كوريا الشمالية تنقل البث الرسمي إلى قمر روسي عقب زيارة بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون خلال زيارته إلى روسيا، 13 سبتمبر 2023 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون خلال زيارته إلى روسيا، 13 سبتمبر 2023 - AFP
سول -رويترز

قالت وزارة شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية، الاثنين، إن كوريا الشمالية نقلت إشارة البث التلفزيوني الرسمي إلى قمر اصطناعي روسي بدلاً من قمر اصطناعي صيني، ما يجعل مراقبة مثل هذا البث صعباً على الوكالات الحكومية، ووسائل الإعلام في كوريا الجنوبية.

وقالت شركة لخدمات البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية في كوريا الجنوبية، إن إشارات البث الخاصة بالتلفزيون المركزي الكوري الشمالي يجري نقلها عبر القمر الاصطناعي الروسي "إكسبريس 103"، اعتباراً من 29 يونيو بدلاً من القمر الاصطناعي "تشاينا سات 12"، وطلبت الشركة عدم نشر اسمها نظراً لحساسية المسألة.

ولا يزال من الممكن مشاهدة التلفزيون الكوري الشمالي عبر الإنترنت، لكن البث قد يكون بطيئاً، أو بجودة منخفضة.

زيارة فلاديمير بوتين

ويأتي تغيير القمر الاصطناعي في أعقاب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية في يونيو المنقضي، والتي التقى خلالها بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

ووقَّع الزعيمان خلال الزيارة معاهدة لتوطيد التعاون في جميع المجالات، وتضمنت بنداً ينص على الدفاع المشترك.

وتراقب الوكالات الحكومية، ووسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية، كمصدر محدود للمعلومات من داخل الدولة المنعزلة، على الرغم من محتواها المسيس والموجه إلى حد كبير.

أثناء زيارته النادرة إلى بوينج يانج، قال بوتين، خلال لقاء مع كيم جونج أون: "أحرزنا تقدماً كبيراً في بناء العلاقات المعاصرة بين دولتينا، واليوم تم إعداد وثيقة تأسيسية جديدة من شأنها أن تشكل أساساً لعلاقاتنا على المدى الطويل".

الكوريتان بين روسيا والغرب

كانت هذه هي أول زيارة للرئيس الروسي إلى كوريا الشمالية منذ 24 عاماً، وكانت آخر زيارة له منذ نحو ربع قرن، بُعيد وصوله إلى السلطة للقاء والد كيم جونج أون، كيم جونج إيل.

وأكد بوتين، لدى مخاطبته كيم جونج أون، أن التعاون بين البلدين "يستند إلى مبادئ المساواة والاحترام المتبادل للمصالح"، مشيراً إلى أن "روسيا وكوريا الشمالية ترتبطان منذ عقود عدة بصداقة وعلاقة جوار وثيقة"، وقال الرئيس الكوري الشمالي إن العلاقات بين البلدين "تدخل فترة من الازدهار الجديد".

وقال كيم، وفق تصريحات مترجمة إلى الروسية أوردتها وكالات الأنباء الروسية: "تدخل العلاقات بين بلدينا طور ازدهار جديداً وكبيراً لا يمكن مقارنته حتى بمرحلة العلاقات السوفياتية الكورية في القرن الماضي".

وتشعر القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بالقلق من التقارب المتسارع بين موسكو وبيونج يانج، ويتهم الغرب كوريا الشمالية بتزويد روسيا بذخائر لشن هجماتها في أوكرانيا، مقابل مساعدة تكنولوجية ودبلوماسية وغذائية من موسكو.

وأعرب البيت الأبيض عن قلق واشنطن إزاء العلاقات التي تزداد ارتباطاً بين روسيا، وكوريا الشمالية، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي  جون كيربي، الأسبوع الماضي: "لسنا قلقين بشأن زيارة بوتين، ما يقلقنا هو تعمق العلاقات بين هذين البلدين".

واعتبر كيربي أن القلق لا يقتصر فقط على "الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية التي تستخدم في ضرب أهداف أوكرانية، بل أيضاً لأنه قد يحصل تبادل من شأنه أن يؤثر على أمن شبه الجزيرة الكورية".

ومن جهة أخرى، تقول واشنطن وسول إن روسيا زودت كوريا الشمالية بالخبرة اللازمة لبرنامجها للأقمار الاصطناعية، وأرسلت مساعدات لمواجهة نقص الغذاء في البلاد.

وبقيت الكوريّتان في حالة حرب من الناحية التقنية منذ نزاع 1950-1953، وتعد الحدود التي تفصلهما واحدة من الأكثر تحصيناً في العالم.

تصنيفات

قصص قد تهمك