الصحيفة: "ترمب شخصية غريبة الأطوار ومهتمة بمصالحها الذاتية فقط وغير جديرة بثقة الجمهور"

"نيويورك تايمز" تطالب بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي

الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب خلال المناظرة الرئاسية في استديوهات سي إن إن. 27 يونيو 2024 - Getty Images via AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب خلال المناظرة الرئاسية في استديوهات سي إن إن. 27 يونيو 2024 - Getty Images via AFP
دبي-الشرق

دعت هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الرئيس جو بايدن، إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، غداة مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب.  

وفي افتتاحية نُشرت، مساء الجمعة، بعنوان: "يجب على الرئيس بايدن أن ينسحب من السباق لخدمة بلاده"، كتبت الصحيفة: "لقد تحدث بايدن، مراراً وتكراراً، عن المخاطر المترتبة على الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل قائلاً، بشكل صحيح، إنها تشمل مستقبل الديمقراطية الأميركية". 

وقالت الصحيفة إن ترمب أثبت خلال المناظرة أنه يشكل خطراً كبيراً على تلك الديمقراطية، واصفة إياه بأنه "شخصية غريبة الأطوار، ومهتمة بمصالحها الذاتية فقط، وغير جديرة بثقة الجمهور".  

وأضافت: "لقد حاول (ترمب) تقويض نزاهة الانتخابات بشكل ممنهج، ويتحدث أنصاره علناً عن أجندته في عام 2025 التي ستمنحه السُلطة لتنفيذ أقصى وعوده، وتهديداته". 

وحذرت الصحيفة من تعهد ترمب بأنه سيكون رئيساً من نوع مختلف في حال عاد إلى البيت الأبيض مرة أخرى، قائلة إنه لن يكون مقيداً بالضوابط المفروضة على السُلطة، في النظام السياسي الأميركي.

ولفتت الصحيفة إلى أن بايدن يقول إنه المرشح الذي يتمتع بأفضل فرصة لمواجهة هذا التهديد بالاستبداد وهزيمته، وتعتمد حجته إلى حد كبير على حقيقة أنه هزم ترمب في عام 2020، معتبرة أن هذا لم يعد مبرراً كافياً لأن يكون الرئيس الحالي، هو المرشح الديمقراطي هذا العام. 

ومضت تقول: "في المناظرة التي أُجريت يوم الخميس، كان بايدن بحاجة إلى إقناع الرأي العام الأميركي بأنه على مستوى المتطلبات الهائلة للمنصب الصعب الذي يسعى للحصول عليه لفترة ولاية أخرى، ومع ذلك، فإنه لا يمكن للناخبين تجاهل الحقيقة التي كان من السهل رؤيتها، وهي أن الرئيس الأميركي لم يعد نفس الرجل الذي كان عليه قبل أربع سنوات". 

ووفقاً لـ "نيويورك تايمز"، فإن بايدن ظهر في المناظرة كمجرد ظل لموظف حكومي عظيم، إذ كافح لشرح ما سيحققه في فترة ولايته الثانية، ووجد صعوبة في الرد على استفزازات ترمب، ومحاسبته على أكاذيبه وإخفاقاته وخططه المخيفة، كما عاني أكثر من مرة لإنهاء الجمل التي كان يقولها. 

ووصفت الصحيفة بايدن بأنه كان رئيساً رائعاً، قائلة إن الأمة الأميركية ازدهرت تحت قيادته، وبدأت في معالجة مجموعة من التحديات طويلة الأمد، كما بدأت الجراح التي مزقها ترمب في الالتئام، وتابعت: "لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يقدمها بايدن الآن هي الإعلان عن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه". 

وترى الصحيفة أن الرئيس الأميركي "بات منخرطاً في مقامرة متهورة"، قائلة إن هناك قادة ديمقراطيون مجهزين بشكل أفضل، ليظهروا كبدائل واضحة، ومقنعة وحيوية.

وأضافت: "لا يوجد سبب يدعو الحزب (الديمقراطي) للمخاطرة باستقرار، وأمن البلاد من خلال إجبار الناخبين على الاختيار بين أوجه القصور التي يعاني منها كلا من ترمب، وبايدن، كما أن فكرة أن نأمل ببساطة في أن الأميركيين سيتجاهلون مسألة عُمر بايدن وحالته الصحية التي يرونها بأعينهم، تبدو كرهان خطير للغاية". 

وأكدت الصحيفة أنه في حال انتهى السباق إلى الاختيار بين ترمب، وبايدن، فسيكون الرئيس الحالي هو اختيار هيئة تحريرها بدون تردد، وذلك بالنظر لحجم الخطر الذي يشكله فوز ترمب. 

