقت سابق خلال الشهر الجاري، بإجراء مناورات نووية "في المستقبل القريب"، مؤكداً أن قواته قد تضرب أهدافاً عسكرية بريطانية في أوكرانيا "وخارجها"، قائلاً إنه يرد على تصريحات عدوانية لقادة غربيين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كرّر في الفترة الأخيرة، موقفه بعدم استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في حال اخترقت روسيا "خطوط الجبهة".
وتهدف المناورات إلى "الإبقاء على جاهزية" الجيش الروسي في أعقاب "تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا"، بحسب وكالة "فرانس برس".
ستشمل المناورات القوات الجوية والبحرية وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية، ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو.
تجربة أميركية
وفي تعليقها على تجربة نووية أميركية "دون النقطة الحرجة"، أي أنها لم تسفر عن انفجار نووي، اعتبرت الخارجية الروسية أنها "لا تمثل انتهاكاً لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه انطلاقاً من المعلومات التي قدمتها الولايات المتحدة، فإن هذه التجربة لا تتعارض مع مفهوم روسيا عن "التجربة دون النقطة الحرجة".
وأضافت: "لا يشكل ذلك بالتالي انتهاكاً لأحكام معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أو الوقف الأميركي للتجارب النووية".
وكان الإدارة الوطنية الأميركية للأمن النووي قالت، إنها نفذت بنجاح تجربة دون النقطة الحرجة في 14 مايو الجاري، بمختبر "بالس" تحت الأرض في موقع التجارب النووية في نيفادا.
وتابعت: "تعتمد إدارة الأمن النووي على تجارب دون النقطة الحرجة لجمع معلومات قيمة، بهدف تعزيز سلامة وأمن وموثوقية وفعالية الرؤوس الحربية النووية الأميركية دون استخدام تجارب التفجيرات النووية".
وأشارت إلى أنه "تماشياً مع الوقف الاختياري الذي فرضته الولايات المتحدة على تجارب التفجيرات النووية منذ عام 1992، لم يشكل ذلك تفاعلاً متسلسلاً ذاتي الاستدامة فوق النقطة الحرجة".
ووفقاً للإدارة، تستخدم الاختبارات دون النقطة الحرجة متفجرات كيميائية شديدة الانفجار لتوليد حرارة وضغط شديدين يتم تطبيقهما على مواد نووية خاصة في مختبر على عمق 1000 قدم تحت الأرض، فيما تصنع أجهزة كمبيوتر نماذج للبيانات.
الأسلحة النووية في الفضاء
وتأتي هذه المناورات والتجارب النووي، بعد ساعات من فشل مشروع قرار روسي في الأمم المتحدة بشأن نشر أسلحة في الفضاء، الاثنين، ما يثير مخاوف من سباق تسلح.
والتوتر بين موسكو وواشنطن بهذا الشأن أثار مخاوف من سباق إلى التسلح في المدار، رغم وجود معاهدة بشأن الفضاء الخارجي منذ العام 1967 تدعو إلى "عدم تطوير أسلحة نووية أو أي أسلحة دمار شامل أخرى مصممة خصيصاً لوضعها في المدار".
في نهاية أبريل الماضي، كان الوضع معاكساً، حيث قدمت الولايات المتحدة واليابان مشروع قرار نال تأييد 13 صوتاً، لكن روسيا استخدمت ضده حق النقض مع امتناع الصين عن التصويت.
ويدعو مشروع القرار الذي قدمته روسيا والصين، الاثنين، ويستعيد جزئياً النص الذي فشل في أبريل، جميع الدول إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة تحظر بشكل مطلق وضع أسلحة والتهديد باستخدام القوة في الفضاء الخارجي".