قال السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير خالد بن بندر، الخميس، إن بلاده لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين الذين لديهم الحق في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم، محذّراً من أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي قد "لا يظل إقليمياً، بل سيصبح دولياً بسرعة كبيرة".
واعتبر الأمير خالد بن بندر، خلال مؤتمر في لندن نظمه المعهد الملكي البريطاني "تشاثام هاوس"، أن مسألة التطبيع مع إسرائيل "مهمة للمملكة العربية السعودية ولكل شخص في المنطقة"، ولكنه شدد على أنه من دون إقامة دولة فلسطينية وحل للصراع "فلا أهمية للتطبيع، لا فائدة منه، لأنه سيظل لدينا صراع، والصراع هو المشكلة وليس التطبيع".
وأضاف أن المملكة "لن تقوم بالتطبيع على حساب الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته"، مشيراً إلى أن "السعودية تعترف بدولة فلسطين، والأمر لا يتعلق بإقامة دولة (فلسطينية)، لأننا نؤمن بأنها موجودة بالفعل، ولكننا نسعى لأن يجمع العالم كله على ذلك".
وحذّر الأمير خالد بن بندر من "استمرار الوضع في غزة على حاله"، مؤكداً أنه "سيجعلنا نسير في طريق لا رجعة فيه".
وأضاف: "كلما ابتعدنا عن إيجاد حل فإن مزيداً من الناس سيفقدون الأمل، وكلما اقتربنا من هذه النقطة، فإن ذلك يقربنا من صراع إقليمي"، لافتاً إلى ضرورة "إدراك الجميع لهذه الخطورة.. أن الصراع لن يبقى إقليمياً، بل سيصبح دولياً بسرعة كبيرة".
ولفت إلى الموقف السعودي بشأن الحرب على غزة، بما في ذلك خطاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخير في موسم الحج، والذي كرّر فيه الدعوة إلى الوقف الفوري للحرب.
وقال السفير السعودي: "لقد صرّح ولي العهد بوضوح شديد، أننا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإلى حل لا رجعة فيه للفلسطينيين، ومن ثم يعم السلام في كل مكان".
"اتفاق تاريخي" مرتقب
وتعمل الولايات المتحدة والسعودية منذ أشهر على إبرام مجموعة اتفاقيات وصفت بـ"التاريخية" في مجالات الطاقة النووية والتعاون الأمني والدفاعي. وتأمل واشنطن أيضاً في التوصل لاتفاق بشأن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
لكن السعودية تؤكد بشكل متكرر على موقفها الثابت، بأنه لن يكون هناك "علاقات دبلوماسية مع إسرائيل" ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى إيقاف هجوم تل أبيب على غزة، وانسحاب كافة أفراد جيشها من القطاع.
وفي ذات السياق، أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع بمجلس النواب في مايو الماضي، بأن وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات بين الرياض وواشنطن "قد يتم بعد أسابيع"، لكنه حذر من أنه لا يمكن الشروع في عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل على نطاق أوسع، ما لم يتحقق هدوء في غزة، وما لم يُعبَّد طريق لإقامة دولة فلسطينية.
وشكك الوزير الأميركي باستعداد إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطنيين، قائلاً أمام لجنة في مجلس الشيوخ في ذات الشهر، إنه "غير متأكد ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مقابل إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، وخاصة على مسار إقامة دولة فلسطينية"، مضيفاً: "لا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت إسرائيل، سواء رئيس الوزراء أو الدولة ككل، مستعدة في هذه اللحظة للقيام بما هو ضروري لتحقيق التطبيع فعلياً".
ويكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معارضته لإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة، على الرغم من تأييد حليفه الرئيس الأميركي جو بايدن في العلن فكرة قيام هذه الدولة.
وفي 22 مايو الماضي، أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنروج قرارها الاعتراف بدولة فلسطين على أمل أن تحذو دول أخرى حذوها، بعد أن أحيت الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، الخطاب الدبلوماسي المؤيد لحل الدولتين، من دون أن يعني ذلك أن تطبيقه سيكون سهلاً.