اليمين المتطرف الفرنسي يتصدر الاستطلاعات على حساب كتلة ماكرون

زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان ورئيس لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية جوردان بارديلا يطلقان حملتهما الانتخابية في مرسيليا، فرنسا، 3 مارس 2024 - AFP
زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان ورئيس لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية جوردان بارديلا يطلقان حملتهما الانتخابية في مرسيليا، فرنسا، 3 مارس 2024 - AFP
دبي/باريس-الشرقأ ف ب

يواصل حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف، تعزيز تقدمه في استطلاعات الرأي قبل أسبوع من الانتخابات البرلمانية المبكرة في البلاد، إلى حد كبير على حساب كتلة الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطية.

ووصل الدعم لحزب مارين لوبان إلى 36% في استطلاع أجرته شركة إيلابي ونشرته صحيفة "لا تريبيون ديمانش" وآخر أجراه معهد "إيبسوس" لصحيفة "لو باريزيان" وإذاعة راديو فرنسا، الأحد، متفوقاً على تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، الذي حصل على 27%، و20% فقط للمعسكر الرئاسي المتراجع.

ويسعى رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا لاستخدام ورقة التهدئة، طارحاً نفسه في موقع الشخصية القادرة على جمع الفرنسيين، في مقابلة أجراها معه موقع "lejjd".

وقال بارديلا: "التجمع الوطني قادر اليوم على الفوز في هذه الانتخابات التشريعية والوصول إلى السلطة خلال أيام قليلة. القصة تتسارع وأعتقد أننا قادرون على الفوز".

وشدد في تصريحات لبرنامج "جورنال دو ديمانش" الذي تبثه قناة "europe 1": "أريد مصالحة الفرنسيين وأن أكون رئيس الوزراء لجميع الفرنسيين بلا أي تمييز"، مردّدا أنه لن يقبل بتولي المنصب إن لم يحصل على الغالبية المطلقة في الانتخابات التشريعية.

وفي حال تحقق ذلك، تعهد بأن يكون "رئيس وزراء للجميع، بما في ذلك  من لم يصوتوا لي"، واعداً "باحترام جميع الفرنسيين، كائناً من كانوا ومن أينما أتوا".

ومع اشتداد الحملة يركز بارديلا انتقاداته على زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي يعتبره خصمه لرئاسة الوزراء، فيحذر من "خطر اليسار الأكثر تطرفاً والأكثر تعصباً".

ورفض ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" أن "يزيح نفسه أو يفرض نفسه" رئيساً للوزراء في حال فوز اليسار في الدورة الثانية من الانتخابات في 7 يوليو.

وقال: "بارديلا هو ماكرون مع طلاء من العنصرية"، مؤكداً أن الرئيس "يخوض حملة حتى يكون لديه رئيس وزراء من التجمع الوطني ... يقضي وقته في مهاجمتنا".

"حاجة إلى قوة ثالثة" 

في المقابل، يتواصل انهيار شعبية ماكرون في استطلاعات الرأي ولو أنها لم تتراجع إلى أدنى مستوى بلغته خلال أزمة "السترات الصفراء" عام 2018.

وتدنى التأييد للرئيس إلى 28% بتراجع 4 نقاط بحسب استطلاع معهد إيبسوس.

وسجل المنحى ذاته في استطلاع أجراه معهد "إيفوب" لحساب "لو جورنال دو ديمانش"، إذ أشار إلى تراجع شعبية الرئيس 5 نقاط إلى 26%، فيما يبقى رئيس وزرائه جابريال أتال أكثر شعبية محققاً حوالى 40% من التأييد ولو بتراجع 4 نقاط.

ويبقى المعسكر الرئاسي في مأزق بين التجمع الوطني والجبهة الشعبية الجديدة، فيدعو إلى "يقظة جمهورية" ضد "التطرف" اليميني واليساري على السواء في الدورة الأولى من الانتخابات.

وأكدت رئيسة الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها ياييل براون بيفيه عبر صحيفة "لا تريبون"، أن "بلادنا بحاجة إلى قوة ثالثة، مسؤولة ومتعقلة، قادرة على التحرك والطمأنة".

وقام ماكرون بأكبر مجازفة منذ وصوله إلى السلطة عام 2017، بإعلانه حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، في قرار أثار صدمة هائلة في فرنسا، اتخذه على ضوء فشله في الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو بمواجهة التجمع الوطني.

وفاز الحزب اليميني المتطرف في البرلمان الأوروبي بضعف عدد المقاعد التي حصل عليها الحزب الرئاسي "رونيسانس" (النهضة).

ودافع ماكرون الذي واجه صعوبة في تطبيق برنامجه منذ أن خسر الغالبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية الأخيرة في يونيو 2022، عن قراره مؤكداً أنه خيار ضروري لـ"توضيح" المشهد السياسي الفرنسي.

في المقابل، أكد الرئيس الذي تنتهي ولايته في 2027 أنه لن يستقيل أيا كانت نتيجة الانتخابات التشريعية.

لكن في حال حقق التجمع الوطني انتصارا واضحاً، رأى فينسان مارتينيي أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيس (جنوب شرق)، أن "خطأه الأخلاقي سيكون هائلا"، مضيفاً: "يمكن التصور أن الحل الوحيد المشرف سيكون الاستقالة".

تصنيفات

قصص قد تهمك