مليارديرات "وول ستريت" عازمون على دعم ترمب رغم "الإدانة"

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يغادر بعد مخاطبة وسائل الإعلام بعد إصدار حكم بإدانته في قضية شراء الصمت في نيويورك. 31 مايو 2024 - AFP
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يغادر بعد مخاطبة وسائل الإعلام بعد إصدار حكم بإدانته في قضية شراء الصمت في نيويورك. 31 مايو 2024 - AFP
دبي-الشرق

في خضم الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومحاكمته في عدد من القضايا، اجتمع عدد من أثرياء "وول ستريت" قبل أيام في أحد فنادق نيويورك، واتفقوا على "شيء واحد"، دعم الملياردير الجمهوري، حتى وإن تمت إدانته.

وقالت الشخصيات البارزة في قطاع الأعمال والتمويل الأميركي، الذين اجتمعوا خلال حفل لجمع التبرعات في فندق بيير بجادة مانهاتن الخامسة في نيويورك، إن ترمب سيظل خيارهم الأول لشغل منصب الرئيس، وفق "بلومبرغ".

وظهر التزام الشخصيات البارزة تجاه ترمب بعدما أدانته هيئة محلفين في نيويورك، بـ"تزوير وثائق لإخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز قبل انتخابات عام 2016"، في ما يعرف بقضية "شراء الصمت"، ورحبوا بإمكانية عودته إلى البيت الأبيض.

وقال أوميد مالك، رئيس "صندوق 1789 كابيتال" والمشارك في استضافة حفل جمع التبرعات لترمب، لـ"بلومبرغ"، إن تأثير الحكم على دعمه لترمب "سيكون أقل من الصفر"، واصفاً المحاكمة بكونها "تسليحاً للنظام القانوني والعدالة القضائية".

وأوردت "بلومبرغ" أن بعض الممولين الذين تخلوا عن ترمب بعد اقتحام مؤيديه مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، والذين نأوا بأنفسهم عنه بينما كان يدَّعي أن الانتخابات التي أُجريت في عام 2020 قد "سُرقت منه"، يحتشدون خلفه مرة أخرى.

والدافع الأساسي لهذا الدعم الدائم هو المال، وفق "بلومبرغ"، إذ تحظى وعود ترمب بخفض الضرائب على الأثرياء، وإلغاء القيود التنظيمية بقبول خاص لدى هذه الفئة.

"لا تغيير في الموقف"

وشكّك رئيس "صندوق 1789 كابيتال" في أن يغير الحكم القضائي رأي أي من الأثرياء الذين حضروا حفل جمع التبرعات الذي استضافه الملياردير هوارد لوتنيك.

وأعلن المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة "بلاكستون" ستيفن شوارزمان، أنه سيدعم ترمب مرة أخرى، دون انتظار معرفة قرار هيئة المحلفين.

ويُعد شوارزمان من أغنى 40 شخصاً في العالم، إذ تبلغ ثروته 41 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

وقبل ساعات من تردد أصداء الحكم في وول ستريت وواشنطن، نقلت "بلومبرغ" أن مليارديراً بارزاً آخر في نيويورك، وهو بيل أكمان، يميل أيضاً إلى دعم الرئيس السابق.

وفي وقت لاحق، أبدى أكمان موافقته على تدوينة في منصة "إكس" كتبها رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، وقال فيها إن النظام القضائي الأميركي، بمن فيهم المدعي العام في مانهاتن الذي ينظر في القضية، والقاضي، وهيئة المحلفين، يخضعون لأهداف سياسية.

دعم خطط ترمب الاقتصادية

وتسلط هذه التطورات وتوقيت حدوثها الضوء على التفاعلات المتغيرة بين ترمب وبعض القادة الماليين في البلاد، ويتجلى ذلك بوضوح في مانهاتن، والتي انطلق منها ترمب لعالم الثروة.

وعلى مدى عقود، كانت النخب في مسقط رأس ترمب تسخر منه، إذ اعتبروه اسماً صغيراً في القطاع العقاري، أما في الوقت الحالي، تحظى وعود الرئيس السابق بشأن الضرائب واللوائح التنظيمية بقبول المديرين التنفيذيين، على الرغم من إدانته في أول محاكمة جنائية لرئيس أميركي في تاريخ البلاد.

وقال مؤسس بنك Donaldson, Lufkin & Jenrette الاستثماري دان لوفكين: "لم يُعرف قط عن وول ستريت أنها مكان للشخصيات النزيهة". وأضاف: "هل هناك استعداد لدعم ترمب إذا بدا أنه يسير على الطريق الصحيح؟ نعم. أنا لست فخوراً بذلك، ولست جزءاً منه أيضاً".

وكان لوفكين يدعم نيكي هيلي، المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية.

وبعد يومين من المداولات، أدانت هيئة محلفين ترمب بتزوير سجلات تجارية لإخفاء أموال دُفعت لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها، ليدخل المرشح المحتمل للحزب الجمهوري، المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي بـ"نقطة سوداء" من شأنها أن تنهي مسيرة أي مرشح رئاسي آخر تقريباً، حسبما ذكرت الوكالة.

ومن المقرر أن يصدر الحكم قبيل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو المقبل. ولم يتضح بعد كيفية استجابة الناخبين لهذا التحول الاستثنائي في الأحداث، لكن مؤيدي الرئيس السابق، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في مجتمعي المال والأعمال، بدأوا بالفعل في الاحتشاد حوله.

وفي غضون دقائق من صدور الحكم بالإدانة، أرسلت حملة ترمب رسائل بريد إلكتروني لجمع التبرعات وصفت فيها الرئيس السابق بأنه "سجين سياسي"، مع سؤال: "هل هذه نهاية أميركا؟".

وقالت الحملة إنها جمعت ما يقرب من 53 مليون دولار خلال الساعات الـ24 التي تلت إدانته.

تصنيفات

قصص قد تهمك