حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، روسيا على وقف سلوكها "العدائي" حيال أوكرانيا، مشيراً إلى أن قوات مسلحة روسية بأعداد كبيرة لا تزال منتشرة على الحدود بين البلدين، على الرغم من الانسحاب الأخير.
وقال بلينكن، وهو أول مسؤول أميركي كبير يزور أوكرانيا منذ تسلم الرئيس جو بايدن مهامه في يناير الماضي، خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف: "نتطلع نحو روسيا لكي توقف أعمالها المتهورة والعدائية"، لافتاً إلى أنه "لا يزال هناك عدد كبير من القوات" على الحدود الأوكرانية.
وأضاف: "في ما يتعلق بالتهديد، فهو لا يزال قائماً"، مشيراً إلى أن موسكو لديها القدرة في غضون مهلة قصيرة إلى حد ما، على اتخاذ إجراء صارم إذا اختارت ذلك"، مؤكداً وقوف الولايات المتحدة مع كييف ومساعدتها عسكرياً.
تهديد روسي
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني أن التهديد العسكري الروسي ضد كييف لا يزال قائماً، في ما أشاد بزيارة بلينكن التي اعتبرها "مهمة للغاية".
وقال: "نعتبر أن خفض عدد القوات الروسية بطيء جداً، لذلك فإن التهديد الروسي لا يزال قائماً".
كان بلينكن التقى في وقت سابق الخميس، نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا، ودعا في مؤتمر صحافي مشترك، إلى إحراز تقدم في الإصلاحات لمكافحة الفساد، الملف الأساسي في البلاد وفي العلاقات مع الغرب.
وقال بلينكن: "أنا موجود هنا لسبب بسيط جداً، وهو التأكيد باسم الرئيس جو بايدن على التزامنا في سبيل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها".
وشدد لاحقاً على التزام واشنطن بالعمل مع أوكرانيا "لتعزيز الديمقراطية، عبر بناء مؤسسات والدفع قدماً بإصلاحاتكم ضد الفساد".
وتابع بلينكن: "نحن شريككم في هذين المجالين، وأعتقد أنه من المهم قول ذلك شخصياً في أقرب وقت ممكن".
من جهته قال الوزير الأوكراني إن "الولايات المتحدة هي الحليف الأول لأوكرانيا في مجال الأمن والدفاع"، مضيفاً أنه "يثمّن بشدة" المساعدة التي قدمتها واشنطن في هذين المجالين منذ بدء الحرب مع الانفصاليين.
توتر متصاعد
تأتي زيارة بلينكن بعد تصعيد في التوتر بين روسيا وأوكرانيا، بدأ مع وصول سلطة موالية للغرب في كييف وضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014.
وعلى مدى أسابيع في أبريل الماضي، نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع أوكرانيا قائلة إنها تجري "تدريبات عسكرية".
وأثار هذا الأمر مخاوف لدى الغربيين والأوكرانيين، من احتمال اجتياح البلاد؛ لأن الانتشار العسكري الكثيف ترافق مع تجدد العنف في النزاع مع المتمردين شرق أوكرانيا.
من جانب آخر، اعتبر أحد قادة المقاتلين الموالين لروسيا ليونيد باسيتشنيك، أن زيارة بلينكن "ستؤدي بوضوح إلى تفاقم الوضع"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوستي".
وبعد تبادل التهديدات، أعلنت موسكو أخيراً في 23 أبريل سحب قواتها، ما أشاع ارتياحاً، على الرغم من أن أوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" الذي تطمح كييف للانضمام إليه، قالوا إنهم "متيقظين".
وقال محللون إن السلطات الأوكرانية ترغب في الحصول على موافقة واشنطن على تسلم شحنات من الأسلحة الفتاكة، كما أنها تتوقع أكثر من 400 مليون دولار من المساعدات هذا العام.
مكافحة الفساد
وكثّف الرئيس الأميركي جو بايدن في الفترة الماضية، الضغط على روسيا مع عقوبات جديدة وطرد دبلوماسيين. كما عرض فكرة عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اعتباراً من يونيو المقبل.
وإلى جانب التوترات الدولية، تتوقع واشنطن من كييف إحراز تقدم ملموس في مكافحة الفساد والإصلاحات التي تهدف إلى تحديث هذه الجمهورية السوفييتية السابقة.
وأثار قرار أوكراني اتخذ أخيراً غضب كل من واشنطن وبروكسل، وهو إقالة رئيس شركة الطاقة العملاقة "نفتوغاز أندريي كوبولييف" المعروف بأنه إصلاحي، ومجلس مراقبي الشركة في نهاية أبريل الماضي.
ونددت واشنطن بالقرار معتبرة أنه يدل على "ازدراء بممارسات الحكم العادلة والشفافة".
وبحسب الموقع المتخصص "أفروبييسكا برافدا" النافذ، فإن تحول "نفتوغاز" التي كانت في الماضي رمزاً للفساد المستشري، إلى شركة شفافة، ومساهم أساسي في ميزانية الدولة، يعتبر "أحد الإصلاحات القليلة الناجحة في السنوات الأخيرة".
اقرأ أيضاً: