انتخابات الرئاسة الأميركية.. كيف يستعد بايدن وترمب لأول مناظرة سياسية؟

صورة مركبة تجمع رئيسي الولايات المتحدة الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب - AFP
صورة مركبة تجمع رئيسي الولايات المتحدة الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب - AFP
دبي-الشرق

أحدهما يعزل نفسه في منتجع في سفح الجبل، حيث يحيط نفسه بدائرة ضيقة من مستشاريه وينكب على قراءة الملفات الموجزة، ويشحذ خطوط الهجوم، ويستعد للتشهير الشخصي، فيما يعكف الآخر على الحوار مع المرشحين لمنصب نائب الرئيس، وشحذ خطوط السياسة، وكبح جماح خطابه الصاخب.

في بعض النواحي، يتحدث مساعدو الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب عن أهداف مماثلة قبل المناظرة الرئاسية، الخميس، والتي تتمثل في تصوير المنافس على أنه "يرأس  حالة من الفوضى وغير مناسب تماماً لمنصب الرئيس".

واليوم تصل المناظرة التي تستضيفها شبكة "CNN" في أتلانتا إلى أن تكون "لحظة فارقة بما ستخلفه من تداعيات".

ويقول المسؤولون في كلتا الحملتين إن المرشحين على دراية بالمخاطر، إذ يجتمعان مع فريقيهما للإعداد للهجوم، وصياغة الدفوع، وتحديد خيار انتخابات نوفمبر.

وبحسب "CNN"، أمضى الفريقان الأسابيع الماضية في العمل على تحسين رسالتيهما بشأن طيف واسع من القضايا، بدءاً من الاقتصاد، ومروراً بالشؤون الخارجية، وصولاً إلى أهلية المنافس لتولي منصب الرئيس.

ورغم هذه التشابهات، إلا أن إعداد كل منهما للمناظرة يُمثل صورة مصغرة لاختلافاتهما كمرشحين، إذ سيدخل ترمب وبايدن ستوديو "CNN" بأهداف متباينة.

معسكر استعداد بايدن

من المتوقع أن تتطور استعدادات جو بايدن خلال معسكره للمناظرة في منتجعه المنعزل بولاية ميريلاند على مدى عدة أيام، بدءاً من "النقاشات غير الرسمية" بشأن الموضوعات والأسئلة والردود المحتملة، لتبلغ ذروتها في "محاكاة للمناظرة أكثر رسمية على مدى 90 دقيقة".

وقد يتجه الرئيس وفريقه من معسكرهم المنعزل في منتجع كامب ديفيد إلى أتلانتا مباشرة بحسب ما تبقى لهم من تدريبات.

وقام المساعدون في حملة بايدن بجمع طيف واسع من الأسئلة، والإجابات المحتملة لكل سؤال منها، حول موضوعات متعددة.

وقال مسؤول في الحملة إن رون كلاين، رئيس موظفي البيت الأبيض السابق، يتولى قيادة مساعدة الرئيس بايدن على الاستعداد لمناظرة ترمب، فإلى جانب معرفته ببايدن وعمله معه لسنوات، يُعد كلاين مدرب المناظرات الأكثر خبرة في الحزب الديمقراطي، وسبق له العمل مع مرشحين ديمقراطيين في جميع السباقات الرئاسية تقريباً على مدى العقود الثلاثة الماضية.

كما تم تكليف بروس ريد، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض بغربلة مجموعة كبيرة من المواد والساعات التي ظهر خلالها ترمب، وإمداد جلسات التدريب بما يلزم من معلومات وملاحظات.

وتشمل قائمة كبار مستشاري بايدن الآخرين كلاً من جيف زينتس رئيس موظفي البيت الأبيض، وكبار مستشاري البيت الأبيض أنيتا دون ومايك دونليون.

وقالت مصادر مشاركة في النقاشات داخل حملة بايدن لـ "CNN" إن معسكر بايدن يميل بدرجة كبيرة إلى الاعتماد بقوة على تصريحات ترمب السابقة، التي، برغم تغطيتها على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام السياسية، إلا أنها "لم يتم التقاطها من قبل أجهزة الردار الخاصة بالناخب العادي".

وبحسب مصدر مقرب، اعتبر كلاين ساخراً أن الاستعداد للمناظرة يجب أن يكون "مباشراً وبسيطاً"، لأن ترمب "لا يقول سوى 8 أمور"، في إشارة إلى ميل الرئيس السابق بقوة لنشر شكاواه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبينما لا تزال قائمة هذه "النزعات الترمبية" قيد الإعداد، إلا أن واحدة منها ستظهر بالتاكيد، وفقاً لما نقلته "CNN" عن أحد المصادر المشاركة، وهي إشارة ترمب في ديسمبر 2023 إلى أنه لن يحكم كديكتاتور إلا في "اليوم الأول".

ترمب ونائب الرئيس

على الجانب الآخر، استعان دونالد ترمب ببعض كبار المتنافسين على منصب نائب الرئيس، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ وخبراء السياسة والحلفاء الخارجيين، للحصول على ما يلزم من أفكار قبل مناظرة الأسبوع المقبل.

وعلى مدى الأسابيع الأخيرة، شارك ترمب في نحو 12 من هذه الاجتماعات الخاصة، التي وصفتها حملته بأنها "مناقشات سياسية غير رسمية"، حسبما قالت مصادر مطلعة على هذه الاجتماعات لـ"CNN".

