رئيسة المفوضية الأوروبية: سنبني حصناً ضد المتطرفين من اليسار واليمين

انتخابات البرلمان الأوروبي.. صعود اليمين المتطرف ومكاسب لليسار

امرأة تدلي بصوتها في الانتخابات الأوروبية بمركز اقتراع في بروكسل. 9 يونيو 2024 - AFP
امرأة تدلي بصوتها في الانتخابات الأوروبية بمركز اقتراع في بروكسل. 9 يونيو 2024 - AFP
دبي/بروكسل-الشرقوكالات

احتفظت كتل الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي رغم تقدم كبير لقوى اليمين المتطرف على ما أظهرت تقديرات نشرها البرلمان، الأحد.

ومع 181 مقعداً متوقعاً للحزب الشعبي الأوروبي، و135 للاشتراكيين والديمقراطيين و82 لـ"تجديد أوروبا" (رينيو يوروب)، تشكل هذه الكتل "الائتلاف الكبير"، الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعداً من أصل 720.

إلا أن هذه الغالبية ستكون أقل مما كانت عليه في البرلمان المنتهية ولايته.

مكاسب طفيفة لحزب فون دير لاين 

فازت كتلة الحزب الشعبي الأوروبي، حزب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعدد إضافي قليل من المقاعد، في حين تراجع عدد مقاعد الاشتراكيين والديمقراطيين بشكل طفيف، وخسرت كتلة "تجديد أوروبا"، التي تضم حزب "النهضة" بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو 20 مقعداً.

وقالت فون دير لاين، الأحد، إن حزبها الذي ينتمي إلى يمين الوسط سيبني حصناً ضد المتطرفين من تياري اليسار واليمين.

وأدلت فون دير لاين بهذه التصريحات في رد فعل على النتائج الأولية لانتخابات الاتحاد الأوروبي التي أظهرت أن حزب الشعب الأوروبي هو أكبر حزب ولكن من المتوقع أن تحقق الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة والمشككة في الاتحاد الأوروبي أكبر المكاسب.

وأضافت: "لا يمكن تشكيل أغلبية بدون حزب الشعب الأوروبي ومعاً... سنبني حصناً ضد المتطرفين من اليسار ومن اليمين".

وسجل اليمين المتطرف صعوداً ملحوظاً في فرنسا وألمانيا، حيث يتقدم على حزبي الرئيس إيمانويل ماكرون، والمستشار أولاف شولتز.

وفي دول الشمال حققت أحزاب اليسار والخضر مكاسب في الانتخابات الأوروبية، في حين تراجعت الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفق ما أظهرت نتائج رسمية واستطلاعات رأي.

وتنقسم القوى اليمينية المتطرفة بشكل أساسي إلى كتلتين في البرلمان الأوروبي، ولكن يمكن إعادة تشكيلهما في أعقاب الانتخابات.

أما كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي تضم حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وحزب القانون والعدالة البولندي، فقد فازت بمقعدين إضافيين وفق التقديرات.

وارتفع عدد مقاعد كتلة "الهوية والديمقراطية"، التي تضم حزب "التجمع الوطني" الفرنسي، وحزب الرابطة الإيطالي، من 49 إلى 62 مقعداً. وقد استبعدت الكتلة مؤخراً حزب البديل من أجل ألمانيا من صفوفها.

ومن شأن مكاسب الحزب الألماني الانتخابية أن تؤدي إلى تضخم عدد النواب غير المنخرطين في كتل. كما أن حزب "فيدس"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء القومي المجري فيكتور أوربان هو أيضاً من بين الأحزاب غير المنخرطة في كتل.

"ضربة" لمعسكر ماكرون

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانوين ماكرون، حل مجلس النواب (الجمعية الوطنية)، ودعا إلى انتخابات مبكرة في 30 يونيو الجاري، وذلك بعد تقدم اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية.

وفاز اليمين المتطرف بالانتخابات الأوروبية بقيادة جوردان بارديلا، وذلك بحصوله على نسبة تتراوح بين 31.5 و32.5% من الأصوات، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون وفقاً لتقديرات معهدي الاستطلاع "إيفوب" و"إبسوس"، ما يُمثل ضربة كبيرة لمعسكر للرئيس الفرنسي.

وجاء في المرتبة الثانية حزب "الغالبية الرئاسية"، محققاً 15.2% من الأصوات، ثم احتلت المرتبة الثالثة "تشكيلة الاجتماعي-الديمقراطي" رافاييل جلوكسمان والتي حققت 14%.

وقال ماكرون في كلمة متلفزة، إن نتائج الانتخابات الأوروبية "ليست جيدة بالنسبة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا"، مضيفاً أن أحزاب اليمين المتطرف "الذين يعارضون الوحدة الأوروبية يتقدمون في كل مكان في القارة الأوروبية".

"هزيمة قاسية" لائتلاف شولتز

وتعرض الائتلاف الحاكم في ألمانيا بزعامة المستشار أولاف شولتز، لهزيمة قاسية في الانتخابات الأوروبية، إذ جاءت الأحزاب الثلاثة في حكومته خلف المحافظين واليمين المتطرف، وفق ما أظهرت الاستطلاعات الأولية.

