تبدأ الأحزاب في جنوب إفريقيا، الجمعة، سلسة محادثات موسعة بهدف تشكيل ائتلاف حكومي، وذلك مع تراجع حظوظ حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم في الحصول على الأغلبية، إذ أظهرت النتائج الأولية أنه سيخسر الأغلبية للمرة الأولى منذ 30 عاماً.
ومع ظهور نتائج 61.2% من مراكز الاقتراع، حصل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي على 41.9% من الأصوات، وهو انخفاض عن نسبة 57.5% التي حصل عليها في الانتخابات الوطنية الأخيرة في عام 2019.
وأمام مفوضية الانتخابات 7 أيام بموجب القانون لإعلان النتائج النهائية، لكنها عادة ما تعلنها قبل ذلك الموعد.
ورغم أن الحزب الذي أسسه الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، سيظل أكبر قوة سياسية على ما يبدو، إلا أن النتيجة المرتقبة ستجعله يتحالف مع أحزاب أخرى، ليتقاسم بذلك السلطة لأول مرة منذ سقوط نظام الفصل العنصري في تسعينيات القرن الماضي.
ووفق النتائج الأولية، جاء التحالف الديمقراطي المؤيد لقطاع الأعمال في المركز الثاني بنسبة 23%. وحصل حزب "أومكونتو وي سيزوي" (MK)، وهو حزب جديد بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما، على 11.7%.
وحصل حزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية (EFF)، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان حالياً، على 9.5%.
وفاز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في كل الانتخابات العامة، التي جرت كل خمس سنوات، منذ الانتخابات التاريخية في عام 1994، والتي شكلت نهاية الفصل العنصري، وأدت إلى انتخاب نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد.
وتُحدد الأصوات عدد مقاعد الأحزاب السياسية في البرلمان، والتي تنتخب بعد ذلك الرئيس التالي.
ومن الممكن أن يكون الرئيس المقبل هو زعيم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الرئيس الحالي سيريل رامافوزا.
"تحالف يوم القيامة"
وإذا انخفضت نسبة تأييد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى ما دون 45%، فقد يجد الحزب صعوبة في تشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب صغيرة.
وقال زعيم التحالف الديمقراطي جون ستينهاوزن، إن المحادثات ستبدأ بشأن تشكيل تحالف حكومي، وستكون خطوته الأولى هي مقابلة أعضاء آخرين في ميثاق التعددية الحزبية (MPC)، وهو تحالف يضم 11 حزباً معارضاً تم تشكيله قبل الانتخابات.
وأضاف ستينهاوزن لوكالة "رويترز": "لقد جرت الانتخابات الآن وعلينا أن نلعب الدور الذي منحه لنا الناخبون، لذلك سننظر في مجموعة متنوعة من الخيارات التي ستكون متاحة".
وهاجم التحالف الديمقراطي، وهو أكبر حزب في الميثاق، باقي أحزاب المعارضة، ووصفها بأنها "متطرفة"، وقال إن التحالف بينها وبين حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سيكون بمثابة "تحالف يوم القيامة".
وقبل الانتخابات، لم يستبعد ستينهاوزن الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لمنع مثل هذا التحالف، على الرغم من أن التحالف الديمقراطي أدان باستمرار حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.