وزير الدفاع الأميركي يثير مخاوف بشأن "النشاط العسكري الصيني"

وزير الدفاع الصيني لأوستن: نشاطات أميركا في تايوان تنتهك مبدأ الصين الواحدة

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال لقاء نظيره الصيني دونج جون في سنغافورة. 31 مايو 2024 - @SecDef
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال لقاء نظيره الصيني دونج جون في سنغافورة. 31 مايو 2024 - @SecDef
سنغافورة-وكالات

التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الصيني دونج جون في سنغافورة، الجمعة، في أول اجتماع عسكري على هذا المستوى بين مسؤولي البلدين منذ 18 شهراً، وذلك على هامش مؤتمر "حوار شانجريلا".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، إن المباحثات بين أوستن ودونج كانت "إيجابية، عملية، وبنّاءة"، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الصيني أبلغ أوستن أن النشاطات الأميركية بشأن تايوان "تنتهك مبدأ الصين الواحدة"، فيما أكد أوستن "التزام الولايات المتحدة بمبدأ الصين الواحدة"، وفقاً للبنتاجون.

وأضاف المتحدث الصيني أن الجانبين، أكدا أهمية إبقاء العلاقات العسكرية مفتوحة، وبحثا خلال هذه اللقاء قضايا الحرب بين روسيا وأوكرانيا والحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال في هذا الصدد إن بكين "تدفع من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، وعبّر عن أمله في أن "تضطلع الولايات المتحدة بمسؤولياتها بوصفها قوة عظمى، وتتخلى عن المعايير المزدوجة".

"مخاوف أميركية من أنشطة الصين"

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الوزير أوستن أثار المخاوف بشأن النشاط العسكري للصين خلال اجتماع مع نظيره الصيني في سنغافورة.

وقال الميجر جنرال باتريك رايدر من القوات الجوية في بيان بعد الاجتماع: "عبّر الوزير أوستن عن قلقه إزاء النشاط الاستفزازي الأخير لجيش التحرير الشعبي الصيني في مضيق تايوان، وأكد مجدداً أن جمهورية الصين الشعبية يتعين ألا تستخدم التحول السياسي في تايوان، وهو جزء من عملية ديمقراطية روتينية طبيعية، ذريعة لاتخاذ إجراءات قسرية".

وأفاد مسؤول كبير في البنتاجون في تصريحات أوردتها "فرانس برس"، بأن الاجتماع يمثّل "خطوة مهمة" في فتح خطوط الاتصال، مشيراً إلى أن أوستن كان "حازماً، ولكن محترفاً وتحدث عن التطورات النووية والفضائية والإلكترونية في الصين".

وقال أوستن في منشور على منصة "إكس"، إنه ناقش مع نظيره الصيني "قضايا الأمن الإقليمية والعالمية، والعلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين، وأهمية الخطوط المفتوحة للاتصال العسكري بين الجيشين".

ويأتي هذا اللقاء بعد أسبوع من إجراء الصين تدريبات عسكرية حول تايوان وتحذيرها من الحرب على الجزيرة المدعومة من الولايات المتحدة، بعد تنصيب الرئيس لاي تشينج تي، الذي وصفته بكين بأنه "انفصالي خطير".

ويتصدر الخلاف حول تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها قائمة الخلافات بين المتنافسين، كما أن بكين غاضبة من علاقات واشنطن الدفاعية العميقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خاصة مع الفلبين، ونشرها المنتظم للسفن الحربية والطائرات المقاتلة في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.

ويعقد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "حوار شانجريلا"في نسخته الـ21 سنوياً في سنغافورة على مدى يومين وينتهي في 2 يونيو المقبل، إذ يجمع القادة العسكريين والسياسيين لمناقشة القضايا الأمنية.

أمل في تهدئة التوتر

ويأتي الاجتماع بين أوستن ودونج، بعد مكالمة هاتفية بين الاثنين أجريت في أبريل الماضي، ويعطي الأمل في إجراء مزيد من المحادثات العسكرية لتهدئة التوترات.

ويلقي أوستن ودونج خطابين في نهاية هذا الأسبوع في حوار "شانجريلا"، ومن المتوقع أن يتطرقا إلى مجموعة من نقاط الضغط في بلديهما.

وكانت الولايات المتحدة، التي تشعر بقلق متزايد إزاء القدرات العسكرية السريعة التطور لدى الصين، تعمل على تعزيز تحالفاتها وشراكاتها في المنطقة لمواجهة عدوانية الصين المتزايدة بشأن تايوان، وفي بحر الصين الجنوبي.

وحذّر أوستن بعد قمة عقدت بين الزعيم الصيني شي جين بينج والرئيس جو بايدن في نوفمبر من العام الماضي اتفقا فيها على استئناف المحادثات العسكرية رفيعة المستوى، من أن الحوادث قد تخرج عن نطاق السيطرة، خاصة في غياب خطوط اتصال مفتوحة بين قوات البلدين.

وتنظر الصين إلى هذا باعتباره جزءاً من الجهود الأميركية المستمرة منذ عقود لاحتوائه. وكثفت إدارة بايدن والصين الاتصالات لتخفيف الاحتكاك بين الخصمين المسلحين نووياً، حيث زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن بكين وشنغهاي الشهر الماضي.

وكان التركيز الرئيسي هو استئناف الحوار العسكري بين العسكريين، إذ ألغت الصين الاتصالات العسكرية مع الولايات المتحدة في عام 2022، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان.

وتفاقمت التوترات بين واشنطن وبكين خلال عام 2023، بسبب قضايا عدة بينها، إسقاط منطاد تجسس صيني فوق المجال الجوي الأميركي، واجتماع بين رئيسة تايوان آنذاك تساي إنج وين وخليف بيلوسي كيفن مكارثي، والمساعدات العسكرية الأميركية لتايبيه.

واتفق الجانبان بعد قمة بين الزعيم الصيني شي جين بينج وبايدن في نوفمبر من العام الماضي على استئناف المحادثات العسكرية رفيعة المستوى.

ويتضمن ذلك قناة اتصالات بين قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والقادة الصينيين المسؤولين عن العمليات العسكرية بالقرب من تايوان واليابان، وفي بحر الصين الجنوبي.

تصنيفات

قصص قد تهمك