قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، الخميس، إن الدول أعضاء الحلف بصدد اتخاذ "إجراءات أكثر صرامة" ضد الجواسيس الروس داخل أراضيهم، رداً على الأنشطة العدائية من قبل موسكو، والتي شملت أخيراً أعمال تخريب وهجمات إلكترونية، على حد وصفه.
وأضاف ستولتنبرج، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، قبيل انطلاق اجتماع وزراء دفاع الحلف: "لقد رأينا أمثلة على التخريب، والهجمات الإلكترونية، والمعلومات المضللة (الروسية)"، مشيراً إلى أن اجتماع وزراء الدفاع "سيتناول الحملة الروسية للأنشطة العدائية ضد حلفاء الناتو".
واوضح أمين عام الناتو، أن الوزراء سيناقشون أيضاً خيارات الحلف للرد على موسكو، بما في ذلك حماية البنية التحتية البحرية والإلكترونية الحيوية، وكذلك "تشديد القيود على أفراد المخابرات الروسية عبر الحلف".
وخلال الأشهر الماضية، عبر حلف الناتو، عن قلقه العميق إزاء تزايد "الأنشطة الخبيثة على أراضي الحلفاء" من جانب روسيا، مشيراً إلى ما وصفه بـ"الحملة المكثفة"، عبر المنطقة الأوروبية الأطلسية.
ولعبت مجموعة قراصنة Sandworm الروسية، التي تقول حكومات غربية إنها "مقربة من الكرملين"، دوراً مركزياً في دعم الأهداف العسكرية الروسية في أوكرانيا، قبل أن توسّع نشاطاتها لتشمل تخريب البنية التحتية الحيوية للدول الأوروبية وتهديد مصالح الناتو.
وتُنسب المجموعة الرّوسية التي تنشط منذ عام 2009، إلى مديرية الاستخبارات الرئيسية الروسية التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وتديرها الوحدة العسكرية 74455، وهي وحدة حرب إلكترونية تابعة للجيش الروسي GRU، وفق تحقيق أجرته شركة Mandiant المتخصصة في الأمن الرقمي، لكن السلطات الروسية دائماً ما تنفي صلتها بتلك المجموعة.
وفي مارس الماضي، نشرت وسائل إعلام روسية، تسجيلاً مدته 38 دقيقة لمكالمة سُمع فيها ضباط ألمان يتحدثون عن أسلحة لأوكرانيا، وضربة قد تشنها كييف على جسر في شبه جزيرة القرم، مما دفع المسؤولين الروس إلى المطالبة بتوضيح.
وناقش مسؤولون في القوات الجوية الألمانية، وفق ما جاء في التسجيلات الصوتية المسرّبة، تسليم صواريخ كروز من طراز "توروس" إلى أوكرانيا، كما ناقشوا أيضاً تفاصيل إرسال شحنات صواريخ سكالب بعيدة المدى من فرنسا وبريطانيا إلى أوكرانيا.
ويتحدّث التسريب الصّوتي عن فرضية استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ "توروس" بعيدة المدى، الألمانية الصنع، وتأثيرها المحتمل، لا سيما إذا كانت تستهدف أهدافاً مثل جسر كيرتش، الرابط بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالبر الرئيسي الروسي.
وفي أكتوبر الماضي، أوضح فريق جوجل الأمني TAG أن مجموعة من الهجمات السيبرانية المنفذة بواسطة مخترقين روس تستهدف قطاع الطاقة باستخدام ملفات مضغوطة خبيثة بصيغة ZIP، اعتماداً على برمجيات خبيثة مخصصة لسرقة المعلومات من الحواسيب الشخصية، إلى جانب استغلال مخترقين آخرين منتمين لموسكو الثغرة نفسها لاستهداف ضحايا في أوكرانيا.