اعتبر تقدير للجيش الإسرائيلي أن حركة "حماس" فقدت القدرة على إبقاء قيادة موحدة تسيطر على مجريات الأمور بجميع أنحاء غزة، بعدما فقدت نحو نصف مقاتليها، بحسب زعمه، فيما تؤكد الحركة الفلسطينية قدرتها على الصمود ومواصلة القتال.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تقييم قيادة الجيش الإسرائيلي لوضع حماس بعد أكثر من 8 أشهر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يذهب إلى يذهب إلى أن الحركة الفلسطينية ما زالت تملك 15 ألف مقاتل على قيد الحياة من إجمالي 30 ألفاً، بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي نحو 14 ألف مقاتل بحسب تقديراته.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن نحو 5 آلاف من مقاتلي حماس فروا من مناطق الاشتباكات إلى مناطق النازحين، تاركين أسلحتهم، ومع ذلك ما زال يعتبرهم ضمن القوات المقاتلة بدعوى أن بوسعهم العودة للقتال في أية لحظة.
قادة حماس
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان عقد اجتماعاً شاملاً، الأسبوع الماضي، استمر لعدة ساعات ناقش خلاله "تقييم جاهزية العدو" عبر استعراض صورة واسعة عن الوضع الحالي لحركة حماس.
بحسب التقييم، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه لم تعد هناك قيادة موحدة لحركة حماس تسيطر على مجريات الأمور بمختلف أنحاء قطاع غزة، وبات كل قائد محلي يسيطر على منطقته دون تنسيق أو اتصال مع قيادة مركزية أو حتى تنسيق بين بقية القادة.
كما يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه قضى على 12 من أصل 24 قائد كتيبة في حركة "حماس"، مشيراً إلى وجود بدائل لهؤلاء القادة، لكنه يقدر أن "جودتهم أقل".
وأكد التقييم فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على القادة الرئيسيين للحركة، مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف، بدعوى أنه لم يكن لديه موقع دقيق لهم "في أي مرحلة من مراحل الحرب" لأنهم يبذلون جهوداً كبيرة للحفاظ على حياتهم لأن لديهم تأثيرات واسعة على التنظيم.
قدرات حماس الصاروخية
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس لم يعد لديها سوى بضع مئات فقط من الصواريخ طويلة المدى التي يمكنها الوصول إلى أسدود شمالاً، وأنها موجودة في وسط قطاع غزة وخان يونس ورفح.
وجاء في التقييم الإسرائيلي أن قدرات "حماس" الصاروخية تقلصت إلى 10 صواريخ في المرة الواحدة، ولم تعد تملك في شمال القطاع سوى قدرات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه لن يصل إلى "صفر صواريخ"، لكنه واثق من القدر على الوصول إلى "ما يقرب من الصفر".
شبكة الأنفاق
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن شبكة الأنفاق في قطاع غزة تمتد لنحو 500 كيلومتر في المجمل، زاعماً أنه اكتشف 25 نفق تهريب بين رفح ومصر حتى الآن، فيما تشير تقديرات الأجهزة الأمنية إلى وجود 40 نفقاً كحد أقصى.
"بديل حكومي"
وفيما يتعلق بقدرة حماس على الاحتفاظ بالحكم في قطاع غزة، يقدر الجيش الإسرائيلي وجود نحو ألفي مقاتل متبقين في شمال القطاع، وهو العدد الذي يعتبره غير كافٍ لفرض السيطرة الكاملة على شمال القطاع، لكنه في الوقت نفسه عدد كبير يمنع إدخال "بديل حكومي" آخر في الوقت الحالي.
ومع ذلك، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه يقترب من نقطة يمكن معها أن ينشأ كيان يتحدى حكم "حماس" في شمال القطاع، لكنه يؤكد أنه (الجيش الإسرائيلي) لن يتدخل في تحديد من سيكون هذا الكيان، معتبراً أن ذلك يقع ضمن مسؤولية المستوى السياسي في إسرائيل.
وجاء في التقييم أن خطة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لإنشاء "فقاعات إنسانية" في غزة لم تنفذ، كاشفاً عن وجود خلافات في الرأي داخل أجهزة الأمن حول فرص نجاحها.
خطة الفقاعات الإنسانية
وكان مجلس الحرب الإسرائيلي، قبل أن يحله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقش، في مطلع يونيو الجاري، اقتراحاً بالبدء في تجربة لاستبدال سلطة حماس في قطاع غزة عبر خطة يطلق عليها اسم "الفقاعات الإنسانية".
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الحديث كان يدور عن إمداد عدة أحياء في شمال غزة بمساعدات إنسانية، على أن تتعامل إسرائيل مع "قادة محليين" من نفس هذه الأحياء من أجل توزيع هذه المساعدات بشكل عادل ومنظم.
بموجب الخطة، سيوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لهذه الأحياء في البداية حتى لا تسيطر عليها حماس.
الحركة: قادرون على الصمود والقتال
وكانت "حماس" أكدت، الشهر الماضي، قدرتها على الصمود ومواصلة القتال، إذ قال الناطق باسم كتائب القسّام، الجناح العسكري للحركة "أبو عبيدة"، في كلمة متلفزة: "مستمرون في مواجهتنا للعدوان في كل شارع وحي ومدينة ومخيم في قطاعنا، من بيت حانون إلى رفح".
كما شدد "أبو عبيدة" في كلمة سابقة في الشهر نفسه، أن الحركة "مستعدة لمعركة استنزاف طويلة مع العدو"، مؤكداً أن "ما يحدث من مواجهة بطولية لمقاومينا وشعبنا تؤكد قدرتنا على الصمود والقتال".
وأكد الناطق باسم كتائب القسّام أيضاً أنه "على الرغم من حرب التجويع والتدمير والقتل، إلا أن المقاومة ومن خلفها الشعب تخرج أمام العدو من كل مكان".