السودان.. معارك طاحنة في الفاشر وسقوط قائد بارز بـ"الدعم السريع"

الجنرال علي يعقوب جبريل قائد عمليات قوات الدعم السريع بالفاشر - Twitter
الجنرال علي يعقوب جبريل قائد عمليات قوات الدعم السريع بالفاشر - Twitter
دبي/الخرطوم-الشرقAWP

قالت القوة المشتركة لـ"حركات الكفاح المسلح" في السودان، الجمعة، إنها قتلت "قائد عمليات قوات الدعم السريع بالفاشر الجنرال علي يعقوب جبريل وأكثر من ألف من قواته"، في مواجهات دامية جنوبي المدينة، فيما أكد مستشار لقائد الدعم السريع سقوط جبريل، مشيراً إلى أن المعارك مستمرة بمحيط الفاشر.

وأضافت القوة المشتركة، التي تتألف من الحركات المسلحة التي خرجت من الحياد وتقاتل إلى جانب الجيش، في بيان، أنها تمكنت بـ"التعاون مع الجيش السوداني والمقاومة الشعبية"، من تكبيد قوات الدعم السريع بالفاشر "خسائر فادحة" في الأرواح والعتاد.

وذكر البيان أن القوة المشتركة "دمّرت أكثر من 60 آلية عسكرية، وسيطرت على 40 آلية عسكرية أخرى ذات دفع رباعي و7 مدرعات و3 حافلات للمؤن والزخائر وأسر أكثر 43 من الدعم السريع".

وأضاف: "بسقوط علي يعقوب جبريل انتهت أسطورة مليشيا الدعم السريع إلى الأبد، وبدأت نهاية قواتها التي مارست كل أنواع الجرائم الوحشية ضد شعبنا في كل السودان، وخاصة في دارفور"، وفق البيان.

وكتب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على منصة "إكس": "وداعاً لقائد محرقة الفاشر we got it"، في إشارة لسقوط جبريل بمعارك الفاشر.

وعلي يعقوب جبريل هو زعيم سابق لمليشيا قبلية بولاية وسط دارفور تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم واسعة طالت اثنية الفور، قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع حيث تولى قيادة قطاع وسط دارفور.

ولعب جبريل دوراً حاسماً في عمليات الدعم السريع بدارفور، حيث تمكنت قواته من السيطرة على كامل ولاية وسط دارفور، وإبعاد الجيش عن قيادة الفرقة 21 مشاة منذ عدة أشهر.

وعُرف جبريل بعلاقات مميزة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حيث عملا سوياً في قوات حرس الحدود في دارفور، قبل تشكيل الدعم السريع، كما يعد أحد أذرع قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، بما له من صلة قرابة وفقاً لصحيفة "سودان تربيون".

وفي 15 مايو الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على جبريل مع القائد الميداني بالدعم السريع عثمان عمليات، على خلفية الهجمات العسكرية الواسعة التي تقودها قوات الدعم السريع في شمال دارفور، حيث أسندت لجبريل مهمة قيادة عملية السيطرة على الفاشر منذ أبريل الماضي.

وتمكن جبريل قبل عدة أسابيع من السيطرة على مدينة مليط الاستراتيجية في شمال دارفور.

"الدعم لن يوافق على هدنة في الفاشر"

وأعلنت الحكومة السودانية الجمعة، تمسكها بـ"إعلان جدة"، والتزامها بالقانون الدولي الإنساني وكل ما يضمن حماية المدنيين، فيما أكد مستشار قائد الدعم السريع أن الدعم لن يوافق على هدنة في الفاشر "من دون التزام الطرف الآخر"، في أعقاب سقوط القيادي علي يعقوب جبريل.

وأوضحت وزارة الخارجية السودانية في بيان، التزام الحكومة بتيسير منح تأشيرات الدخول لمنسوبي المنظمات الأممية والعاملين في المجالات الإنسانية.

وأضاف البيان، أن ما قامت به قوات الدعم السريع في الفاشر والجنينة وود النورة وعشرات القرى في الجزيرة وشمال وجنوب وغرب كردفان والخرطوم، و"استهدافها المتعمد للمناطق السكنية والمرافق العامة والمستشفيات يثبت أنها هي مصدر التهديد للمدنيين، والعاملين في المجالات الإنسانية، وكان واجباً أن تكون هناك إدانة واضحة للمليشيا على تلك الجرائم".

ورحب البيان بدعوة مجلس الأمن لكل الدول للامتناع عن التدخل في الشأن السوداني، وتأجيج الحرب. 

وكان مجلس الأمن أصدر الخميس، قراراً تحت الفصل السادس طالب فيه قوات الدعم السريع بإنهاء حصار مدينة الفاشر، وحماية المدنيين.

ولفت بيان الخارجية السودانية، إلى أن الحكومة تستغرب أن يصمت المجلس "عن إدانة الدول التي تأكد أنها السبب الرئيسي لاستمرار الحرب بإصرارها على مواصلة إمداد المليشيا الإرهابية بالأسلحة الفتاكة والمتقدمة، لمواصلة ارتكاب فظائعها ضد المدنيين.. خاصة وأن المجلس تلقى ما يكفي من معلومات بشأن دور تلك الدول"، وفق البيان.

وأكد البيان عزم السودان على مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفق الموجبات الوطنية ومبادئ الأمم المتحدة.

استمرار المعارك

وأفادت مصادر لـ"الشرق"، بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة للحركات المسلحة، في منطقة "أم بار" شمال دارفور، الجمعة.

وأوردت مصادر محلية أن أهالي قرى "بيكة، مساعد، حلة إبراهيم، مهلة، طلحة، حلة دفع الله، الوراق والشايقاب" بمناطق المدينة عرب غرب مدني اضطروا للمغادرة بعد اقتحام قوات الدعم السريع لها. وتتعدد وجهات نازحي قرى الجزيرة نحو سنار والنيل الأزرق جنوبا أو شرقاً نحو القضارف وكسلا. 

وقالت لجان مقاومة سنار، إن 20 مدنياً سقطوا بينهم نساء وأطفال بقرية الشيخ السماني جنوب شرقي سنار جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع الخميس، من منطقة الحاج عبد الله.

وسُمع دوي قصف مدفعي واشتباكات متقطعة مع تصاعد أعمدة الدخان من أحياء الصحافة والديم وسط العاصمة الخرطوم ومحيط المدينة الرياضية.

وأكدت المصادر أن المعارك خلفت أعداداً كبيرة من الضحايا والجرحى وسط الطرفين بجانب تدمير عدد من الآليات العسكرية. وأشار المصدر إلى "وصول حشود كبيرة تابعة للدعم السريع على تخوم الفاشر، ما ينذر بتجدد المعارك خلال الساعات القادمة".

قلق دولي

وكان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبّر الجمعة، عن ترحيب الاتحاد بتبني مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب قوات الدعم السريع في السودان بفك الحصار عن مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

وقال بوريل في حسابه على منصة "إكس": "لا يمكن أن يعيد التاريخ نفسه في دارفور. سيعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الآليات الدولية لمحاسبة الجناة من الطرفين" المتحاربين في السودان.

وكان مجلس الأمن صوت الخميس، بالأغلبية لصالح مشروع قرار يطالب قوات الدعم السريع بالتوقف فوراً عن حصار الفاشر ويدعو لوقف فوري  للقتال وخفض التصعيد في المدينة ومحيطها وسحب جميع المقاتلين "الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين".

وتقدمت بريطانيا بمشروع القرار الذي حصل على موافقة 14 عضواً في مجلس الأمن بينما امتنعت روسيا عن التصويت.

تصنيفات

قصص قد تهمك