أزمات "دونالد" القانونية سلاح يخشى "جو" استخدامه في المواجهة الرئاسية الأولى

الاقتصاد والإجهاض والحرب.. قضايا بارزة تحدد مصير مناظرة بايدن وترمب

لافتات تعلن عن المناظرة الانتخابية التي تستضيفها شبكة CNN بين الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترمب خارج استوديوهات الشبكة في أتلانتا، جورجيا. 26 يونيو 2024 - AFP
لافتات تعلن عن المناظرة الانتخابية التي تستضيفها شبكة CNN بين الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترمب خارج استوديوهات الشبكة في أتلانتا، جورجيا. 26 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرق

المتنافسان المسنان في المناظرة الانتخابية المقرر إجراؤها، الخميس، معروفان جيداً، فالرئيسان، الحالي والسابق، يخوضان "سباقاً استقطابياً وصل إلى طريق مسدود"، ما دفع الحلفاء إلى التحذير من أن مستقبل البلاد "بات على المحك".

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال "أول مقابلة وجهاً لوجه" منذ 4 سنوات بين جو بايدن ودونالد ترمب "تنطوي على الكثير من المجهول"، بالنظر إلى سجل ترمب الحافل بالخروج عن النص، وازدراء بايدن العميق لمنافسه الجمهوري.  

وفي هذا السياق حددت صحيفة "فاينانشيال تايمز" 5 عوامل يجب مراقبتها جيداً عندما يلتقي بايدن وترمب في أتلانتا، بولاية جورجيا، الخميس، الساعة 9 مساء بتوقيت شرقي الولايات المتحدة (الواحدة صباح اليوم التالي بتوقيت جرينتش).

عامل السن 

من المقرر أن تستمر المناظرة التي تبثها شبكة CNN لمدة 90 دقيقة، يتخللها فاصلان إعلانيان، ما يمنح ملايين الأميركيين الفرصة للحكم على مدى قدرة المتنافسين على الرئاسة الأميركية، على التحمل.  

ويواجه بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، سيلاً من التساؤلات بشأن مدى لياقته البدنية والذهنية لتولي فترة رئاسية ثانية، خاصة أن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الأميركيين يعتقدون أنه "أكبر سناً" من أن يتولى الرئاسة، فيما يقف ترمب، البالغ من العمر 78 عاماً، بفارق غير كبير عن منافسه في الجانب الآخر من حلبة المنافسة.  

وتقتضي قواعد المناظرة عدم السماح لأي من المرشحين بالصعود إلى المنصة حاملاً مفكرة أو أي مادة أخرى معدّة مسبقاً، على الرغم من أنهما سيحصلان على قلم وأوراق لتدوين الملاحظات.  

ومع ذلك، اتفق الطرفان على صيغة تهدف إلى الحفاظ على نظام محكم طوال فترة المناظرة.  

على غير العادة لن يتم بث المناظرة مباشرة أمام حضور في الاستوديو، ومن المقرر أن ينصب التركيز حصرياً على المرشحين ومقدمي البرامج في CNN جيك تابر ودانا باش، ويُمنح كل مرشح دقيقتين للإجابة، ودقيقة واحدة للتعقيب على إجابة الآخر، مع إغلاق ميكروفون كل مرشح عندما يكون الآخر يتحدث.

ومن المعروف أن المناظرة الأولى بين المرشحين في حملة 2020 كانت "جامحة"، على حد وصف "فاينانشيال تايمز"، واتسمت بمقاطعات ترمب المستمرة وصراخ بايدن نحوه: "هلا صمت يا رجل؟".  

واعتُبرت مقاطعات ترمب آنذاك "ضارة" بحملته. ولكن، حتى تحت وطأة القيود المفروضة على الرئيس السابق، ربما يواصل المرشح الجمهوري محاولة إزاحة بايدن عن طريقه، حتى ولو بكسر القواعد.  

مشكلات ترمب القانونية 

وفق "فاينانشيال تايمز"، لا يزال بايدن متردداً بشأن مهاجمة ترمب على خلفية عشرات المشكلات القانونية التي يواجهها، بما في ذلك إدانته في نيويورك بـ 34 تهمة جنائية، على الرغم من أن الديمقراطيين كثفوا مؤخراً إشاراتهم إلى ترمب باعتباره "مجرماً مداناً".  

ويمكن أن يشن الرئيس هجماته ـ أو أن يستخدم محاكمات ترمب الجنائية الأخرى المرتقبة كمادة محفزة، بما في ذلك أي من القضايا الفيدرالية المنتظرة في ولاية جورجيا ـ بربطها بادّعاءات محاولات ترمب إلغاء نتائج انتخابات 2020.

وعلى الرغم من أن ترمب يواجه أيضاً تهماً فيدرالية على خلفية سوء تعامله مع الوثائق السرية، إلا أن "استراتيجية استغلال المشاكل القانونية" ربما تشكل خطراً على بايدن الذي لا يخلو سجله من مشكلات قانونية أيضاً، بما في ذلك الاتهامات الجنائية التي يواجهها نجله، هانتر، والذي أدين بـ 3 تهم تتعلق بحيازته غير القانونية لسلاح ناري، كما يستعد هانتر لمحاكمة جنائية منفصلة، في وقت لاحق من العام الجاري في كاليفورنيا، على خلفية تهم تتعلق بالتهرب الضريبي.

وخضع بايدن نفسه للتحقيق من قبل وزارة العدل على خلفية تعامله مع وثائق سرية. ورغم إسقاط القضية في المحكمة، إلا أن توصيف المستشار الخاص لبايدن على أنه "رجل مسن ذو ذاكرة ضعيفة" أثار بعض اللغط السياسي. 

