خبيرة: الرئيس الأميركي بدا كتمثال مصنوع من الشمع.. بلا تعبيرات على الوجه

"لغة الجسد" في مناظرة بايدن وترمب.. ذكاء واستفزاز وهجوم بصري

الرئيسان الأميركيان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب في المناظرة الرئاسية الأولى لانتخابات 2024 باستوديوهات CNN في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية. 27 يونيو 2024 - AFP - AFP
الرئيسان الأميركيان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترمب في المناظرة الرئاسية الأولى لانتخابات 2024 باستوديوهات CNN في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية. 27 يونيو 2024 - AFP - AFP
دبي-صديق السامرائيمروان ماهر سعد

اتفق خبراء في لغة الجسد على أن الرئيس السابق دونالد ترمب أظهر "حضوراً قوياً" في أول مناظرة تمهد لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر، مع الرئيس الحالي جو بايدن الذي بدا وكأنه "دمية متحركة" وفق تعبيرهم.

وقالت خبيرة لغة الجسد سوزان قسطنطين إن بايدن عندما دخل إلى مسرح المناظرة بدا "كتمثال مصنوع من الشمع".

وأضافت خلال مشاركتها في برنامج "سباق القمة" على قناة "الشرق": ظننت أنني في عالم ديزني، إذ أن حركاته لم تكن انسيابية، وعندما وقف على المنصة وكان يتوجه بالحديث إلى المحاورين، لم تكن هناك أي تعبيرات في البداية على وجهه، ولا حركة بأي من أعضاء جسده".

وأرجعت قسطنطين ظهور بايدن على هذا النحو إلى سببين محتملين، الأول: الوعي الذي يتدهور لدى الرئيس الأميركي، والآخر عمليات التجميل التي أجراها في الوجه، وتحديدا في "الجبهة"، مثل "البوتوكس"، والتي تؤدي إلى تجمد في الوجه، بحسب تعبيرها.

وبينت قسطنطين، التي عملت مع مكتب المفتش العام التابع لوزارة الدفاع الأميركية، أن "بايدن عندما كان يريد أن يقوم بإيصال رسالة لاحظنا أنه لم تكن هناك أي حركة بملامح الوجه أو الحاجبين، بل كان يحرك عينيه فقط، وبدا متفاجئاً طوال فترة المناظرة، وكأنه يرتدي قناع بهذا التعبير".

ترمب الهادئ المستفز

في المقابل، قالت خبيرة الجسد إن دونالد ترمب بدى على العكس تماماً مما ظهر عليه بايدن، وأضافت: "كان ترمب يتحرك بشكل كبير، وكان هادئاً جداً، خلال المناظرة، ولا يخاف من إبداء التعابير، حيث كان يُحرك يديه بشكل قريب من منطقة الصدر، وهذا يعني أنه يُبقي النظرة والحركة تحت السيطرة، بعكس بايدن الذي كانت حركته غير طبيعية وغير متناسقة مع الخطاب الذي كان يقوله".

وتابعت سوزان قسطنطين: "كان ترمب يجيب على الأسئلة خلال المناظرة، أما بايدن فبدا كأنه يقرأ نصاً معداً مسبقاً (سكريبت) ويخشى أن ينسى ما حفظه، فكانت إجاباته سريعة خوفاً من أن ينسى ما حفظه".

أما عن الاستفزازت التي جرت خلال المناظرة، فتقول قسطنطين، التي تتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاماً في مجال السلوك البشري وتحليل شخصيات المرشحين، إن ترمب كان يقوم باستفزاز بايدن طوال فترة المناظرة، وذلك بعدم النظر إليه، وكأنه "جدار من الحجر"، وفق تعبيرها، ودللت على ذلك بالإشارة إلى أن بايدن كان يظهر أسنانه أثناء حديث ترمب، ما يوحي بأن ترمب تمكن من استفزازه فعلاً، ويسمى هذا الاستفزاز، وفق تحليل لغة الجسد، "الاستفزاز العاطفي".

