التدخل الأميركي يستهدف تقييد صناعة الأسلحة الصينية ومنع سيطرة بكين على المعادن المهمة

الولايات المتحدة تعرقل بيع منجم نحاس بالكونغو الديمقراطية لشركة صينية

حفارة في الجزء السفلي من منجم النحاس Kamfundwa التابع لشركة Gecamines للتعدين الحكومية في الكونغو الديمقراطية. 31 يناير 2013 - reuters
حفارة في الجزء السفلي من منجم النحاس Kamfundwa التابع لشركة Gecamines للتعدين الحكومية في الكونغو الديمقراطية. 31 يناير 2013 - reuters
دبي -الشرق

قالت مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة تدخلت في عملية بيع منجم نحاس تابع لجمهورية الكونغو الديمقراطية لشركة "نورينكو " للتعدين الدفاعية الصينية، وذلك في إطار سعيها لمنع بكين من زيادة سيطرتها على المعادن المهمة، وفق ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز". 

وتصف شركة "نورينكو" نفسها على موقعها على الإنترنت، بأنها "المورد الرئيسي لأسلحة ومعدات الجيش الصيني وقائدة التعاون الدولي في صناعة الدفاع الصينية"، إذ تملك منجميْن آخرين للنحاس والكوبالت في جنوب شرق الكونغو.

وأوضحت المصادر أن المسؤولين الأميركيين شجعوا شركة "جيكامينز" للتعدين المملوكة لجمهورية الكونغو الديمقراطية على مراجعة عملية البيع، التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي، لشركة "تشيماف ريسورسز" المدعومة من شركة "ترافيجورا"، إلى شركة "نورين" للتعدين التابعة لشركة الدفاع الصينية الحكومية.

وتعد هذه الخطوة، جزءاً من جهود واشنطن لتحسين الوصول إلى المعادن للشركات الصديقة للولايات المتحدة، وسط منافسة شرسة بشكل متزايد بين الغرب والصين للسيطرة على المعادن اللازمة للبنية التحتية للطاقة النظيفة. ويعد عنصرا الكوبالت والنحاس من المعادن الحيوية للمعدات العسكرية، حيث يتم استخدامهما في السبائك الفائقة للطائرات المقاتلة والأسلاك والذخائر.

تفاصيل الصفقة

وفي التفاصيل، قامت شركة Chemaf Resources "تشيماف ريسورسز" بتأجير تصريح مشروعها الرائد Mutoshi من شركة Gécamines "جيكامينز"، التي قالت إنه "كان ينبغي إبلاغها بالصفقة مسبقاً وأن أي تغيير في السيطرة المباشرة أو غير المباشرة لا يمكن أن يحدث دون موافقتها".

وأضافت "جيكامينز" في بيان، الاثنين، أن مجلس إدارتها "استخدم حق النقض ضد الصفقة، بعد أن علم بها عبر وسائل الإعلام"، في حين أفادت شركة "تشيماف ريسورسز" بأنها أخطرت "جيكامينز" قبل الإعلان عن عملية البيع، ولم تتلق بعد أي مراسلات من شركة التعدين الحكومية، وأضافت أنها "حصلت بالفعل على موافقة وزير المناجم في الكونغو".

وتتمتع "جيكامينز" بتاريخ من التدخل في بيع أصول التعدين لمنع المعاملات أو إعادة التفاوض على حقوقها أو انتزاع المدفوعات، إذ تم تعيين الرئيس الجديد جاي روبرت لوكاما في عام 2023، بتفويض، لتغيير الكيان المتعثر، وقال إنه "سيراجع العقود غير المواتية والمشاريع المشتركة".

وقال شخص مقرب من شركة "جيكامينز"، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الشركة "تعمل على حماية حقوقها التعاقدية وتقييم أفضل الخيارات لتطوير المشروع".

والأصول التي تأمل "نورينكو" في الحصول عليها من "تشيماف ريسورسز" تشمل منجمين منتجين، هما "موتوشي" و"إتوال"، والعديد من تراخيص التعدين الأخرى التي يمكن أن تحتوي على المزيد من الموارد.

ورتبت "ترافيجورا" قرضاً بقيمة 600 مليون دولار لـ"تشيماف ريسورسز" العام 2022، مقابل حقوق تسويق مادة "هيدروكسيد الكوبالت" الخاص بها.

وكان الهدف من المنشأة هو مساعدة "تشيماف ريسورسز"على المنافسة في بناء منجم ميكانيكي بالكامل في موتوشي وتوسيع مصنع المعالجة في إيتوال، لكن ارتفاع التكاليف وانخفاض أسعار الكوبالت أدى إلى توقف خطط الشركة، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز".

وبموجب شروط صفقة "نورينكو"، سيتم سداد مستحقات شركة "ترافيجورا" بالكامل، إذ اتصلت الأخيرة بالحكومة الأميركية وأطراف أخرى لطلب المساعدة في العثور على مشترين، عندما تم الإعلان عن عملية البيع لأول مرة في العام الماضي.

يشار إلى أن تقريراً للأمم المتحدة صدر في عام 2020، أشار إلى أن "نورينكو" كانت من بين الشركات الصينية التي زودت الكونغو الديمقراطية بالأسلحة 8 مرات على الأقل بين عاميْ 2015 و2019، وقد منعت وزارة الخزانة الأميركية الشركات أو الأفراد الأميركيين من امتلاك أسهماً في "نورينكو" منذ عام 2020.

تصنيفات

قصص قد تهمك