"بلومبرغ": مساع روسية للاستحواذ على "أصول يورانيوم" فرنسية في النيجر

أنصار الانقلاب يلوحون بالأعلام الروسية في العاصمة النيجرية نيامي، النيجر، أغسطس 2023 - AFP
أنصار الانقلاب يلوحون بالأعلام الروسية في العاصمة النيجرية نيامي، النيجر، أغسطس 2023 - AFP
دبي-الشرق

تسعى روسيا إلى الاستحواذ على معدات تعدين اليورانيوم التابعة لشركة فرنسية مملوكة للدولة، في تحدٍ جديد للمصالح الغربية في إفريقيا، حسبما ذكرت "بلومبرغ"، الاثنين، نقلاً عن مصادر مطلعة.

وقال مصدر في موسكو على دراية بالأمر، والذي طلب من بلومبرغ عدم ذكر اسمه بسبب سرية المناقشات، إن شركة "روساتوم" المملوكة للدولة الروسية أجرت اتصالات مع السلطات التي يقودها الجيش في النيجر بشأن الحصول على أصول مملوكة لشركة "أورانو" الفرنسية.

ونقلت "بلومبرغ" عن دبلوماسي غربي في المنطقة قوله إن المحادثات تمحورت على الأرجح حول تراخيص التعدين.

وفي عام 2022، كانت النيجر تستحوذ على 4% من الإنتاج العالمي لليورانيوم من المناجم، وفقاً للجمعية النووية العالمية.

وفي أعقاب الانقلاب الذي شهدته النيجر في يوليو الماضي، والذي أطاح بالرئيس محمد بازوم الحليف للغرب، أصبحت النيجر أحدث دولة ضمن مجموعة من الدول الإفريقية التي عززت علاقاتها الأمنية مع روسيا. وتخضع معظم هذه الدول لحكم عسكري، وفقاً لبلومبرغ.

استغلال الفراغ الفرنسي

وقالت "بلومبرغ"، إن ذلك سمح لموسكو بالسعي إلى تحقيق مصالح في مجال التعدين، بينما تحاول استعادة تواجدها في إفريقيا، ولا سيما عن طريق استغلال الاستياء الواسع النطاق من النفوذ الفرنسي المستمر منذ عقود في مستعمراتها السابقة. 

وقال مارك هيبس، وهو خبير نووي بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في برلين، لبلومبرغ: "روسيا تعزز علاقاتها الاقتصادية، والدبلوماسية، والعسكرية في إفريقيا، بما في ذلك بعد انقلاب النيجر، وهي ترى هذا الجزء من العالم بمثابة فرصة استثمارية استراتيجية".

وأضاف هيبس: "وبالتوازي، تعمل روساتوم على تنويع استثماراتها في اليورانيوم في إفريقيا".

ولم يتضح عدد الأصول التي تسعى "روساتوم" إلى الحصول عليها في النيجر. ووصف المصدر المتواجد في موسكو المحادثات بأنها في "مرحلة مبكرة، ولم تصل إلى حد المفاوضات". ولم يُحدد بعد أي موعد لأي عملية نقل للملكية، وفق "بلومبرغ".

وتمتلك "أورانو" حصص أغلبية في الشركات العاملة بمنجم "سومير" المفتوح ومنجم "كوميناك" الجوفي، وهو مغلق حالياً، ومشروع "إيمورارين" الذي تم تعليق العمل فيه منذ عام 2015، وفقاً لموقع الشركة.

وقالت الشركة الفرنسية لبلومبرغ، إنها ليست على دراية بأي محادثات بين النيجر والجهات الروسية، وأنها مستمرة في التواصل مع القادة الجدد للبلاد منذ يوليو الماضي. 

وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوكالة على دراية بإمكانية نقل ملكية أصول تعدين اليورانيوم في النيجر، دون تحديد الجهة المشاركة في ذلك.

وطردت النيجر، وهي واحدة من أفقر دول العالم، القوات الفرنسية من البلاد، وأنهت اتفاقية أمنية استمرت عقداً مع الولايات المتحدة في أعقاب الانقلاب. وفي أبريل الماضي، وصل 100 مدرب عسكري روسي إلى العاصمة نيامي لتدريب قوات النيجر على استخدام أنظمة الدفاع الجوي التي توفرها موسكو.

وكانت فرنسا تحصل على 14% من احتياجاتها من اليورانيوم من النيجر لتشغيل المفاعلات النووية التي تنتج 65% من الكهرباء في البلاد.

تصنيفات

قصص قد تهمك