أعلنت جامعة الدول العربية، السبت، عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين، الاثنين المقبل، حضورياً، بمقر الأمانة العامة بالعاصمة المصرية القاهرة، بناءً على طلب دولة فلسطين، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة، السفير حسام زكى، في بيان، إنه من المقرر بحث الجرائم الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، خاصة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والمخططات للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خصوصاً في حي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها.
وكانت فلسطين قدمت طلباً لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، لبحث مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في القدس.
رسالة عربية
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن سفير فلسطين لدى القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح، أن الاجتماع العاجل سيبحث الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان، إضافة إلى مخططات الاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين، خاصة في حي الشيخ جراح.
وقال اللوح: "الاجتماع لا بد أن يخرج بقرارات وإجراءات عملية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكارثي غير المسبوق، وذلك لتوصيل رسالة عربية موحدة تؤكد ضرورة توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني ضد مثل هذه الممارسات الممنهجة والانتهاكات المتواصلة والخطوات التصعيدية الخطيرة".
وأكد أن الهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى تتطلب تحركاً سريعاً لاتّخاذ إجراءات لمنع استمرار هذه الانتهاكات ولجم عصابات المستوطنين ووقف ممارساتهم الإجرامية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
اعتقالات إسرائيلية
واعتقلت القوات الإسرائيلية 13 فلسطينياً في باحة الأقصى بالقدس، السبت، وداهمت عدداً من المنازل بالبلدة القديمة، في أعقاب أحداث الأسبوع الأخير، وسط الاستعدادات لإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ووجّه رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، السبت، بإرسال تعزيزات إضافية لقوات الاحتلال في القدس والاستعداد للتصعيد، وذلك غداة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى، وفي حي الشيخ جرّاح، وساحة باب العامود.
وقالت مصادر لـ"الشرق"، إن وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، وصل لمقر الوزارة، منتصف نهار السبت في موعد غير اعتيادي، لإجراء تقييم خاص لتطورات الأوضاع في القدس، مع رئيس الأركان الإسرائيلي، وكبار أعضاء مؤسسة الدفاع.
وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقد اجتماعاً لتقييم التصعيد في القدس، دون الإعلان عن أي مستجدات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة على تويتر: "ترأس الجنرال أفيف كوخافي، رئيس الأركان، اجتماعاً لتقييم الوضع بمشاركة كبار قادة الجيش ومندوبين عن الشرطة والشاباك".
وتابع: "أوعز رئيس الأركان بتعزيزات إضافية للقوات والوسائل، بالإضافة إلى الاستعداد للتصعيد وسلسلة خطوات أخرى" (لم يعلن عنها).
ونقلت "وفا" عن شهود قولهم إن "قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل في البلدة القديمة، وفي أحياء الصوانة والعيسوية وراس العامود وسلوان".
وكانت الوكالة ذكرت، الجمعة، أن قوات إسرائيلية اقتحمت باحات المسجد الأقصى وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، إضافة إلى الغاز المسيل للدموع تجاه المصلّين، ما تسبب في وقوع 205 جرحى وسط الفلسطينيين.
"استفزاز المصلّين"
وأِشارت وكالة "وفا" إلى أن مواجهات اندلعت قرب "باب السلسلة" داخل الأقصى، عقب انتهاء صلاة المغرب والإفطار، في اليومين الماضيين، بعدما تعمدت القوات الإسرائيلية استفزاز المصلّين، بإغلاق بابي العامود والسلسلة وطريق الواد في القدس القديمة، ومنع الأهالي من الدخول إلى المسجد لإقامة صلاة العشاء والتراويح.
وكشف شهود أن قوة إسرائيلية موجودة قرب باب الأسباط منعت دخول سيارات الإسعاف إلى باحة المسجد، وأعاقت وصول الطواقم الطبية لإخراج المصابين، وفقاً لوكالة "وفا".
وسُمع دوي عشرات الطلقات في باحة المسجد الأقصى، حيث تجمع حشد من المصلّين في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، فيما أكدت مراسلة وكالة "فرانس برس" أن "دخاناً تصاعد من المكان في البلدة القديمة بالقدس".
ونشر مراسل هيئة البث الإسرائيلي "كان" مقاطع مصورة تظهر إطلاق قنبلة صوتية داخل المسجد خلال تواجد المصلّين.
وأفادت "وفا" بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الممارسات الإسرائيلية في القدس، وتنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وقال عباس في كلمة وجهها لأهل القدس، عبر "تلفزيون فلسطين"، إنه يُحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يجري في القدس.
من جانبها، قالت القوات الإسرائيلية التي تحرس مداخل باحة المسجد: "ألقى مئات من مثيري الشغب حجارة وزجاجات وأشياء أخرى في اتجاه عناصر الشرطة الذين ردوا عليهم"، مشيرة إلى وقوع "اشتباكات عنيفة".