نائب فرنسي يستأنف أمام محكمة أوروبية بعد توقيفه بسبب علم فلسطين

سيباستيان ديلوجو، نائب حزب فرنسا الأبية، يرفع العلم الفلسطيني خلال تظاهرة معارضة للحرب الإسرائيلية على غزة. باريس.  29 مايو 2024 - @sebastiendelogu
سيباستيان ديلوجو، نائب حزب فرنسا الأبية، يرفع العلم الفلسطيني خلال تظاهرة معارضة للحرب الإسرائيلية على غزة. باريس. 29 مايو 2024 - @sebastiendelogu
دبي-الشرق

قدّم النائب الفرنسي المعارض سيباستيان ديلوجو، الذي تم إيقافه لمدة 15 يوماً عن مهامه في الجمعية الوطنية (البرلمان)؛ بسبب رفعه العلم الفلسطيني خلال جلسة برلمانية، استئنافاً أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مؤكداً أنه "سيفوز بهذه المعركة".

وقال ديلوجو في تصريحات لمحطة "بي إف إم تي في" (BFMTV) الفرنسية: "أمامنا أشخاص يتعرضون للعقوبات بسبب تصريحات عنصرية في الجمعية الوطنية، وأنا من دعاة السلام، أجد نفسي مستبعداً من الجمعية الوطنية".

وأوضح المسؤول المنتخب عن مارسيليا، أن هناك "معايير مزدوجة" في الجمعية الوطنية، وأن رئيسة الجمعية من الأشخاص "الأكثر افتقاراً إلى الكفاءة على الإطلاق في ظل الجمهورية الخامسة"، وأنها "تقوم بالدعاية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو".

ودعا ديلوجو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية والتعبئة الواسعة في شوارع فرنسا، وقال: "اليهود في العالم أجمع ليسوا مذنبين بارتكاب المجازر، كما أن المسلمين ليسوا مذنبين بمجازر حماس أيضاً".

وكانت رئيسة الجمعية الفرنسية يائيل برون-بيفيه قد زارت إسرائيل أياماً بعد هجوم السابع من أكتوبر، وأطلقت تصريحات أثارت جدلاً واسعاً. وقالت برون-بيفيه حينها، إن "لا شيء ينبغي أن يمنع إسرائيل من مواصلة الحرب" على غزة، رغم العدد الكبير من الضحايا المدنيين.

توقيف ديلوجو 

وأوقف مجلس النواب الفرنسي، الثلاثاء المنصرم، ديلوجو بعدما رفع العلم الفلسطيني خلال جلسة برلمانية بشأن ما إذا كان ينبغي على فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ووقف ديلوجو، عضو البرلمان عن حزب فرنسا الأبية اليساري، رافعاً العلم الفلسطيني خلال جلسة لمساءلة الحكومة.

وندّدت رئيسة البرلمان يائيل براون بيفيت بما وصفته سلوكاً "غير مقبول"، وصوّت المشرعون فيما بعد على إيقافه لمدة أسبوعين وخفض مخصصاته البرلمانية إلى النصف لمدة شهرين.

وغادر ديلوجو مجلس النواب ملوحاً بعلامة النصر، بينما أشاد المشرعون اليمينيون والوسطيون بالعقوبات المفروضة عليه. وتبادل بعض المشرعين الانتقادات خارج قاعة البرلمان.

وجاءت خطوة البرلمان الفرنسي في اليوم الذي اعترفت فيه إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسمياً بالدولة الفلسطينية، في قرار منسق أثار غضب إسرائيل.

وبهذا يصل عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية إلى 145 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد "من المحرمات". وفي حديثه خلال زيارة لألمانيا، الثلاثاء، أوضح هذه التصريحات قائلاً: "أنا مستعد تماماً للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن هذا الاعتراف يجب أن يأتي في لحظة مفيدة. لن أقوم بالاعتراف على أساس العاطفة".

وتهرّب رئيس الوزراء جابرييل أتال في مجلس النواب، الثلاثاء، من سؤال من عضو آخر في البرلمان عن حزب "فرنسا الأبية" حول ما إذا كانت فرنسا ستنضم قريباً إلى حلفائها الأوروبيين في اتخاذ هذه الخطوة.

"لا آبه بالعقوبة"

وفي تصريحات سابق، قال ديلوجو لـBFMTV: "هل سيستيقظ رئيس الجمهورية أخيراً، ويقول يجب أن نتوقف عن بيع السلاح؟"، وتابع: "لا آبه على الإطلاق بالعقوبة التي سيصدرها لي رئيسة المجلس ومكتب المجلس الذي (...) يقول لنا إنه ليس لدينا ما نقوله بشأن الإفراج عن المحتجزين، وهو أمر غير صحيح"، وأضاف: "سيكون بمثابة وسام بالنسبة لي إذا حصلت على عقوبة، ومصدر فخر (...) مجموعتي فخورة بكونها إلى جانب القانون الدولي والشعوب".

وأشار سيباستيان ديلوجو في حديثه عن قطاع غزة إلى "إبادة جماعية تحدث هناك. قليل من الناس يجرؤون على قول كلمة إبادة جماعية، لكن من المهم أن نتذكر أن الأطفال يُذبحون باستخدام الأسلحة الفرنسية".

وقال ديلوجو في مقابلة أخرى مع قناة FRANCEINFO الحكومية، إن هذه الخطوة هي "بادرة رمزية ستسمح بإعادة تركيز النقاش، وتسليط الضوء على ما يحدث في الوقت الراهن في فلسطين من مجازر، حيث تقوم الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة بإبادة شعب بأكمله".

وأضاف: "أنا كنائب فرنسي أشعر بالعار، وأقولها بطريقة واضحة: أنا أشك في أن فرنسا شريكة في ما يحدث، بالنظر إلى أن فرنسا كما قلت تبيع أسلحة لإسرائيل وقطع غيار تخدم الجيش الإسرائيلي".

تصنيفات

قصص قد تهمك