مع إصراره على الترشح.. هذه سيناريوهات استبدال بايدن في الانتخابات الأميركية

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال احتفالات يوم الاستقلال. 4 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال احتفالات يوم الاستقلال. 4 يوليو 2024 - Reuters
واشنطن-زينة إبراهيم

تنامت الدعوات والتحركات داخل الحزب الديمقراطي، للضغط على الرئيس جو بايدن، للانسحاب من السباق الرئاسي، خاصة في ظل مخاوف بشأن تلاشي فرص فوز الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر، إذ تُبرز استطلاعات الرأي تقدم الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب

ودعا 6 أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب علناً، بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً إلى التنحي جانباً وإفساح المجال لشخص آخر لمنافسة المرشح الجمهوري ترمب.

وعبّر آخرون عن مخاوفهم بشأن فرص بايدن في الانتخابات، إذ أثار أداؤه المتعثر في مناظرته مع ترمب تساؤلات بشأن قدرته على إجراء حملة انتخابية ناجحة ومواصلة القياد بمهام الرئاسة الشاقة لمدة أربع سنوات ونصف إضافية، لكن آليات اختيار البديل تتباين، إذ حصد الرئيس الأميركي على أصوات المجمع الانتخابي اللازمة لترشيحه.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة على الاتصالات" داخل الحزب الديمقراطي، قولها إن عدد الذين طالبوا بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، كان أكثر من الذين أيدوا استمراره.

ومن المرجح أن يتسبب استمرار بايدن في السباق الرئاسي في إضاعة فرصة الفوز في انتخابات 2024 على الحزب الديمقراطي، كما يهدد حظوظ مرشحي الحزب الآخرين في المجالس التشريعية للولايات ومناصب حكام الولايات، وقد يخسرهم الأغلبية في مجلس الشيوخ، إذ أن وجود اسم بايدن على البطاقة الانتخابية قد يقلل من حماس القاعدة الديمقراطية بالذهاب إلى صناديق الاقتراع.

ومع اقتراب موعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في التاسع عشر من أغسطس المقبل، تتنامى التساؤلات بشأن آليات الحزب الديمقراطي لاستبدال بايدن، خصوصاً وأنه يملك الغالبية العظمى من أصوات المندوبين الديمقراطيين 3 آلاف و861 مندوباً، رغم أنه يحتاج إلى ألف و976 مندوباً فقط للفوز بترشيح الحزب. 

السيناريوهات المحتملة

على الحزب إقناع الرئيس بايدن بالانسحاب من الانتخابات، إذ أن المندوبين ملتزمون قانوناً بالتصويت للمرشح الذي فاز بأغلبية الأصوات في مقاطعاتهم، وإذا لم يتخذ هو نفسه قراراً، فلا يمكن لهم منح أصواتهم لمرشح آخر.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، ريتشارد جروبر، أن الحل الوحيد أمام الديمقراطيين حالياً هو إقناع الرئيس بالتنحي، موضحاً في حديثه لـ"الشرق"، أن "أمام الحزب أسبوعين لإقناع الرئيس بذلك، لكي يتمكن الحزب من إيجاد بديل"، وفي حال نجح الديمقراطيون في إقناع بايدن باتخاذ القرار والتنحي، فهناك مساران يمكن للحزب اتباعهما.

خيارات انسحاب بايدن

الخيار الأول: هو أن يمنح بايدن أصوات المندوبين التي حصدها في الانتخابات التمهيدية، إلى مرشح آخر يراه بايدن مناسباً، وهذا مسار لا يحبذه كثيرون من أعضاء الحزب، لأنه يقصي الناخبين، ويستهين بالعملية الديمقراطية.

ويعتقد جروبر، أن هذا المسار "سيؤدي إلى فوضى وثورة"، لأنه "لن يسمح للمندوبين بالتصويت بما يُرضي ضميرهم".

في المقابل، يعتبر ستيفين فارنسورث، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة "ماري واشنطن"، أن منح بايدن أصوات مندوبيه إلى نائبته كامالا هاريس هو أفضل خيار، لأنه يختصر الوقت خصوصاً وأن هاريس موجودة أصلاً على اللائحة الانتخابية، وأن التصويت في الانتخابات التمهيدية لبايدن كان يعني بالضرورة تصويتاً لنائبته، وبالتالي لا يشكل خرقاً للعملية الديمقراطية، بحسب قوله.

الخيار الثاني: أن يترك بايدن للمندوبين في مؤتمر الحزب، حرية اختيار المرشح الذي يرونه مناسباً، ضمن ما يسمى Open Convention أو "المؤتمر المفتوح". وقد يكون هذا هو الخيار الأنسب والأكثر ديمقراطية، بحسب ما صرح به عضو مجلس النواب الأميركي، الديمقراطي لويد دوجيت لشبكة CNN.

وكان دوجيت دعا حزبه إلى تنظيم مناظرات تلفزيونية قبل موعد المؤتمر، لكي يتاح للمندوبين فرصة التعرف على المرشحين قبل التصويت لاختيار أحدهم.

لكن ستيفن فارنسورث رأى في حديثه لـ"الشرق"، أن هذا الخيار سيؤدي إلى "فوضى"، خصوصاً وأنه سيشكل سابقة تاريخية، بحسب قوله. 

وكان آخر مؤتمر حزبي مفتوح جرى عام 1968، عندما فاجأ ليندون جونسون، البلاد بالانسحاب من انتخابات 1968، ما أدى إلى الفوضى في "المؤتمر الوطني الديمقراطي".

وبحسب جروبر، فإن الوضع حالياً مختلف كثيراً، عن حالة جونسون الذي تنحى في شهر مارس، وليس قبل "مؤتمر الحزب"، مضيفاً أن الفوضى وحتى العنف الذي ساد المؤتمر آنذاك كان ناجماً عن قوانين غيرها الحزب فيما بعد، إذ لم يكن المندوب ملتزماً بمرشح كما تنص القوانين الحالية للحزب الديمقراطي. 

وتمتلك الأحزاب في الولايات المتحدة حرية تحديد الآليات لاختيار مرشحهم للانتخابات. فمن الممكن أن يقرر الحزب تقديم مرشح واحد في المؤتمر أو أن يفتح الباب لمرشحين آخرين. في حال اختار الحزب فتح باب الترشيح في المؤتمر، فإن المندوبين سيصوتون في دورات إلى أن يحصل أحد المرشحين على أصوات 1976 من المندوبين. 

ويواصل الرئيس جو بايدن، مساعيه لطمأنة قادة حزبه، وإقناعهم بأنه قادر على هزيمة مرشح الحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، إذ أجرى سلسلة من الأنشطة الانتخابية تتضمن الأنشطة لقاءات مع وسائل الإعلام، أبرزها مقابلته مع شبكة ABC، التي أكد خلالها أن "الله" هو الوحيد القادر على إقناعه بالانسحاب. كما رفض في اللقاء الذي أجراه معه الإعلامي جورج ستيفانوبولوس نتائج الاستطلاعات التي تظهر تراجعه أمام ترمب بستة نقاط على مستوى البلاد.

ويرى مراقبون أن الظهور المتكرر للرئيس جو بايدن عبر وسائل الإعلام والتجمعات، يأتي في إطار محاولاته "وقف النزيف وتغيير الانطباعات" التي نتجت عن مناظرته مع دونالد ترمب، والتي أكدت شكوكاً كانت متداولة بشأن قدراته الذهنية والجسدية نتيجة تقدم السن.

تصنيفات

قصص قد تهمك