قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، إن روسيا عرضت "أفكاراً" على الولايات المتحدة بغية تبادل سجناء وتنتظر رد واشنطن، حسب ما نقلت عنه وكالة "تاس" الرسمية للأنباء.
وأتى كلامه فيما تبدأ في 26 يونيو محاكمة الصحافي الأميركي إيفان جيرشكوفيتش المعتقل في روسيا منذ أكثر من سنة، وتعتبره موسكو جاسوساً يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA".
وأضاف ريابكوف: "الكرة في ملعب الولايات المتحدة وننتظر ردهم على الأفكار التي اقترحناها"، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل، لكنه أكد أن السلطات الأميركية على علم تام بالأمر.
وأكد الدبلوماسي: "أتفهم إن كان هناك شيء ما في هذه الأفكار لا يناسب الأميركيين.. هذه هي مشكلتهم.. نرى أن مقاربتنا مبررة بالكامل ومعقولة ومتوازنة".
وتريد واشنطن التوصل إلى الافراج عن إيفان جيرشكوفيتش، مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الذي يواجه عقوبة بالسجن 20 عاماً لأنه، بحسب نص الاتهام، جمع معلومات لحساب "سي آي ايه" عن شركة صناعة الدبابات "أورالفاجونزافود" في منطقة سفيردلوفسك حيث أوقف.
وتعد "أورالفاجونزافود" واحدة من كبرى الشركات المصنعة للأسلحة في روسيا، وتنتج الدبابات القتالية T-90 المستخدمة في أوكرانيا والجيل الجديد من دبابة "أرماتا".
وقبض على جيرشكوفيتش في مارس 2023 خلال قيامه بمهمة صحافية في مدينة يكاترينبرج. ويرفض جيرشكوفيتش وأقاربه والصحيفة، التي يعمل لحسابها، والولايات المتحدة بشدة هذه الاتهامات التي لم تقدّم روسيا ما يثبتها، ويقولون إنها قضية ملفّقة.
"اتهامات باطلة"
ومنذ احتجازه، يمدّد القضاء الروسي كل شهرين إلى 3 أشهر فترة الحبس الاحتياطي لجيرشكوفيتش في سجن ليفورتوفو الذي يشرف عليه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في موسكو.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين الأسبوع الماضي: "هذه الاتهامات تخلو من أي صدقية"، مضيفاً أن "الاتهامات الموجهة إليه باطلة والحكومة الروسية تعلم أنها باطلة" وجدد مطالبته بالإفراج "الفوري" عن جيرشكوفيتش.
وفي الأشهر الأخيرة، أوقف مواطنون مزدوجو الجنسية في روسيا من بينهم الروسية-الأميركية كسينيا كاريلينا، في فبراير، بتهمة "الخيانة العظمى" بسبب تقديمها تبرعات للجيش الأوكراني.
وقبلها، قبض على الصحافية الروسية-الأميركية ألسو كورماشيفا التي تعمل لحساب إذاعة Radio Free Europe/Radio Liberty التي يموّلها الكونجرس الأميركي، في أكتوبر 2023، واتُهّمت بنشر "معلومات كاذبة" عن الجيش الروسي.
ومطلع يونيو، أوقفت روسيا مواطناً فرنسياً يدعى لوران فيناتييه، وهو متعاون مع منظمة سويسرية غير حكومية تعمل على حل النزاعات، واتهمته بعدم التسجيل "كعميل أجنبي" يجمع معلومات عن الجيش الروسي.
أوراق ضغط
وتتّهم واشنطن موسكو باحتجاز مواطنين أميركيين لضمان إطلاق سراح مواطنين روس مسجونين في الخارج لارتكابهم جرائم كبيرة.
وأشارت الولايات المتحدة وروسيا إلى أنهما تحاولان التوصل إلى عملية تبادل للأسرى تشمل جيرشكوفيتش، لكنهما لم تفلحا في ذلك حتى الآن. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين، الاثنين، إن المناقشات "مستمرة".
وأصبح جيرشكوفيتش أول صحافي غربي منذ الحقبة السوفياتية يتم القبض عليه بتهمة التجسس في روسيا.
وسبق أن أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لمبادلة جيرشكوفيتش بفاديم كراسيكوف المسجون مدى الحياة في ألمانيا بتهمة قتل مقاتل سابق في حرب الشيشان، في برلين 2019. وتقول السلطات الألمانية إن القاتل كان يعمل لحساب الاستخبارات الروسية.
ومطلع يونيو، أشار بوتين إلى أن الاتصالات "متواصلة" بين روسيا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق.
وينتظر بول ويلان، الضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية الذي يمضي عقوبة بالسجن في روسيا مدتها 16 عاماً بتهمة التجسس، إدراجه بأية عملية تبادل في المستقبل.