إعلان مقترح وقف النار في القطاع هدفه تقليص مساحة المناورة ودفع نتنياهو لاتفاق

مسؤولون أميركيون يكشفون كواليس خطاب بايدن بشأن مقترح غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة بشأن الشرق الأوسط في البيت الأبيض، واشنطن. 31 مايو 2024 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة بشأن الشرق الأوسط في البيت الأبيض، واشنطن. 31 مايو 2024 - REUTERS
واشنطن-رويترز

قال 3 مسؤولين أميركيين إن الرئيس جو بايدن حين أعلن عن مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، أعدته إسرائيل والولايات المتحدة وأُرسل إلى حركة "حماس"، كان يعلن هذا دون الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

وذكر المسؤولون أن قرار الإعلان من جانب واحد، في خطوة استثنائية تتخذها الولايات المتحدة مع حليف وثيق، كان متعمداً، وترتب عليه تضييق الخناق، وتقليص المساحة المتاحة للتراجع أمام إسرائيل و"حماس".

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، اشترط عدم نشر اسمه ليتحدث بحرية عن المفاوضات: "لم نطلب إذناً للإعلان عن المقترح".

وأضاف المسؤول لـ"رويترز": "أبلغنا الإسرائيليين أننا سنلقي خطاباً بشأن الوضع في غزة، ولم نخض في تفاصيل كثيرة عنه".

وحاول مفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر لبضعة أشهر التوسط لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، لكن تبين أن التوصل لاتفاق بهذه الطريقة أمر بعيد المنال.

ودعا المقترح الذي أُعلن، الجمعة الماضية، إلى وقف مبدئي لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع مع انسحاب عسكري إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح بعض المحتجزين، بينما يتم التفاوض على "وقف دائم للقتال" عبر وسطاء.

ويقوم المقترح على أساس اتفاق قبلته "حماس" في وقت سابق من هذا العام، يحافظ على وقف إطلاق النار مع استمرار المفاوضات، بهدف التوصل إلى وقف دائم للقتال وهو المطلب الذي طالما تمسكت به الحركة.

ورأى جيريمي سوري، أستاذ التاريخ والشؤون العامة بجامعة تكساس في أوستن، أن إعلان بايدن وطرحه للمقترح في إطار أنه صفقة "عرضتها إسرائيل" استهدف "إنعاش آمال وقف إطلاق النار، والضغط على نتنياهو".

وتابع: "بايدن يحاول محاصرة نتنياهو لقبول المقترح".

ورداً على سؤال عما إذا كان إعلان بايدن هو محاولة للضغط على نتنياهو، قال مسؤول إسرائيلي إنه "ليس بوسع أحد منع إسرائيل من تدمير (حماس)، وتدمير قدراتها في الحكم".

وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: "فكرة أن الضغوط ستدفع إسرائيل إلى التصرف بما يتعارض مع مصلحتها الوطنية هي فكرة سخيفة الضغط يجب ممارسته على (حماس)".

ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في حديثه للصحافيين، الاثنين الماضي، محاولة الإدارة "تضييق مساحة المناورة" على الزعيم الإسرائيلي.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين، الثلاثاء، إن الوسطاء ما زالوا ينتظرون رد "حماس".

رغم إعلان أوفير فولك، مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية، بعد وقت قصير من إعلان، الجمعة، أن نتنياهو وقّع المقترح، أدلى الزعيم الإسرائيلي في وقت لاحق بتعليقات علنية أثارت الشكوك في أنه يدعم المقترح بشكل كامل.

وقال الوزير إيتمار بن جفير المنتمي إلى اليمين المتطرف، الأربعاء، إن حزبه "سيعطل" عمل الائتلاف الحاكم، حتى يكشف نتنياهو عن تفاصيل صفقة غزة المرتقبة.

ويواجه بايدن من جانبه ضغوطاً لإنهاء القتال في غزة، في حين ينقسم حزبه الديمقراطي بشأن دعمه للهجوم الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني، إذ هدد الناخبون في الولايات الرئيسية التي تمثل ساحة منافسة حامية بعدم دعمه في انتخابات نوفمبر المقبل في مواجهة مع المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.

وعلى الرغم من العقبات، قال مسؤولون أميركيون إن بايدن من خلال إعلانه عن الاقتراح الإسرائيلي، سيتمكن من إعادة إطلاق المناقشات.

وأضاف مسؤول أميركي: "رأى (بايدن) أن من المهم طرح التفاصيل علناً، حتى يرى العالم كله ما يحدث هنا، وحتى يتمكن العالم بأسره من رؤية مدى جدية إسرائيل في التعامل مع هذا الأمر، ولتوضيح أن (حماس) ينبغي بكل تأكيد أن تقبل هذا المقترح".

ورأى المؤرخ توماس آلان شفارتس من جامعة فاندربيلت أن "بايدن عندما فعل ذلك، كان يستخدم أسلوباً استخدمه سابقاً خلال عقوده في العمل السياسي، وهو إصدار إعلان عام عن صفقة على أمل دفع الطرفين إلى المضي قدماً".

وأردف: "بقوله إن إسرائيل وافقت، فإنه يضعها في موقف يصعب فيه الرفض. ومن هذا المنطلق، ربما كان يحاول التأثير على السياسات الداخلية في إسرائيل".

تصنيفات

قصص قد تهمك