وحصل "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" بزعامة شولتز على أسوأ نتيجة له في التاريخ بنسبة 14%، فيما حل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في المركز الثاني بعد حصوله على ما بين 16 و16.5%، فيما حصلت كتلة "الاتحاد المسيحي" التي تضم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري" المحافظ، على 29.5%، وفقاً لاستطلاعين نشرتهما الشبكتين الوطنيتين "إيه آر دي" و"زد دي إف".

ولم يسجل "حزب الخضر"، شريك شولتز في الائتلاف الحكومي، سوى على 12 إلى 12.5%، بينما حصل "الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي" على 5%.

وقال كيفن كوينرت، الأمين العام لـ"الحزب الديمقراطي الاشتراكي": "هذه نتيجة مريرة للغاية بالنسبة لنا"، مضيفاً أن حزبه "سيتعين عليه فحص الأخطاء التي حدثت خلال الحملة".

وفي النمسا من المرجح فوز حزب "الحرية" اليميني المتطرف في الانتخابات، وذلك وفقاً لاستطلاع رأي استند على الاستطلاعات التي أجريت على مدار الأسبوع الماضي، ونشرت نتائجه مع انتهاء التصويت مساء الأحد.

مكاسب لليسار وتراجع لليمين بدول الشمال

وفي فنلندا، حقق حزب "تحالف اليسار" تقدماً بحصده 17.3% من الأصوات، أي أكثر بـ4 نقاط مقارنة بعام 2019، وفق النتائج المعلنة بعد فرز 99% من بطاقات الاقتراع.

وقالت زعيمة "تحالف اليسار" لي أندرسون: "لم أكن أحلم قط بمثل هذه الأرقام". وسيحصل الحزب على 3 مقاعد من أصل 15 مخصصة لفنلندا في البرلمان الأوروبي، مقارنة بمقعد واحد فقط خلال الانتخابات السابقة.

كما عزّز الائتلاف الوطني (يمين وسط) بزعامة رئيس الوزراء بيتري أوربو مكاسبه بحصده نحو 25% من الأصوات، بزيادة 4 نقاط تقريباً.

وتراجعت شعبية "حزب الفنلنديين" اليميني المتطرف المشارك في الائتلاف الحكومي، بحصوله على 7.6% من الأصوات، أي بانخفاض قدره 6.2%، ولن يحصل إلا على مقعد واحد.

وقال سيباستيان تينكينن الذي فاز بمقعد الحزب الوحيد لإذاعة "واي إل إي" العامة: "هذه دعوة لحزبنا للاستيقاظ".

وفي السويد، حقق حزب الخضر تقدماً بحصوله على 15.7% من الأصوات، بزيادة قدرها 4.2 نقطة، وفق استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته قناة SVT التلفزيونية.

وتقدم "حزب اليسار" أيضاً (+4 نقاط إلى 10.7%)، بينما سجل اليمين المتطرف الذي يمثله "حزب ديمقراطي السويد" تراجعاً بمقدار 1.4 نقطة إلى 13.9%.

وحافظ الاشتراكيون الديمقراطيون على موقعهم في المقدمة بنسبة 23.1%.

وفي الدنمارك، حيث المشهد السياسي مجزأ للغاية، احتل الحزب الشعبي الاشتراكي الصدارة وحقق تقدماً ملحوظاً بحصوله على 18.4% من الأصوات، بزيادة قدرها 5.2% مقارنة بعام 2019، وفق استطلاع لآراء الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع أجراه التلفزيون العام DR.

وتراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يقود الائتلاف الحكومي إلى 15.4%. ومن المتوقع أن يفوز كل من الحزبين بـ3 مقاعد من أصل 15 مقعداً في الدنمارك.

توجه نحو اليمين 

والتوجه المتوقع للبرلمان الأوروبي نحو اليمين، يعني أن المجلس قد يكون أقل حماساً للسياسات الرامية إلى معالجة تغير المناخ، بينما سيكون حريصاً على التدابير الرامية للحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل يضم 450 مليون مواطن.

وقد يكون البرلمان أكثر انقساماً، وهو ما من شأنه أن يجعل تبني أي إجراء أصعب وأبطأ في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الأوروبي تحديات منها روسيا المعادية له، والمنافسة الصناعية المتزايدة من الصين والولايات المتحدة.

وبدأت الانتخابات، الخميس، في هولندا وفي دول أخرى يومي الجمعة والسبت، لكن موعد الإدلاء بالجزء الأكبر من الأصوات في الاتحاد الأوروبي هو، الأحد، حيث فتحت فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا مراكز الاقتراع، بينما تجري إيطاليا يوما ثانياً من التصويت.

ويصوت البرلمان الأوروبي على تشريعات مهمة للمواطنين والشركات في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.

ويشكو الناخبون في أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ سنوات من أن عملية صنع القرار في التكتل معقدة ومتباعدة ومنفصلة عن الواقع اليومي، وهو ما يفسر في كثير من الأحيان انخفاض نسبة المشاركة في انتخابات الاتحاد الأوروبي.

تصنيفات

قصص قد تهمك