وتأتي مناظرة الخميس، في الوقت الذي تستعد فيه المحكمة العليا الأميركية لإصدار قرارها بشأن منح ترمب حصانة قانونية من الملاحقة القضائية على أي شيء فعله عندما كان يشغل منصب الرئيس من عدمه، ما يُعد قراراً بالغ الأهمية لحيثيات السباق إلى البيت الأبيض.  

مصير الديمقراطية الأميركية 

بدأ بايدن حملته الانتخابية بالإشارة إلى أن الانتخابات القادمة ستكون "مصيرية بالنسبة للديمقراطية الأميركية"، ورجحت "فاينانشيال تايمز" أن يستشهد بايدن برفض ترمب الاعتراف بالهزيمة في انتخابات 2020، وهجوم مؤيدي الرئيس السابق على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021، كدليل على مخاوفه.  

ولا يزال ترمب يشعر بالحرج من الاعتراف بفوز بايدن في انتخابات 2020، وتعهد مؤخراً بإصدار عفو عن الأشخاص المدانين بالمشاركة في الهجوم على مبنى الكابيتول حال فوزه. 

ومن المتوقع أن يحاول بايدن توجيه دفة المناظرة صوب موقف ترمب من الديمقراطية ومحاولة تصوير الرئيس السابق باعتباره "سلطوياً محتملاً".  

ويمكن أن يتم توجيه سؤال مباشر إلى كلا المرشحين بشأن ما إذا كانا سيقبلان بنتائج انتخابات 2024، ما سيشكل "لحظة فارقة محتملة" في المناظرة، وفق "فاينانشيال تايمز".  

ملف الاقتصاد 

وتوقعت "فاينانشيال تايمز" أن يشن ترمب "هجوماً حاداً" على منافسه على خلفية تعامله مع ملف الاقتصاد، والذي يشكل "نقطة ضعف ملحة" بالنسبة للرئيس في صناديق الاستطلاع.  

وكشف أحدث استطلاع رأي أجرته "فاينانشيال تايمز" و"ميشيجان روس" عن أن الناخبين الأميركيين يثقون في ترمب في ما يتعلق بملف الاقتصاد أكثر من ثقتهم في بايدن، وأن 1 فقط من كل 5 قالوا إنهم يتمتعون بأوضاع مالية "أفضل" تحت حكم الديمقراطيين.  

ويمثل التضخم المشكلة العضال، إذ ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عقود تحت حكم بايدن عام 2022، وأشار الناخبون إلى ذلك مراراً في استطلاع "فاينانشيال تايمز" و"ميشيجان روس" باعتباره "أكبر مصدر قلق" بالنسبة إليهم.  

وعلى الرغم من تراجع معدلات التضخم خلال العامين الماضيين، إلا أنها لا تزال مرتفعة إلى حد غير مرض لبنك الاحتياطي الفيدرالي، ما يعني أن تكاليف الاقتراض لا تزال مرتفعة. 

وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترمب بشدة منافسه الديمقراطي على خلفية ارتفاع تكاليف المعيشة، وإزاء ذلك يستطيع بايدن أن يشير إلى ملايين الوظائف التي أُتيحت في عهده، وارتفاع أسعار الأسهم إلى مستويات قياسية، وخطته للاستثمار في التصنيع.

ومن المرجح أيضاً أن يستشهد بايدن بموقفه المؤيد للنقابات، مقارنة بتعهد ترمب بخفض الضرائب على الأثرياء والشركات.  

الهجرة والإجهاض والحرب 

وهاجم ترمب منافسه بلا هوادة بسبب الزيادة الكاسحة في عمليات الهجرة عبر الحدود الأميركية المكسيكية في السنوات الثلاث الماضية، وتوقعت "فاينانشيال تايمز" أن يتطرق ترمب إلى الموضوع بقوة في المناظرة.

وتُظهر استطلاعات الرأي أن قضية الهجرة تمثل نقطة ضعف بالنسبة للرئيس الديمقراطي، على الرغم من حملته الأخيرة على طالبي اللجوء.  

وعلى الجانب الآخر، من المتوقع أن يستهدف بايدن منافسه الجمهوري بملف الإجهاض، إذ يُنسب الفضل إلى الرئيس السابق في إلغاء المحكمة العليا قضية رو ضد وايد، وهو القرار الذي أعقبه فرض قيود شاملة جديدة على الإجهاض في بعض الولايات.

ومن المتوقع أن يحاول بايدن إلصاق مسؤولية هذه القيود بترمب، والتشديد على تعهد الديمقراطيين بحماية الحقوق الإنجابية للمرأة.    

وتمثل السياسة الخارجية نقطة صدام أخرى بين المتناظرين، ورجحت الصحيفة أن ينتقد ترمب على الأرجح منافسه بسبب الحروب التي تدور رحاها في أوكرانيا وغزة، وتعهد الرئيس السابق مراراً بأنه سينهي الصراعين على الفور، وحاول تصوير بايدن على أنه "داعية حرب". 

على الجانب الآخر، ربما يعمد بايدن إلى تصوير منافسه على أنه "متساهل للغاية" مع روسيا، و"ساذج" في ما يتعلق بالصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة التي توقعت أن يكون بايدن "حريصاً" على عدم مفاقمة الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي بشأن دعم إسرائيل في حربها على غزة.

ويمكن أن يدخل المتناظران في جدل شائك آخر بشأن حلف الناتو، وربما يستشهد بايدن على الأرجح بتهديد ترمب بسحب الولايات المتحدة من الحلف، وفق "فاينانشيال تايمز". 

تصنيفات

قصص قد تهمك