تصاعد التوتر على حدود بولندا وبيلاروس مع وصول مزيد من المهاجرين

قوات تضع حواجز بالقرب من غابة بيالوفيزا المترامية على الحدود بين بولندا وبيلاروس. 3 يونيو 2024 - AFP
قوات تضع حواجز بالقرب من غابة بيالوفيزا المترامية على الحدود بين بولندا وبيلاروس. 3 يونيو 2024 - AFP
بياوفييجا (بولندا)/ دبي-الشرقرويترز

تجمع نحو 10 أشخاص بالقرب من سياج من الأسلاك الشائكة وسط الغابات الكثيفة على الحدود في بيلاروس ترقباً لفرصة سانحة للتسلق أو اختراق السياج والتوجه غرباً إلى بولندا.

وعلى الجانب الآخر تسير دوريات حرس الحدود والجنود البولنديون المسلحون جيئة وذهاباً، بينما تراقب المجموعة التي كان معظمها شباب من الشرق الأوسط أصيب بعضهم بجروح من الأسلاك الحادة.

ويتصاعد التوتر المرتبط بالهجرة في أنحاء أوروبا التي تشهد مواجهة بين الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تدعو إلى فرض ضوابط أكثر صرامة وبين الحركات الوسطية في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وتجرى عمليات التصويت في بولندا الأحد، في إطار انتخابات البرلمان الأوروبي.

وفي بولندا يزيد على هذه المواجهة الجانب الجيوسياسي، إذ تتهم بولندا والاتحاد الأوروبي بيلاروس وروسيا بمحاولة بث الفوضى منذ عام 2021 من خلال دفع المهاجرين عبر الحدود فيما تسميها وارسو "الحرب الهجينة". ونفت مينسك وموسكو هذه الاتهامات.

وزادت أعداد الوافدين في الآونة الأخيرة، وفقاً لبيانات الحكومة البولندية. وتوفي أحد جنود الدوريات الأسبوع الماضي متأثراً بجروح أصيب بها في مواجهة مع المهاجرين على الحدود في 28 مايو الماضي.

منطقة عازلة

ورداً على ذلك، أعلنت حكومة رئيس الوزراء دونالد توسك الوسطية المؤيدة للاتحاد الأوروبي عن خطط لإعادة إنشاء منطقة محظورة على طول الحدود.

وقال نائب وزير الدفاع البولندي بافل زاليفسكي لـ"رويترز": "هذه الحدود ليست آمنة للأسف. الغرض من هذه المنطقة هو ضمان عدم تعرض أي شخص للهجمات التي يتعرض لها الجنود البولنديون".

وقال أحمد ليبك (24 عاماً) من حلب في سوريا الماضي إنه موجود عند السياج منذ أكثر من شهر. واستسلم شقيقه وعاد إلى داخل بيلاروس، ولم يتلق أي أخبار عنه منذ ذلك الحين.

وقال أحمد، وهو مدرس لغة إنجليزية من سوريا: "جئت من الحرب لأبدأ حياة جيدة. لكنني وجدت صعوبة بالغة في عبور هذه الحدود". وحاول 4 مرات تسلق السياج.

وبموجب الترتيبات الحالية، بوسع المهاجرين التقدم بطلب اللجوء في بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي بمجرد وصولهم إلى أراضيها.

وتمكن أحدهم في اليوم التالي من عبور السياج، ويدعى نعمان الحميري وهو مصمم جرافيك من اليمن يبلغ من العمر 24 عاماً.

وقال الحميري لـ"رويترز" من الغابة على الجانب البولندي من الحدود إنه صنع مع آخرين سلماً من الخشب وقصاصات القماش والأكياس البلاستيكية، وتسلقوا الحاجز عندما حل الظلام.

وتقدم أولاً بطلب للحصول على تأشيرة طالب بولندية من اليمن، وبعد أن تم رفض الطلب سافر إلى موسكو، ومنها إلى بيلاروس ثم المنطقة الحدودية حيث أمضى 22 يوماً.

وقال نعمان، وقد بدا عليه الارتياح، بينما لا تزال أوراق الشجر على رأسه بعد عبور السياج: "ألقوا القبض علينا في بيلاروس. لقد ضربونا... ثم قالوا: اذهبوا".

وأضاف: "قال (مهربو البشر) إن الأمر سهل للغاية... لقد كذبوا علينا. لو كانت لدي أي فكرة أن الأمر بهذا الشكل، لما أتيت".

وذكرت أجاتا كلوتشفسكا، التي تدير مجموعة محلية لدعم المهاجرين وتقدم الغذاء والدواء وخدمات النقل لهم، إن المنطقة المحظورة حال تحديدها ستجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للمهاجرين.

وجاءت إلى الغابة لمساعدة نعمان و5 آخرين معه لبدء عملية طلب اللجوء وإبلاغ حرس الحدود الذين سيأخذونهم إلى مركز للتعامل مع الطلبات.

وقالت إن العودة إلى الإجراءات الأكثر تقييداً قد تترك المزيد من الأشخاص عالقين على الجانب الواقع في بيلاروس من الحدود، وتجبر المتطوعين أمثالها على العودة إلى الأيام التي كان عليهم فيها الخروج سراً لمساعدة المهاجرين الوافدين.

وأضافت: "قواعد المنطقة ستؤثر علينا كثيراً... سيتعين علينا البدء في الاختباء مرة أخرى".

انقسام داخلي

وكان رئيس الوزراء البولندي قال إنه سيطلب من رئيس البلاد، أندريه دودا، الموافقة على قراره بإقالة نائب المدعي العام للشؤون العسكرية بعد اعتقال جنديين بولنديين لإطلاقهما طلقات تحذيرية على المهاجرين.

وقال توسك في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع وزيري الدفاع والعدل الجمعة: "سأرسل رسالة ذات صلة إلى الرئيس اليوم". ويتعين على دودا الموافقة على إقالة توماس جانيتشيك، نائب المدعي العام للشؤون العسكرية.

ومن المقرر أن يجتمع تاسك ودودا الاثنين، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي دعا إليه دودا بشأن ضغوط الهجرة المتزايدة على حدود بولندا مع بيلاروس.

وقال توسك إنه يأمل "بحلول ذلك الوقت أن أحصل على موافقة الرئيس على التغيير، كما يقتضي القانون".

تصنيفات

قصص قد تهمك