أصبح النائب بمجلس النواب الأميركي لويد دوجيت، أول عضو في الحزب الديمقراطي يدعو علناً، الثلاثاء، الرئيس جو بايدن للتنحي عن ترشحه كممثل عن الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال نوفمبر المقبل بعد أداءه الذي وصف بـ"الكارثي" في مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
واعتبر دوجيت النائب عن ولاية تكساس في بيان، أن أداء بايدن خلال المناظرة "لم يكن فعّالاً في الدفاع عن إنجازاته"، مشدداً على ضرورة أن يتخذ الرئيس الأميركي "القرار المؤلم والصعب بالانسحاب".
وأضاف أن "قراري بالإعلان عن هذه التحفظات القوية لا يتم باستخفاف، ولا يقلل بأي شكل من الأشكال من احترامي لكل ما حققه الرئيس جو بايدن".
ولفت دوجيت إلى أن "التزام بايدن الأول، على عكس ترمب، كان دائماً تجاه بلدنا وليس لنفسه"، معرباً عن أمله بأن "يتخذ القرار المؤلم والصعب بالانسحاب، كما أدعوه بكل احترام إلى القيام بذلك".
وتأمل حملة بايدن في طمأنة الناخبين الأميركين الذين يعتقد غالبيتهم أن بايدن أكبر سناً من العمل في الحكومة، أن الرئيس الديمقراطي هو "الخيار الأفضل" للوقوف في وجه سلفه ترمب، بحسب وكالة "رويترز".
أداء ضعيف
كما سبق أن استبعد أعضاء بارزون بالحزب الديمقراطي، احتمال استبدال بايدن كمرشح عن الحزب بعد أداءه الضعيف في المناظرة الرئاسية، ودعوا أعضاء الحزب إلى التركيز بدلاً من ذلك على تبعات فوز ترمب بولاية رئاسة ثانية.
وبعد قلق استمر لأيام إزاء وضع بايدن وما قد ينتج عن انتخابات الخامس من نوفمبر الماضي، رفض زعماء الحزب الديمقراطي بحسم دعوات موجهة إلى حزبهم لاختيار مرشح رئاسي أصغر سناً.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن عائلة بايدن قالت له خلال الاجتماع في كامب ديفيد، والذي شمل زوجة الرئيس، وأبناءه، وأحفاده، إنه لا يزال بإمكانه أن يظهر للأميركيين أنه قادر على الاستمرار في المنصب لـ4 سنوات أخرى.
وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة CBS بعد المناظرة حدوث قفزة في عدد الديمقراطيين الذين يعتقدون أن بايدن ينبغي ألا يترشح للرئاسة إذ زادت نسبتهم بواقع 10 نقاط إلى 46% من 36% في فبراير الماضي.
ودعت صحف ومجلات أميركية عدة منها هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، قائلة إن "أعظم خدمة عامة يمكن أن يقدمها بايدن الآن هي الإعلان عن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه".
و"قطعا لاً" هو رد رافاييل وارنوك السناتور الديمقراطي عن ولاية جورجيا على ذلك رغم أنه من بين عدة ديمقراطيين يعتبرون من البدلاء المحتملين لبايدن.
وقال وارنوك لبرنامج MEET THE PRESS على شبكة NBC، إن "الأداء السيء في المناظرات أمر وارد، والسؤال هو في صف من وقف ترمب من قبل إلا في صف نفسه أو من هم على شاكلته؟ أنا مع بايدن، ومهمتنا هي التأكد من فوزه بالسباق بحلول نوفمبر".
وأقر زعيم الديمقراطيين بمجلس النواب حكيم جيفريز، بأن بايدن عانى من انتكاسة في مناظرته مع ترمب المرشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات هذا العام. وقد يصبح جيفريز رئيس مجلس النواب في العام المقبل إذا استطاع حزبه الحصول على أغلبية في المجلس خلال انتخابات نوفمبر المقبل.
وقال جيفريز لشبكة MSNBC: "أعتقد أن أي انتكاسة ما هي إلا تمهيد لعودة لذا، فاللحظة التي نعيشها الآن هي لحظة عودة، وستتطلب منا جميعاً أن نثابر ونوجه رسالة تنظر لما هو قادم، جوهرها هو سبب طرحنا للحزب الديمقراطي بوصفه الأنسب والمستعد للتعامل مع التحديات التي يواجهها الشعب الأميركي".
واتفق معه جيمس كلايبيرن، وهو مشرع ديمقراطي بارز آخر في مجلس النواب، وقال لشبكة CNN: "عليه أن يبقى في هذا السباق. ينبغي أن يوضح جلياً من الآن فصاعداً أنه قادر على قيادة البلاد".
وخلال المناظرة، جاء أداء بايدن مهتزاً ومضطرباً ومتقطعاً وبصوت أجش، إذ تلعثم في عدة مواضع، وقال بعض الديمقراطيين في محادثات خاصة فيما بعد إن هذا الأداء في المناظرة قد يكون له تبعات تصل إلى حد كونه عاملاً يستبعد بسببه من السباق الرئاسي.
ووجه جمهوريون انتقادات لاذعة لما قاله ديمقراطيون عن أن أداء بايدن المتراجع في المناظرة هو مرة ولن تتكرر.
وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا ليندزي جراهام لـCNN، إن "فكرة أن بايدن مر فحسب بليلة سيئة ليست حقيقة الأمر. بل رئاسته سيئة ومناظرته كارثية".