انقسامات تهدد "وحدة اليسار" في انتخابات فرنسا.. وهولاند يدخل السباق

الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم أحزاب اليسار خلال مؤتمر صحافي لتقديم برنامجها الانتخابي في باريس. 14 يونيو 2024 - AFP
الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم أحزاب اليسار خلال مؤتمر صحافي لتقديم برنامجها الانتخابي في باريس. 14 يونيو 2024 - AFP
دبي -الشرق

يواجه قادة تحالف أحزاب اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" في فرنسا أوقاتاً عصيبة، بعد أن تسبب زعيم حزب "فرنسا الأبية" جون لوك ميلونشون في أزمة باستبعاده عدداً من المرشحين المعارضين له من السباق الانتخابي، ما يؤشر على أولى علامات التصدع قبل أسبوعين من الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة، والتي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا لها في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي.

وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن زعيم اليسار جان لوك ميلينشون، قام بـ"حملة تطهير واسعة" طالت بالأساس المرشحين المعتدلين في حزبه الذين دافعوا عن الوحدة، مما أثار ردود فعل غاضبة من زعماء يساريين آخرين، إذ وصف أوليفييه فور، زعيم الحزب الاشتراكي، الحملة بأنها "فاضحة".

ويراهن اليسار على التكتل الجديد لمواجهة مرشحي اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان، وباقي المنافسين المؤيدين للرئيس ماكرون، من خلال قطع طريق التأهل عليهم إلى الجولة الثانية من الإعادة المقررة في السابع من يوليو المقبل.

وألقت الاضطرابات الأخيرة في معسكر اليسار، خصوصاً مع تصدر اليمين المتطرف، استطلاعات الرأي ونوايا التصويت، بظلالها على سوق الاستثمار، إذ أظهرت الأرقام أن الأسواق المالية تضررت كثيراً خلال الأسبوع الجاري، مما أدى إلى بيع الديون والأسهم الفرنسية.

وقالت الشرطة، إن نحو 75 ألف شخص شاركوا في مظاهرة في باريس، السبت، ضد اليمين المتطرف.

وقالت الكونفيدرالية العامة للشغل الفرنسية، إن 250 ألف شخص شاركوا في العاصمة باريس، و640 ألفاً في الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وتم الاتفاق على تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية الخميس بعد مفاوضات مكثفة بين 4 أحزاب يسارية.

ضغوط على معسكر اليسار

والأحزاب اليسارية منقسمة بشدة بشأن الاقتصاد وسياسة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، لكنها تخلت عن خلافاتها لمواجهة حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان.

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن "حملة التطهير" التي قام بها ميليونشون "كانت سبباً في وضع الجبهة اليسارية الجديدة تحت الضغط".

وقام زعيم حزب "فرنسا الأبية" باستبعاد العديد من زملائه الذين انتقدوا سابقاً مواقفه من قائمة مرشحي الانتخابات، فيما أدرج في القائمة أدريان كواتيننز، وهو نائب مثير للجدل اتهمته زوجته بالعنف المنزلي. وقد أثارت هذه الخطوة التي اتخذها ميلونشون، رد فعل غاضب من المرشحين المستبعدين والمتعاطفين معهم.

وقال النائب فرنسوا روفين موجهاً خطابه لزعيم "فرنسا الأبية"، "أنت تفضل الرجل الذي يضرب زوجته، الذي يرتكب العنف المنزلي، على الرفاق الذين لديهم الشجاعة لمواجهة القائد العظيم".

بدوره قال ألكسيس كوربيير، أحد النواب المستبعدين لـ"فرانس إنفو": "إنه أمر تافه تماماً، هو تصفية حسابات في حين أن التحدي الآن هو منع اليمين المتطرف من الاستيلاء على السلطة".

وأضاف أن "الحزب السياسي التحرري لا يعمل مثل شركة خاصة حيث يطردك رئيسك لأنه لم يعد قادرا على الإشراف عليك".

وكتبت راكيل جاريدو عبر منصة "إكس": "عار عليك يا ميلونشون. هذا تخريب. لكن يمكنني أن أفعل ما هو أفضل". ويقول منتقدو ميلونشون، إن ولائه لكواتينينز "يعد خيانة لمبادئ اليسار النسوية".

تهديد "وحدة اليسار"

وقالت مارتين أوبري، عمدة ليل الاشتراكية، إنها ستدعم مرشحاً آخر لخوض الانتخابات ضد كواتينينز، وهو ما يتعارض مع "اتفاق وحدة اليسار".

وفي مواجهة الانتقادات، دافع ميلونشون عن "التماسك السياسي" و"الولاء" في حزبه، وقال في مقابلة مع برنامج "20 دقيقة" الذي تبثه قناة BMTV، السبت، إن حزبه مع "الوفاء بالتزامات الجبهة ويؤكد على تماسكها السياسي الداخلي".

وأوضح راكيل جاريدو، ودانييل سيمونيت، وأليكسيس كوربيير، أنهم سيحتفظون بترشحهم للانتخابات التشريعية، حتى دون الحصول على تفويض من "الجبهة الشعبية الجديدة".

ويتهم مصدر مقرب من ميلونشون، بأن "هؤلاء الأشخاص خططوا لعدم الانضمام إلى مجموعتنا البرلمانية بعد الانتخابات". ويؤكد المصدر ذاته أن استبعادهم "لن يتعارض مع انطلاقة الجبهة الشعبية، فنحن نتحدث فقط عن أشخاص"، وفق إذاعة "أوروبا 1".

هولاند يدخل السباق

وتسعى الأحزاب السياسية جاهدة لتجميع قوائم مرشحيها للانتخابات قبل الموعد النهائي، الأحد.

وأكد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، السبت، ترشحه للانتخابات البرلمانية عن حزب "الجبهة الشعبية الجديدة".

وفاجأ ترشيح هولاند رفاقه في منطقته، إذ قال أوليفييه فور، الزعيم الاشتراكي، إنه "لم يكن على علم بالأمر".

وفي حالة انتخابه، سيصبح هولاند ثاني رئيس دولة سابق يشغل مقعداً في الجمعية الوطنية (البرلمان) خلال الجمهورية الخامسة، بعد الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان.

وقال هولاند، إنه "قرار استثنائي لوضع استثنائي"، نظراً لأن اليمين المتطرف، أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى منذ تحرير فرنسا من الاحتلال النازي عام 1945.

ومن أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، يحاول "تحالف ماكرون" الوسطي، عقد صفقات محلية متبادلة، وليس الوقوف في مواجهة مرشحي يمين الوسط الذين يرفضون دعم حزب "الجبهة الوطنية".

كما يعاني حزب الجمهوريين من يمين الوسط من حالة من الفوضى بعد أن وافق زعيمه إريك سيوتي من جانب واحد على التحالف مع اليمين المتطرف.

تصنيفات

قصص قد تهمك