انقسام في معسكر ماكرون.. واليسار يرفض التحالف مع الرئيس ضد اليمين المتطرف

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال إعلانه عن انتخابات مبكرة في مؤتمر صحفي. باريس، فرنسا. 27 يونيو 2024 - Reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال إعلانه عن انتخابات مبكرة في مؤتمر صحفي. باريس، فرنسا. 27 يونيو 2024 - Reuters
دبي-الشرقرويترز

يعيش معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حالة من الانقسام بشأن كيفية التعامل مع تصدر حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف لنتائج الدورة الأولى للانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي، بينما عبر حزب "فرنسا الأبية" عن رفضه للتحالف معه.

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن ماكرون، دعا غداة صدور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات حكومة جابرييل أتال إلى اجتماع في قصر الإليزيه، حيث "كانت المشاعر واضحة والبكاء مكتوماً" حسب الصحيفة، في ظل "تنافر" داخل الائتلاف الرئاسي بشأن الإجراء الذي سيتم اتخاذه قبل موعد الجولة الثانية، الأحد المقبل.

وحسب الصحيفة، فإنه على عكس الوزراء المرشحين الذين اضطروا إلى الانسحاب عشية الجولة الأولى لعرقلة صعود "التجمع الوطني"، فإن رئيس الجمهورية "لم يظهر متأثراً" بينما يقترب الحزب اليميني المتشدد من أبواب السلطة".

وأظهرت النتائج الرسمية، أن حزب التجمع الوطني وحلفاءه حصلوا على 33% من الأصوات في جولة، الأحد.

وجاء تحالف يساري في المركز الثاني بحصوله على 28% من الأصوات، أما تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الواسع الذي يضم أحزاباً منتمية لتيار الوسط فقد حصل على 22% فقط من الأصوات.

وعلى إثر هذه النتائج، دعا ماكرون إلى تجمع كبير من الديمقراطيين والجمهوريين. وكان رئيس وزرائه، جابرييل أتال، أكثر وضوحاً عندما أكد أنه لا ينبغي أن يذهب "صوت واحد" إلى حزب التجمع الوطني.

لكن فرص نجاح "التجمع الوطني" تعتمد على مدى نجاح الأحزاب الأخرى في إلحاق الهزيمة بلوبان عبر دعم مرشحين منافسين في مئات الدوائر الانتخابية في أنحاء فرنسا.

ويحتاج "التجمع الوطني" للحصول على 289 مقعداً على الأقل في البرلمان لتكون له الأغلبية. وتشير تقديرات استطلاعات الرأي إلى أن الجولة الأولى وضعت الحزب على مسار الحصول على ما بين 250 مقعداً و300 مقعد، لكن هذا قبل أن تؤدي الانسحابات التكتيكية إلى إعادة تشكيل نوايا الناخبين في نهاية الأسبوع المقبل.

"انسحابات تكتيكية"

وكان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون قد دعا، الأحد، إلى "تحالف ديمقراطي وجمهوري واسع" في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية بمواجهة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بعد تصدره نتائج الدورة الأولى.

وقال ماكرون في تصريح مكتوب: "المشاركة الكبيرة في الدورة الأولى (...) تظهر أهمية هذا التصويت بالنسبة إلى جميع مواطنينا، وإرادة توضيح الوضع السياسي"، مضيفاً: "في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع (يكون) بوضوح ديمقراطياً وجمهورياً في الدورة الثانية".

لكن معسكر الرئيس الفرنسي فشل في الاتفاق على موقف مشترك، ما فتح المجال أمام نوع من التنافر، إذ يرى إدوارد فيليب أنه يجب حرمان كل من الجبهة الوطنية والجبهة الليبرالية من الأصوات على حد سواء، فيما يرى فرانسوا بايرو أن "الانسحابات لصالح اليسار يجب أن تطبق على أساس كل حالة على حدة".

وتقوم الخطة على أن يسحب حزب الجبهة الشعبية الجديدة وتحالف الوسط الذي ينتمي له ماكرون مرشحيهم في المناطق التي يحظى فيها مرشح آخر بفرصة أفضل للتغلب على حزب "التجمع الوطني"، الأحد المقبل.

من جهتها، انتقدت زعيمة "التجمع الوطني" في حديث مع قناة "فرانس إنتر" خطة خصومها لإغلاق الطريق أمام حزبها في الجولة الثانية، وقالت إن "تعليمات الانسحاب والتصويت هي أسوأ ازدراء للناخبين"، وأضافت: "هذه الانتخابات هي تحرير للشعب الفرنسي".

"فرنسا الأبية".. النظر في كل حالة منفردة

ومع أن اليمين المتطرف هو الهدف الرئيسي لعملية تركيز الأصوات، فإنه قد يستفيد في بعض الأحيان من رفض التصويت أيضاً لصالح حزب "فرنسا الأبية" اليساري.

ويدعو رئيس الوزراء جابرييل أتال إلى انسحاب المرشحين الذين جاءوا في المركز الثالث بشرط إضافي وهو الانسحاب لصالح مرشح يتقاسم قيم الجمهورية. 

ولم يتضح مبدئياً إمكانية تطبيق اتفاق مثل هذا في حال كون المرشح من اليسار ينتمي لحزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف الذي يتزعمه جان لوك ميلينشون المثير للجدل وصاحب مقترحات راديكالية تتعلق بالضرائب والإنفاق وخطاب عن التناحر الطبقي.

ويتمسك الحزب اليساري بتنفيذ برنامجه السياسي في حال مشاركته بالتحالف، وأعلن عن ذلك على لسان منسقه مانويل بومبارد، الذي أكد أن حزبه لن يشارك في الحكومة "إلا لتنفيذ برنامجه، ولا شيء سوى البرنامج"، حسب ما نقلت عنه قناة BFMTV.

وفي السياق ذاته، استبعد النائب عن "فرنسا الأبية" بوش دو رون الذي أعيد انتخابه، الأحد، من الجولة الأولى، فكرة تشكيل ائتلاف كبير إذا لم تظهر الأغلبية المطلقة في نهاية الجولة الثانية، وقال بشأن مقترح الرئيس الفرنسي: "فليقرر إلغاء إصلاح نظام التقاعد، إذا كان يريد اتخاذ خطوات".

ونقلت "رويترز" عن مصدر حضر اجتماعاً مغلقاً أن ماكرون أخبر الوزراء، الاثنين، أن منع حزب "التجمع الوطني" من الحصول على الأغلبية هو الأولوية القصوى. وقال المصدر إن هدف الاجتماع كان التأكيد على أن الاتفاق سيسري على مرشحي حزب "فرنسا الأبية" على أساس النظر في كل حالة منفردة.

تصنيفات

قصص قد تهمك