"العمال" البريطاني يرفض مقترح توني بلير للحد من الهجرة

رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا - 28 فبراير 2020 - Bloomberg
رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا - 28 فبراير 2020 - Bloomberg
دبي-الشرق

استبعدت حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا إدخال بطاقات الهوية الرقمية في نظامها، وذلك بعد أن دعا رئيس الوزراء السابق توني بلير إلى تبني هذا الإجراء للمساعدة في السيطرة على الهجرة.

وبحسب تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أشار وزير الأعمال جوناثان رينولدز، إلى أن وزيرة الداخلية إيفيت كوبر "ستنظر في جميع النصائح بشأن هذه القضية"، لكن مصادر قريبة من كوبر قالت إن بطاقات الهوية الرقمية ليست ضمن سياسات حزب العمال، مشيرةً إلى أن الأمر لم يتغير الآن، ثم تم استبعاد الفكرة علناً من قبل رينولدز في وقت لاحق.

وكان بلير من أبرز المدافعين عن استخدام بطاقات الهوية الرقمية عندما كان في منصبه، قبل أن يتم التخلي عنها بعد خسارة حزب العمال للسلطة عام 2010.

وفي مقال كتبه لصحيفة "صنداي تايمز"، قال بلير: "نحن بحاجة إلى خطة للسيطرة على الهجرة، وإذا لم تكن لدينا قواعد، فإننا سنتعرض لأحكام مسبقة"، مضيفاً: "عندما كنت في منصبي، آمنت أن الحل الأفضل هو استخدام نظام الهوية (الرقمية)، حتى نعرف على وجه التحديد مَن لديه حق الإقامة هنا".

وتابع: "علينا أن نتحرك بينما يتجه العالم نحو بطاقات الهوية الرقمية، وفي حال لم نفعل ذلك، فإنه يجب أن تكون ضوابط الحدود الجديدة فعَّالة للغاية".

ورداً على سؤال لـ"سكاي نيوز"، عما إذا كان حزب العمال يدعم هذه الدعوة، قال رينولدز إن "كوبر ستنظر في جميع مصادر النصيحة بشأن هذه القضية، لكن أود فقط أن أقول إننا دعمنا نظام الهجرة القائم على النقاط".

وأردف: "اتخذنا قرارات صعبة، خاصةً عندما اعتقدنا أن نسبة الهجرة القانونية مرتفعة للغاية، ولذا أعتقد أن هذه النسبة يجب أن تنخفض مرة أخرى".

وعند الضغط عليه بشأن مسألة الهوية الرقمية، قال وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز، إن "كوبر وبقية فريق الشؤون الداخلية سينظرون في كل النصائح، لكني لن استبق الأمور، إذ قد يرغبون أو لا يرغبون في تبني ذلك".

وكان رينولدز صرَح لـ "تايمز راديو" في وقت لاحق، قائلاً: "يمكننا أن نستبعد هذه الفكرة، فهي ليست مُدرجة ضمن خططنا".

إعادة  الحزب من "حافة الهاوية"

يأتي تدخل بلير بعد ما يزيد قليلاً عن 48 ساعة من دخول كير ستارمر إلى 10 داونينج ستريت، كأول رئيس وزراء لحزب العمال منذ 14 عاماً، حيث هنأه بلير على ما وصفه بـ "التحول الأبرز في تاريخ الانتخابات البريطانية الحديث"، بعد أن حقق حزبه فوزاً تاريخياً في صناديق الاقتراع يوم الخميس.

لكنه حذر أيضاً من أنه بالنظر إلى المكاسب الانتخابية الكاسحة، فإن هناك علامات واضحة على أن العديد من الناخبين كانوا يسعون إلى معاقبة المحافظين في صناديق الاقتراع، بدلاً من مكافأة حزب العمال.

وبسؤاله عما إذا كان بلير يتهم حزب العمال بعدم وجود خطة بشأن الهجرة القانونية، قال رينولدز إنه (بلير) "ذكر الموضوع مرة واحدة في مقال مكون من 1500 كلمة"، وأضاف: "السياسات التي طرحناها في الانتخابات هي ما تحتاجه البلاد".

وعما إذا كان تدخل رئيس الوزراء السابق لم يكن مفيداً، أجاب رينولدز: "لا أعتقد أن أي نصيحة قد تكون غير مفيدة".

وقال ستارمر إنه تحدث كثيراً مع رئيس الوزراء السابق قبل الانتخابات للاستفادة من خبرته في الاستعداد للسلطة عام 1997.

وخلال ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، حقق حزب العمال فوزاً ساحقاً، مُنهياً أكثر من عقد من حكومة المحافظين (18 عاماً في عام 1997، و14 عاماً هذه المرة).

وأشارت الشبكة البريطانية إلى أنه غالباً ما تتم المقارنة بين إدارتي ستارمر وبلير لحزب العمال، إذ انتقل كلا الرجلين إلى المركز السياسي للبلاد لإعادة الحزب من حافة الهاوية.

ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء البريطاني الجديد وفريقه بذلوا جهوداً كبيرة للتأكيد على الفرق بين الإرث الذي ورثه كل زعيم منهما، إذ تواجه حكومة حزب العمال الحالية موقفاً أصعب بكثير مما كان عليه الوضع في بداية الألفية الجديدة خلال عهد بلير.

تصنيفات

قصص قد تهمك