أغلبية "العمال" في بريطانيا.. كيف قلصتها أصوات غزة؟

زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر يصل إلى حدث انتخابي في مزرعة في أوكسفوردشاير، بريطانيا. 1 يوليو 2024 - Reuters
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر يصل إلى حدث انتخابي في مزرعة في أوكسفوردشاير، بريطانيا. 1 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

رغم الاكتساح الكبير الذي حققه حزب العمال البريطاني في الانتخابات البرلمانية، الأسبوع الماضي، إلا أن هذا الفوز لم يمر دون خسائر كبيرة، تسبب فيها موقف الحزب من حرب غزة.

ورغم اكتساح الحزب للانتخابات وفوزه بـ412 مقعداً، أي نحو 63% من المقاعد إلا أن نصيبه من أصوات الناخبين الكلية لم تتعد 34%، حيث تفتتت بقية الأصوات بين الأحزاب الأخرى وعلى رأسها حزب المحافظين، وكذلك المستقلون الذين حصلوا على أصوات الناخبين المسلمين والمؤيدين لفلسطين، ويرفضون موقف العمال والمحافظين من الحرب في غزة، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وتعتمد المملكة المتحدة على نظام انتخابي يقضي بفوز المرشح الأكثر حصولاً على الأصوات، وهو نظام يؤدي إلى تضخيم تمثيل الأحزاب الكبيرة في البرلمان، ويترك للأحزاب الصغيرة عدداً قليلاً من المقاعد.

وأطاح مستقلون مؤيدون لفلسطين، وبنوا حملتهم على هذه المنصة الانتخابية بمقاعد كان يشغلها أعضاء بحزب العمال، إذ ذهبت أصوات المسلمين لصالح المرشحين المستقلين، بدلاً من حزب العمال، ما أفقده نحو 5 مقاعد كان يمكنه الفوز بها، كما أثر بشكل كبير على نسبة الناخبين التي حصل عليها الحزب، والتي تختلف عن عدد المقاعد.

ومن بين أبرز المفاجآت الإطاحة بوزير حكومة الظل جوناثان آشوورث من مقعده في ساوث ليستر، والذي فاز به شوكت آدم.

وأخرج شوكت العضو البارز بحزب العمال آشوورث بفارق يقل قليلاً عن ألف صوت، بعد أن كان وجهاً مألوفاً في حملات الحزب الانتخابية.

وعقب النتائج، قال آشوورث الذي فاز في انتخابات 2019 بأغلبية أكثر من 22 ألف صوت: "إنه أمر مخيب للآمال، لكنها الديمقراطية، المهم أن (حزب) العمال سيرأس الحكومة".

ويأتي ذلك، بعدما أثار زعيم الحزب ورئيس الوزراء الجديد الجدل بسبب موقفه من الحرب على غزة، وتعليقاته بشأن المهاجرين من بنجلاديش.

المسلمون يصوتون للمستقلين

وانخفض نصيب العمال من الناخبين بنحو 11 نقطة في المناطق التي يشكل المسلمون أكثر من 10% من سكانها أو أكثر، وفقاً لصحيفة London Evening Standard.

وخسر العمالي خالد محمود مقعده أمام المستقل أيوب خان بـ507 أصوات فقط في برمنجهام، وقد جعل خان الصراع في غزة أمراً مركزياً لحملته الانتخابية.

وخسرت هيذر إقبال مقعدها بأكثر من 6 آلاف صوت للمستقل إقبال محمد في ديوسبيري وباتلي. 

كما خسرت كايت هوليرن أمام المستقل عدنان حسين الذي قال في خطاب فوزه: "هذا من أجل غزة".

وجاء أبرز فوز لمستقل لجيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال، والذي هزم مرشح العمال في إيزلنجتون نورث، بعدما ترشح كمستقل بعد طرده من الحزب.

وفاز مرشحو حزب العمال بالكاد أو انخفضت أغلبيتهم بشدة في المناطق التي يسكنها المسلمون، إذ فاز ويس ستريتنج وزير الصحة في حكومة الظل بمقعده بفارق 528 صوتاً فقط، وحلت بعده ليان محمد المؤيدة لفلسطين.

وحتى المرشحون المؤيدون لفلسطين من حزب العمال رأوا انخفاضاً كبيراً في الأصوات التي حصلوا عليهم وبينهم جيس فيليبس التي استقالت من منصبها كوزيرة في حكومة الظل بسبب غزة، ودعمت وقفاً فورياً لإطلاق النار، إذ حافظت على مقعدها لـفارق أقل من 700 صوت عن أقرب منافسيها.

وقالت فيليبس في خطاب الفوز: "هذه أسوأ انتخابات ترشحت فيها على الإطلاق".

تصنيفات

قصص قد تهمك