الترفيه والرئاسة

من جانبه، قال الخبير الأميركي في لغة الجسد والسلوك البشري جريج هارتلي، في حديث مع "الشرق"، إن من يعمل على تحليل سلوك البشر جسدياً في المناظرات ذات الاهتمام العام يجب أن يكون "غير حزبي"، لأن الهدف من التحليل تثقيف الجمهور ولفت انتباهه إلى كيفية التواصل ولغة الجسد وكشف الخداع وآثار الاستجواب والإجابات الملتوية.

وأوضح هارتلي، صاحب كتاب "كيف تكتشف كاذباً؟" (HOW TO SPOT A LIAR)، أن الأميركيين يتطلعون إلى لغة الجسد للتحقق من الشعور، وأن الناخبين غير المنحازين لأي من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الجمهوري أو الديمقراطي، يتأثرون بلغة جسد المرشحين ويبحثون عن بيانات عبر مجموعة من الحقائق يضعها محللو لغة الجسد لحسم صوتهم الانتخابي، ويقول: "هنا ربما يكون لنا تأثير على آرائهم".

وسلط هارتلي الأضواء على بعض النقاط في التواصل البصري بين الرجلين، حيث قال إن طريقة بايدن في الهجوم وإلقاء خطابه تعتمد على "الطريقة البصرية" نتيحة لثقافة الحكومة الأميركية التي عمل بها خلال الربع الأخير للقرن العشرين.

أما ترمب، الذي عمل لفترات طويلة في مجال البناء والترفيه، لذلك فجاء أسلوبه الخطابي الهجومي مختلفاً تماماً عن بايدن الذي بدا مرتبكاً.

ترمب وبايدن.. من الأذكى؟

وقال هارتلي إن ترمب ألقى، خلال المناظرة، رسائل أكثر شمولية من خلال شرحه لما يُريد فعلاً، وأضاف: "لم نر الكثير من أفكار  بايدن، لدرجة أننا رأينا أسنانه اللامعة تومض عندما لم يكن يعرف ماذا يتوجب عليه أن يفعل".

وبسؤاله عمن كان يجيب بطريقة ملتوية أكثر من الآخر سعياً إلى إقناع الناخبين، أوضح الخبير، الذي عمل مستشاراً لرئيس مجلس النواب الأميركي السابق (الجمهوري) روي بلانت، أن ترمب عاب خصمه بشكل صريح، بل سخر منه علناً في بعض الأوقات، وهو ما لم يفعله بايدن.
 
وبشأن من كان الأذكى ولديه بديهة أسرع من الآخر، أكد هارتلي أن من الصعب تحديد ذلك، لكنه قال إن "ترمب كان أكثر مرونة اليوم من بايدن، وهو بارع في وصم خصمه بما يريد دائماً، وكان يستخدم وجهه للسخرية من تصرفات بايدن في أغلب الأحيان، ليقينه أن بايدن خسر المناظرة".

الشباب الأميركي

ويرى هارتلي أن معظم الأميركيين يتأثرون بوسائل الإعلام التقليدية، أكثر من تأثرهم بالمرشح نفسه عامة، ويتفاقم هذا الأمر بين الشباب، ويقول: "لن يتأثر الشباب بترمب أو بايدن، بل بما يراه من أفعال عبر تحليل الإعلام والأفعال وأيضاً ما يراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مراقبة مجتمعية ونتائج حقيقة".

وبسؤاله عن أزمة السن بين ترمب وبايدن، أوضح هارتلي أن بايدن وترمب لا يشاركان سلوك الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريجان على الإطلاق، ووصف السياسة الأميركية في الوقت الحالي بأنها "أكثر خبثاً وأقل تهذيباً مما كانت عليه في عهد ريجان"، وفق تعبيره.

وكان رونالد ريجان، عندما سئل في إحدى المناظرات عن كبر سنه وتأثير السن على اتخاذ القرارات، رد قائلاً وقتها: "سني الكبير سيعطي خبرة كافية لتصحيح أخطاء أفكار المرشحين الأصغر سناً".

تصنيفات

قصص قد تهمك