أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أنه لن يعفو عن نجله هانتر المتهم بحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني أثناء إدمانه على المخدرات، في محاكمة وصفت بـ"التاريخية" كونه أول ابن رئيس أميركي في منصبه يلاحق قضائياً.
وأكد بايدن، في مقابلة مع شبكة ABC News، أنه سيقبل نتيجة محاكمة نجله في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، مشيراً إلى أنه يستبعد فكرة العفو عنه.
ويخضع هانتر للمحاكمة في محكمة فدرالية بتهمة حيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني أثناء إدمانه على المخدرات، كما يشتبه بأنه كذب في الوثائق التي ملأها عندما اشترى السلاح، علماً بأن السلاح بقي بحوزته 11 يوماً فقط في أكتوبر 2018.
وتعد هذه المحاكمة تاريخية بسبب أنها المرة الأولى التي يواجه فيها ابن رئيس أميركي محاكمة جنائية أثناء وجود والده في البيت الأبيض، لكن هانتر دفع ببراءته في أكتوبر الماضي بعد أن وجه إليه المحقق الخاص ديفيد فايس لائحة اتهام، بحسب ABC News.
ويأتي تصريح بايدن بعد ساعات من إصدار قيادات جمهورية في مجلس النواب الأميركي إحالات جنائية، الأربعاء، ضد هانتر نجل الرئيس الأميركي وشقيقه جيمس بايدن، متهمين إياهما بالإدلاء بـ"بيانات كاذبة"، أمام الكونجرس كجزء من تحقيق العزل الذي استمر لمدة عام، ولا تتمتع تلك الإحالات بقوة القانون.
وفي وقت سابق الخميس، استمعت هيئة المحلفين في محاكمة هانتر إلى شهادة أرملة شقيق هانتر بايدن، والتي عثرت على السلاح الناري، ورمته بعيداً خوفاً من إدمانه المتزايد.
شاهد هيئة المحلفين لقطات من كاميرا مراقبة لهالي، وهي ترمي مسدس هانتر في سلة مهملات سوبر ماركت، بالإضافة إلى رسائل نصية أعربت فيها عن قلقها على حياته.
وقالت هالي في رسالة نصية كتبها في أكتوبر 2018 بعد وقت قصير من شراء هانتر للسلاح: "افحص نفسك.. كما يجب عليك أن تتوقف عن فعل كل هذا".
كما استمعت هيئة المحلفين في محاكمة هانتر، الأربعاء، إلى شهادة عنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي حققت بشأن نجل الرئيس الأميركي بشبهة شراء سلاح ناري.
وأفادت العميلة الخاصة لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إريكا جينسن عن تفاصيل حصول المحققين على الأدلة بما في ذلك صور تظهر مخدرات على ما يبدو، من حاسوب محمول بات الآن في قلب جهود الجمهوريين لاستهداف عائلة بايدن.
وحضرت السيدة الأولى جيل بايدن إلى المحكمة، الأربعاء، كما فعلت منذ اليوم الأول للمحاكمة، بينما أصدر الرئيس الأميركي بياناً أعرب فيه "فخره" بابنه.
وكان قد حث المدعون في محاكمة هانتر، هيئة المحلفين، الثلاثاء الماضي، على عدم إظهار التعاطف أو التحيز كونه نجل الرئيس الأميركي.
وقال المدعي ديريك هاينز في بيان افتتاحي، إن "هانتر كذب بالتالي، عندما قام بملء استمارة وضع فيها علامة في مربع ينكر فيه أنه متعاطي مخدرات أو مدمن".
وفي المقابل، ذكر محامي هانتر بايدن أنه "لم يكن يتعاطى المخدرات عندما اشترى هذا المسدس" الذي "لم يتم ملؤه بالرصاص إطلاقاً ولا حمله، ولا استخدمه" خلال الأيام الـ11 التي بقي فيها بحوزته، فيما شدد نجل الرئيس الأميركي على أنه تجاوز إدمانه منذ العام 2019.
وفي حال إدانته، يمكن أن يواجه هانتر عقوبة السجن 25 عاماً، رغم أنه من الممكن أن يحصل على عقوبة أقل باعتبار أن لا سوابق لديه، حتى إنه قد يكون بإمكانه الإفلات من السجن.
ولطالما استُهدف هانتر من قبل الجمهوريين اليمينيين المتشددين الساعين لإحراج أبيه، بينما حقق حلفاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأنه في الكونجرس بتهم الفساد واستغلال النفوذ، لكن لم توجه أي اتهامات له في هذا الصدد.
كما أن تعاملات هانتر بايدن التجارية الخارجية المثيرة للجدل مع الصين وأوكرانيا شكلت أساس محاولات الجمهوريين في الكونجرس لإطلاق إجراءات عزل بحق الرئيس.
وأفاد البيت الأبيض، العام الماضي، بأن هانتر بايدن لن يحصل على عفو رئاسي في حال إدانته.
