بريطانيا.. انطلاق الحملات الانتخابية لسوناك وستارمر تمهيداً لمعركة 4 يوليو

رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك يقف لالتقاط الصور مع أحد الموظفين بمركز توزيع في إلكستون ببريطانيا كجزء من حملة قبل الانتخابات العامة في 4 يوليو. 23 مايو 2024 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين ريشي سوناك يقف لالتقاط الصور مع أحد الموظفين بمركز توزيع في إلكستون ببريطانيا كجزء من حملة قبل الانتخابات العامة في 4 يوليو. 23 مايو 2024 - REUTERS
لندن/دبي-الشرقرويترز

يبدأ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ومنافسه في حزب العمال كير ستارمر حملتيهما الانتخابية رسمياً، الخميس، بعد يوم من دعوة رئيس الحكومة إلى إجراء انتخابات في الرابع من يوليو.

وأنهى سوناك، الذي يتخلف حزب المحافظين الذي يتزعمه عن حزب العمال بنحو 20 نقطة مئوية في استطلاعات الرأي، شهوراً من التكهنات التي تركزت على موعد انعقاد الانتخابات في أكتوبر أو نوفمبر، وبدلاً من ذلك استخدم خطاباً ألقاه تحت الأمطار أمام الناخبين لبدء حملته الانتخابية التي من المرجح أن تستمر 6 أسابيع.

ومن المتوقع أن يبدأ زعيما الحزبين حملتهما الانتخابية، سعياً لاغتنام الفرصة لمقابلة الناخبين وإيصال الرسائل التي يأملان أن تمنحهما مقاعد كافية في البرلمان لتشكيل حكومة أغلبية في الخامس من يوليو.

ويسعى الطرفان لقيادة سادس أكبر اقتصاد في العالم، والذي عانى لسنوات من النمو المنخفض والتضخم المرتفع ولا يزال يكافح من أجل إنجاح قراره لعام 2016، بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ويتعافى ببطء من الصدمات المزدوجة المتمثلة في جائحة فيروس كورونا وارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا.

الاقتصاد.. معركة سوناك

وهذه الخلفية تجعل الاقتصاد واحداً من أهم ساحات المعارك الانتخابية. وأعلن سوناك (44 عاماً) الانتخابات في اليوم الذي عاد فيه التضخم بالقرب من المستوى المستهدف، وكانت رسالته الأولى إلى الناخبين هي أن خطته للاقتصاد ناجحة وأنه وحده القادر على تحويل هذا الاستقرار إلى انتعاش يستفيد منه الجميع.

وقال أمام حشد في وقت متأخر الأربعاء: "بمن تثق لتحويل هذا الأساس إلى مستقبل آمن لك ولعائلتك وبلدنا؟"، ووصف حزب العمال بأنه "حزب بلا خطة".

ووفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإنه سيتعين على سوناك أن يتحدى الجاذبية السياسية، إذا أراد حزب المحافظين أن يفوز بالمنصب الخامس في الانتخابات العامة، ما يمدد فترة السباق إلى السلطة التي بدأت مع كاميرون بحكومة ائتلافية في عام 2010.

قضايا الدفاع.. تعهدات ستارمر

بدوره، نجح ستارمر، المحامي السابق البالغ من العمر 61 عاماً، في إعادة سياسة حزب العمال إلى الوسط بعد فترة من قيادة جناح اليسار للحزب وإخفاقه في الانتخابات، ورسم صورة لحزبه باعتباره الحزب الذي سيحقق التغيير للناخبين الساخطين.

وقال في أول رسالة لحملته الانتخابية لأعضاء الحزب "حزب العمال سيوقف الفوضى، ويطوي الصفحة ويستعيد مستقبل بريطانيا"، واصفاً الانتخابات بأنها "معركة حياتنا".

وإذا فاز حزب العمال بالانتخابات، فسينهي ذلك 14 عاماً من حكومة المحافظين، وسيكون لبريطانيا، التي اشتهرت ذات يوم باستقرارها السياسي، 6 رؤساء وزراء في 8 سنوات لأول مرة منذ ثلاثينيات القرن الـ 19.

وفاز حزب العمال آخر مرة في الانتخابات العامة البريطانية في عام 2005، بقيادة توني بلير، وفي عام 2019، مُني بأسوأ هزيمة له بعد الحرب في عهد الزعيم اليساري المتشدد جيريمي كوربين.

وفي عهد ستارمر، سعى الحزب إلى إعادة بناء مصداقيته بشأن الاقتصاد وقضايا أخرى مثل الدفاع، مع إصلاح العلاقات مع مدينة لندن.

ويأمل حزب العمال في الحصول على مقاعد من الحزب الوطني الاسكتلندي كما سيتحدى الديمقراطيون الليبراليون، كما يهدد بأخذ الأصوات من المحافظين. وبعد انتخابات 4 يوليو، سيجتمع البرلمان الجديد مرة أخرى في 9 يوليو، ليعقد جلسته الرسمية في 17 من الشهر ذاته.

كيف تجرى الانتخابات في بريطانيا؟

ووفقاً لشبكة CNN، فإن الناخبين في بريطانيا لا ينتخبون رئيس الوزراء بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك، ينتخبون عضواً في البرلمان لتمثيل دائرتهم الانتخابية المحلية.

ويصبح زعيم الحزب الذي يفوز بأغلبية الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة البالغ عددها 650، رئيساً للوزراء تلقائياً، وهذا يتطلب الحصول على 326 من الأصوات.

وإذا لم تكن هناك أغلبية، فهم بحاجة إلى البحث عن المساعدة بمكان آخر، أو الحكم كحكومة أقلية أو تشكيل ائتلاف. وتستغرق الحملة 6 أسابيع فقط، وهو أمر سهل مقارنة بجدول الانتخابات الرئاسية الأميركية الضخم.

ومن الناحية الفنية، يتعين على الملك أن يسمح بإجراء الانتخابات وبحل البرلمان، وهو ما سيحدث في 30 مايو الجاري، لكن هذا الدور رمزي، لأن الملك تشارلز الثالث لن يعارض نصيحة رئيس وزرائه أو أصوات الشعب البريطاني.

تصنيفات

قصص قد تهمك