كلف ملك بريطانيا تشارلز الثالث الجمعة، زعيم حزب العمال كير ستارمر برئاسة الوزراء رسمياً، بعد لقائه في قصر باكنجهام الملكي، فيما قدم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ريشي سوناك استقالته للملك، وغادر 10 داونينج ستريت بعد إلقاء خطاب قصير أعلن فيه التنحي عن رئاسة حزب المحافظين، واصفاً ستارمر بأنه "رجل نزيه أحترمه".
ودعا الملك تشارلز الثالث، السير كير ستارمر إلى تولى رئاسة الوزراء وتشكيل حكومة جديدة، بعد فوزه بأغلبية كاسحة في انتخابات الخميس.
وقال ستارمر في كلمة من أمام 10 دوانينج ستريت، في أول خطاب له كرئيس للوزراء، "بلدنا صوت بشكل حاسم لأجل التغيير، والتجديد الوطني".
وأضاف: "نحتاج إلى معالجة نقص الثقة في السياسة والأفعال، حكومتي ستخدمكم سواءً صوتتم لحزب العمال أم لا، وخاصة إذا ما لم تصوتوا للحزب".
وتابع: "لا يوجد لدي شك في أن العمل من أجل التغيير يبدأ فوراً".
وشدد على أن حكومته "ستعيد بناء بريطانيا وسنقف على قدمينا مرة أخرى"، وأضاف: "سنعيد بناء البنى التحتية والفرص، وسيكون لدينا أفضل المدارس والجامعات على المستوى العالم".
وتابع: "عائلات الطبقة العاملة يمكن أن تبني حياتها بشكل أفضل. سنكافح في كل يوم وستكون هناك حكومة تخدم مصالح الشعب".
وقال إن المرحلة السابقة (فترة المحافظين) كانت مليئة بالخلافات وخدمة المصالح الشخصية، بينما "سأعمل على تلبية حاجيات المواطنين".
وشدد على أنه "عمل على جعل حزب العمال قادراً على العمل والتوافق وخدمة الشعب"، مضيفاً أن "العالم يشهد تقلبات وسنعمل على بناء بريطانيا فوراً".
وقبل لقاءه الملك تشارلز، قال سوناك إنه سيجتمع مع الملك لتقديم استقالته رسمياً من منصب رئيس الوزراء وسيتنحى أيضاً عن زعامة حزب المحافظين.
وقال سوناك في كلمة ألقاها أمام الناخبين خارج مكتب رئيس الوزراء في داونينج ستريت "أعطيت نفسي بالكامل لهذا المنصب، لكنكم أرسلتم إشارة واضحة مفادها أن حكومة المملكة المتحدة يتعين أن تتغير، وحكمكم هو الحكم الوحيد المهم".
وأضاف "سمعت غضبكم وخيبة أملكم وأنا أتحمل مسؤولية هذه الخسارة. إلى جميع المرشحين والناشطين المحافظين الذين لم يكل عملهم، لكن دون نجاح، أنا آسف لأننا لم نتمكن من تقديم ما تستحقه جهودكم".
وفاز حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر بالأغلبية في الانتخابات العامة، منهياً 14 عاماً من حكم حزب المحافظين، فيما أقر رئيس الوزراء ريشي سوناك بخسارة تاريخية لحزبه.
وبلغ عدد المقاعد المحسومة لحزب العمال 412 مقاعد من مجموع 650، حتى الآن مقابل 121 فقط لحزب المحافظين، و71 مقعداً للديمقراطيين الأحرار، و35 مقعداً لبقية الأحزاب.
وبذلك يكون حزب العمال قد زاد مقاعده بنحو 211 مقعداً، فيما فقد المحافظون 250، وزاد الديمقراطيون الأحرار من مقاعدهم بـ63، فيما فقد الحزب الاسكتلندي الوطني (SNP)، 38 مقعداً ليحصل هذه الدورة على 9 مقاعد فقط حتى الآن.
وينهي فوز العمال الجمعة، 14 عاماً من حكم المحافظين في بريطانيا بدأت في 2010 حين فاز الحزب بقيادة ديفيد كاميرون بالانتخابات قبل أن يستقيل في 2016 بعد التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، لتخلفه تيريزا ماي، ومن بعدها بوريس جونسون في 2019، ثم ليز ترس في 2022، وريشي سوناك بعدها بأقل من شهرين في أكتوبر 2022.
وتأتي الهزيمة الساحقة للمحافظين بعد اكتساح في انتخابات 2019 قاده بوريس جونسون.