وتابعت: "لكن بالنظر إلى هذا الخطر الكبير، والمخاطر التي تواجه البلاد، والقدرات المتباينة لبايدن، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى وجود منافس أقوى للمرشح الجمهوري المحتمل، وصحيح أن الدعوة لاختيار مرشح ديمقراطي جديد في هذه المرحلة المتأخرة من الحملة الانتخابية هو قرار صعب، لكنه يعكس مدى حجم وخطورة تحدي ترمب، لقيم ومؤسسات هذا البلد، وعدم قدرة بايدن على مواجهته". 

وذكرت الصحيفة أن انسحاب بايدن من السباق سيكون مخالفاً لكل غرائزه الشخصية، والسياسية، قائلة إن هذا الرجل تمكن من تخطي المآسي والنكسات التي تعرض لها في الماضي، ويعتقد بوضوح أنه سيكون قادراً على القيام بذلك مرة أخرى.

ويحاول أنصار الرئيس الأميركي تبرير أدائه في المناظرة الرئاسية بأنه كان مجرد نقطة واحدة سلبية مقارنة بثلاث سنوات من الإنجازات، لكن الصحيفة رأت أن أداء بايدن خلال المناظرة لا يمكن تجاهله، باعتباره مجرد ليلة سيئة، أو إلقاء اللوم فيما حدث على إصابته بنزلة برد، لأنه أكد المخاوف التي ظلت تتصاعد منذ أشهر أو حتى سنوات، حتى أنه عندما حاول عرض أفكاره السياسية، تعثر.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن تحدى ترمب في هذه المبارزة اللفظية، وأصر على تحديد موعد قبل أشهر من أي مناظرة انتخابية عامة سابقة، وذلك لأنه يدرك أنه بحاجة إلى معالجة المخاوف العامة القائمة منذ فترة طويلة بشأن قدراته العقلية، وأنه بحاجة إلى القيام بذلك في أقرب وقت ممكن، قائلة إن "الحقيقة التي يحتاج الرئيس الأميركي إلى مواجهتها الآن، هي أنه فشل في اختباره الخاص".

ورأت الصحيفة أن عزاء بايدن وأنصاره هو أنه لا يزال هناك وقت للحشد لمرشح آخر، ففي حين أن الأميركيين اعتادوا على الحملات الانتخابية الرئاسية التي تستغرق عدة سنوات، إلا أنه يتم تنظيم الحملات الانتخابية في العديد من الديمقراطيات في غضون بضعة أشهر فقط.

وانتقدت الصحيفة الجمهوريين، قائلة إن عدم قيامهم بإعادة النظر بشكل عميق بعد المناظرة الأخيرة يمثل مأساة، مضيفة أنه يجب النظر إلى ترمب خلالها على أنه غير مؤهل. 

وواصلت: "ترمب كذب بوقاحة، وبشكل متكرر بشأن أفعاله وسجله كرئيس وسجل منافسه، وتحدث عن خطط ستؤدي للإضرار بالاقتصاد الأميركي، وتقويض الحريات المدنية، والإضرار بعلاقات الولايات المتحدة مع الدول الأخرى، كما رفض التعهد بقبول الهزيمة، وعاد إلى ذلك النوع من الخطاب الذي حرض على هجوم السادس من يناير على الكونجرس". 

ومع ذلك، فإنه يبدو أنه قد تمت السيطرة على الحزب الجمهوري من قبل طموحات ترمب، ولذا فإن العبء بات الآن يقع على عاتق الحزب الديمقراطي لوضع مصالح الأمة فوق طموحات رجل واحد (بايدن)، حسب الصحيفة.

ودعت الصحيفة الديمقراطيين أن يتحلوا بالشجاعة لقول الحقيقة الواضحة لزعيم الحزب، قائلة إنه يجب على المقربين منه ومساعديه الذين شجعوه على الترشح، وقاموا بحمايته من الظهور بشكل غير منسق بشكل مسبق في الأماكن العامة، أن يدركوا الضرر الذي لحق بمكانة بايدن، وأنه لم يعد من المحتمل أن يتمكن من إصلاح هذا الضرر. 

ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا كان خطر ولاية ترمب الثانية كبيراً كما يقول بايدن، وهي تتفق معه في ذلك، فإن تفانيه في خدمة الولايات المتحدة لا يترك له ولحزبه سوى خيار واحد الآن، معتبرة أن أوضح طريق أمام الديمقراطيين لهزيمة هذا المرشح "المعروف بأكاذيبه"، هو التعامل بصدق مع الجمهور الأميركي والاعتراف بأن بايدن لا يستطيع الاستمرار في هذا السباق، وإنشاء عملية لاختيار شخص أكثر قدرة على حل محله من أجل هزيمة ترمب في نوفمبر.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: "هذه هي أفضل فرصة لحماية هذه الأمة، وهي القضية التي دفعت بايدن للترشح للرئاسة في عام 2019، من التشويه الخبيث الذي يقوم به ترمب، وهي أفضل خدمة يمكن أن يقدمها بايدن للبلد الذي خدمه بنُبل على مدى سنوات طويلة". 

تصنيفات

قصص قد تهمك