ونقلت الشبكة الإخبارية الأميركية عن مصادر أن هذه الموضوعات تتنوع بدءاً من شحذ رسالة ترمب بشأن قضايا الاقتصاد والحدود والجريمة، مروراً بآرائه حول الإجهاض، وكذلك الحروب التي تدور رحاها في منطقة الشرق الأوسط وأوكرانيا، وأفضل طريقة للتأطير لإدانته في 30 مايو بـ34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري.

وفي وقت سابق هذا الشهر، اجتمع ترمب مع السيناتور من ولاية أوهايو، جيه دي فانس، وأعضاء من فريق الرئيس السابق في منتجع مارالاجو بولاية فلوريدا، للحصول على مثل هذه الإحاطة، وفقاً لما قاله مصدران على علم مباشر بهذا الاجتماع.

وركز الاجتماع غير الرسمي على الرسائل المتعلقة بالاقتصاد، بما في ذلك أفضل السبل لمهاجمة بايدن على خلفية التضخم الذي تعانيه السوق الأميركية، وهي القضية التي تؤكد حملة ترمب أنها "مصدر القلق الرئيس" للناخبين.

والأسبوع الماضي، شارك ترمب في مناقشات سياسية مماثلة مع السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا، والسيناتور إريك شميت من ميسوري في مقر اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بالعاصمة واشنطن، وذلك في أعقاب لقائه الأعضاء الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ في الكابيتول هيل.

ومن بين الموضوعات التي تمت مناقشتها "الديمقراطية، وكيفية الرد على الأسئلة الحتمية حول الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021، بما في ذلك رد فعل ترمب على أعمال الشغب التي حرض عليها أنصاره في ذلك اليوم".

وحضر الاجتماع كل من سوزي وايلز وكريس لاكيفيتا، المديران في حملة ترمب، وقدما النصح بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية بأقصى قدر من الفاعلية.

وعقد الرئيس السابق اجتماعات أخرى مع كبار مستشاريه كيليان كونواي وستيفن ميلر، إلى جانب القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية السابق ريتشارد جرينيل.

محاكاة المناظرة

لم تتضمن أي من جلسات ترمب حتى الآن محاكاة للمناظرة أو لعب أدوار، وفقاً لما نقلته "CNN" عن مصادر في حملة الرئيس السابق.

وعلى جانب بايدن، يبقى اختيار "دوبلير" لترمب هذا العام مفتوحاً، مع توقع أن يكرر محامي بايدن الشخصي بوب بوير، الذي لعب دور ترمب قبل 4 سنوات، هذا الدور مرة أخرى.

وقالت كيت بدينجفيلد، مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض، إن "جزءاً من هدف العملية التحضيرية (للمناظرة) هو أن يتأقلم بايدن مع فكرة احتمالية أن يقول ترمب أشياء فظيعة حقاً عن عائلته وأبنائه، حتى يكون بايدن مستعداً ولا يشعر بالمفاجأة من تصريحات ترمب".

ومؤخراً، تم إدانة هانتر بايدن، نجل الرئيس، بـ3 تهم تتعلق بحيازة واستخدام الأسلحة النارية، وهو تطور من المؤكد أن الرئيس ومساعديه يستعدون لمواجهته كهجوم محتمل.

ويتمثل الفارق الرئيسي بين هذه المناظرة وسابقتيها قبل الانتخابات الرئاسية عام 2020، واللتين استضافتهما جامعتين، في أن مناظرة 27 يونيو لن تحضرها الجماهير في الاستوديو.

متطلبات التأهل

من أجل التاهل للمشاركة، يجب أن يستوفي المرشحان المتطلبات المبينة في المادة 2، القسم 1 من الدستور الأميركي لشغل منصب الرئيس، وتقديم بيان رسمي بالترشح لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية.

ووفقاً للمعايير التي حددتها "CNN" في مايو، يجب أن يظهر جميع المتناظرين المشاركين في عدد كاف من بطاقات الاقتراع الخاصة بالولايات للوصول إلى حد 270 صوتاً انتخابياً للفوز بالرئاسة، ويحصلون على 15% من الأصوات على الأقل في 4 استطلاعات منفصلة على المستوى الوطني لناخبين مسجلين أو محتملين تستوفي معايير "CNN" لإعداد التقارير.

وتحظى الاستطلاعات التي تستوفي هذه المعايير برعاية شبكات "CNN"، و"ABC NEWS"، و"CBC NEWS"، و"FOX NEWS"، وكلية الحقوق بجامعة ماركيت، وجامعة مونماوث، وشبكة "NBC NEWS"، وصحيفة "نيويورك تايمز وكلية سيينا" وجامعة كوينيبياك، وصحيفة "وول ستريت جورنال"، وصحيفة "واشنطن بوست".

وكان بايدن وترمب الوحيدين اللذين استوفيا هذه المتطلبات بين المرشحين في الولايات المتحدة.

قواعد المناظرة

وفق "CNN"، تتضمن المناظرة فاصلين إعلانيين، وقد لا يتواصل أعضاء الحملتين مع مرشحيهما خلال ذلك الوقت.

ووافق كلا المرشحين على الظهور على منصة واحدة، وسيتم تحديد مكانهما على تلك المنصة من خلال الاقتراع بعملة معدنية.

وسيتم إغلاق صوت الميكروفونات طوال المناظرة إلا للمرشح الذي يحين دوره في التحدث.

وفي حين لن يُسمح باصطحاب أي أدوات أو مذكرات مكتوبة من قبل إلى مسرح المناظرة، سيتم منح المرشحين قلماً، ودفتر أوراق، وزجاجة مياه.

تصنيفات

قصص قد تهمك