تصريحات منسوبة لرئيس الصين: واشنطن تحاول استفزاز بكين لمهاجمة تايوان

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج يسيران سوياً على هامش قمتهما في سان فرانسيسكو. 15 نوفمبر 2023 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج يسيران سوياً على هامش قمتهما في سان فرانسيسكو. 15 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، بأن الرئيس الصيني شي جين بينج، أبلغ رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في أبريل 2023، بأن "واشنطن تحاول استفزاز بكين من أجل دفعها لمهاجمة تايوان".

وقال مصدر للصحيفة البريطانية، إن الزعيم الصيني حذّر مسؤوليه بشأن ذلك، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت "تحاول خداع الصين لحملها على غزو تايوان، لكنه لن يبتلع الطعم".

وتعطي هذه التصريحات المسرّبة، فكرة على تصور شي بشأن تايوان، وهي القضية الأكثر تعقيداً في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

ويشير بعض الأكاديميين الصينيين والضباط العسكريين المتقاعدين، إلى أن واشنطن تحاول استفزاز بكين من خلال تزويد تايوان بالأسلحة والدفع بإجراءات أخرى لجذب الصين إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.

وفي حديثه أمام جمعية آسيا في يناير الماضي، قال كوي تيانكاي، السفير الصيني السابق في واشنطن، إن الصين "لن تقع في الفخ الذي ربما يعده أحد لنا"، في إشارة مستترة إلى الولايات المتحدة.

تعطيل "التجديد العظيم"

وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن هذه المرة الأولى التي يدلي فيها شي بتصريحات واضحة لمسؤول أجنبي بشأن "استفزازات واشنطن"، وقال الزعيم الصيني أيضاً إن الصراع مع الولايات المتحدة من شأنه أن "يدمر العديد من إنجازات بكين ويقوض هدفه"، المتمثل في تحقيق "التجديد العظيم" بحلول عام 2049.

ويأتي هذا وسط تصاعد التوترات عبر مضيق تايوان، إذ ردت الصين على تنصيب لاي تشينج تي رئيساً جديداً لتايوان في مايو الماضي، بإجراء مناورات عسكرية كبرى في مختلف أنحاء الجزيرة. ووصفت بكين لاي بأنه "انفصالي خطير".

وتلتزم واشنطن بمساعدة تايوان على توفير الدفاع عن نفسها بموجب معاهدة وقعتها مع الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. لكن إدارة بايدن أكدت منذ فترة طويلة أنها لا تدعم استقلال تايوان وتعارض التغييرات أحادية الجانب في الوضع الراهن.

وفي السنوات الأخيرة تزايد القلق الصيني بشأن نوايا الولايات المتحدة، كما تزايدت مخاوف الولايات المتحدة بشأن النشاط العسكري الصيني العدواني حول تايوان.

وقال أحد الأكاديميين الصينيين إن واشنطن "تشجع بنشاط قوى الاستقلال في تايوان"، وأن الولايات المتحدة تعلم أنها إذا تجاوزت الخط الأحمر بإعلان الاستقلال، فإن الصين ستضطر إلى القيام بعمل عسكري.

وقالت جود بلانشيت، خبيرة في شؤون الصين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن أحد التفسيرات المحتملة لتصريح شي هو أن بعض مرؤوسيه كانوا يحاولون إبعاده عن السياسات الأكثر عدوانية.

وأضافت: "مهما كان تفسير تعليقات شي، فمن الواضح أن بيئة صنع القرار، والمعلومات التي تغذيها، يتم تشويهها، إما من قبل مساعدي شي، أو من خلال سلوكه الاستبدادي".

وقالت بوني جلاسر، خبيرة الشؤون الصينية في صندوق مارشال الألماني، إن تصريح شي ربما كان جزءاً من محاولة الصين لإبعاد أوروبا عن الولايات المتحدة بشأن قضية تايوان، ولكن من المحتمل أيضاً أن يكون شي قد صدق ذلك.

ولم تعلق السفارة الصينية في واشنطن على تصريحات شي، لكنها قالت إن الولايات المتحدة تبيع أسلحة لتايوان وتدعم "القوى الانفصالية المستقلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك