قدّم رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته ريشي سوناك، استقالته رسمياً للملك تشارلز، الجمعة، معلناً أنه سيتنحى أيضاً عن زعامة حزب المحافظين المهزوم بعد فوز حزب العمال بزعامة كير ستارمر بانتصار ساحق في الانتخابات.
وقال سوناك في كلمة ألقاها أمام الناخبين خارج مكتب رئيس الوزراء في "داونينج ستريت": "أعطيت نفسي بالكامل لهذا المنصب، لكنكم أرسلتم إشارة واضحة مفادها أن حكومة المملكة المتحدة يتعين أن تتغير، وحكمكم هو الحكم الوحيد المهم"، معترفاً بأنه "يوم صعب في نهاية عدد من الأيام الصعبة".
وأضاف: "سمعت غضبكم، وخيبة أملكم، وأنا أتحمل مسؤولية هذه الخسارة. إلى جميع المرشحين والناشطين المحافظين الذين لم يكل عملهم، لكن دون نجاح، أنا آسف لأننا لم نتمكن من تقديم ما تستحقه جهودكم".
وأوضح سوناك، أنه لن يترك منصبه على الفور لكنه سيفعل ذلك بمجرد بدء سباق زعامة حزب المحافظين.
وخسر المحافظون عدداً من المقاعد أكبر من أي انتخابات أخرى مسجلة، مع انتقال عدد كبير من المقاعد إلى حزب العمال بقيادة كير ستارمر.
وأعلن ستارمر عن فوزه في وقت مبكر، الجمعة، قائلاً لحشد من المؤيدين أن المملكة المتحدة لديها "الفرصة بعد 14 عاماً لاستعادة مستقبلها".
وبعد فوزه بمقعده في ريتشموند، شمال يوركشاير، قبل لحظات، اعترف سوناك بالهزيمة وقال إنها كانت ليلة "مفجعة"، مضيفاً: "لقد فاز حزب العمال في هذه الانتخابات العامة وقد اتصلت بالسير كير ستارمر لتهنئته على فوزه".
واعتبر سوناك أن الشعب البريطاني "أصدر حكماً مروعاً، وهناك الكثير لنتعلمه.. وأنا أتحمل المسؤولية عن الخسارة".
"يوم صعب"
وبعد أن ألقى خطاب استقالته في داونينج ستريت، رافقت سوناك زوجته أكشاتا في سيارة نقلتهما إلى قصر باكنجهام، حيث قدم استقالته إلى الملك تشارلز الثالث، كما هو معمول به.
وقال المتحدث باسم الملك بعد ذلك بوقت قصير: "لقد سُرَّ جلالته بقبولها".
واعترف سوناك خلال خطاب استقالته بأنه "يوم صعب في نهاية عدد من الأيام الصعبة". وفي رسالة إلى مئات المحافظين الذين فقدوا مقاعدهم، قال: "أنا آسف".
وأضاف: "يؤلمني أن أفكر في عدد الزملاء الجيدين الذين ساهموا كثيراً في مجتمعاتهم وبلدنا ولن يجلسوا الآن في مجلس العموم. وأشكرهم على عملهم الجاد وخدماتهم".
وقال سوناك إنه "من المهم" أن يعيد حزب المحافظين بناء نفسه الآن، ويتولى أيضاً "دوره الحاسم في المعارضة، باحترافية وفعالية".
وتمنى رئيس الوزراء السابق التوفيق لستارمر وأسرته، وأضاف: "مهما كانت خلافاتنا في هذه الحملة، فهو رجل محترم وذو روح عامة وأحترمه".
كما شكر سوناك، زملاءه المحافظين وحكومته والخدمة المدنية وفريقه في "داونينج ستريت" ومقر رئيس الوزراء في "تشيكرز" وموظفيه في المقر الرئيسي لحزب المحافظين.
سوناك يقدم حصيلته
وتحدث سوناك عن قيادته، قائلاً إن التضخم "عاد إلى الهدف، وأسعار الرهن العقاري تنخفض، والنمو عاد".
وقال إن المحافظين "عززوا مكانتنا في العالم، وأعادوا بناء العلاقات مع الحلفاء، وقادوا الجهود العالمية لدعم أوكرانيا وأصبحوا موطناً لجيل جديد من التقنيات التحويلية".
وأشار سوناك أيضاً إلى أن "مملكتنا المتحدة أصبحت أقوى" بفضل إطار وندسور، واستعادة اللامركزية في أيرلندا الشمالية و"تعزيز اتحادنا"- وهو ما قال إنه فخور به.
