3 تحديات تهدد آمال الرئيس الأميركي: تصدّع دعم الديمقراطيين وتراجع التبرعات ونتائج الاستطلاعات السيئة

بايدن تحت الضغط.. "كل حلفاؤك يدعونك للانسحاب"

الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي مشترك بهلسنكي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو. 13 يوليو 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي مشترك بهلسنكي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو. 13 يوليو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

تزايدت الضغوط على الرئيس الأميركي، جو بايدن، من الديمقراطيين لمطالبته بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، بعد أسبوعين من أدائه الذي اعتبره كثيرون هزيلاً في المناظرة الأولى أمام منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب.

وأفادت قناة FOX NEWS بأن عدداً من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عقدوا اجتماعاً مع كبار مستشاري حملة بايدن، لمناقشة الدعوات المتزايدة لانسحابه، دون أن تذكر أي تفاصيل بشأن ما انتهى إليه الاجتماع.

فيما قالت شبكة CNN، إن 14 نائباً بمجلس النواب الأميركي من الديمقراطيين، طالبوا بايدن بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية.

ووصفت CNN المؤتمر الصحافي لبايدن، في ختام قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بواشنطن، بأنه "الأكثر ضغطاً في التاريخ الحديث"، مشيرة إلى 24 ساعة صعبة شهدت تصدّع محاولات بايدن إعادة انتخابه، لافتة إلى أن أخطار ظهوره منفرداً في ختام القمة "تتضاعف على مدار الساعة، ويتداعى موقفه السياسي بمعدل ينال من كرامته". 

واعتبر كثيرون، من المشرعين إلى الفنانين، أن بايدن بحاجة إلى "التنحي من أجل الحزب والبلاد جميعاً". وقالت رئيس مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، إن "الرئيس العنيد يجب أن يعيد التفكير في خياراته".

ووفقاً لـ"CNN"، يعكس التمرد الذي لم ينضم إليه سوى قلة قليلة من المشرعين الديمقراطيين، لكنه يزداد عمقاً على ما يبدو، "حالة الخوف" التي تجتاح الكابيتول من أن يحقق ترمب فوزاً ساحقاً للحزب الجمهوري، يدفع بالمحافظين إلى احتكار السلطة في الكونجرس، والبيت الأبيض، والمحكمة العليا.

ويخشى بعض الديمقراطيين من أن يؤدي إصرار بايدن البالغ من العمر 81 عاماً، على خوض السباق الرئاسي مرة أخرى، إلى تعريض الديمقراطية التي يقول إنه يحاول إنقاذها، لخطر داهم. 

ويصر الرئيس، الذي كان في وضع سياسي سيء حتى قبل المناظرة الرئاسية، على عدم تمرير الشعلة إلى ديمقراطي أصغر سناً. 

وكشفت CNN عن 3 عوامل قالت إنها يمكن أن تجعل موقفه غير مقبول، وهي تصدع الدعم الذي يحظى به داخل حزبه، وتجفيف منابع جمع التبرعات، ونتائج الاستطلاعات السيئة. 

وأضافت الشبكة الأميركية أنه "لا شيء أقل من آمال بايدن في ولاية ثانية سيكون على المحك خلال المؤتمر الصحافي" بعد أدائه المهترئ في المناظرة الرئاسية التي نظمتها الشبكة قبل أسبوعين.

واعتبرت CNN أن المؤتمر الختامي لقمة الناتو هو "الحلقة الأخيرة" ضمن سلسلة فعاليات عامة تحولت إلى "اختبارات مؤلمة لقدرات بايدن الصحية والإدراكية"، إذ يمكن أن تؤدي أي زلة أو ارتباك إلى كارثة سياسية، لأن أي علامة على أن تفكير الرئيس أو أدائه يشوبه التقدم في السن تؤدي إلى تعزيز انطباع "العجز الرئاسي" الذي انطبع بقوة في الوعي الجمعي الوطني منذ ليلة المناظرة، وربما تشعل ثورة ديمقراطية عارمة. 

اتساع دائرة رفض ترشح بايدن

ولفتت CNN، إلى أن يوم المؤتمر بدأ بمعارضة بيلوسي، الوسيط الأساسي للسلطة في الحزب، لإصرار بايدن على أن الأمور المتعلقة بأدئه "البائس" في المناظرة وبترشيحه "أغلقت"، وقالت في برنامج "Morning Joe" على قناة MSNBC إن الأمر متروك لبايدن "ليقرر ما إذا كان سيترشح"، ما فسره الجميع في واشنطن على أنه طلب لبايدن بتغيير رأيه. 

وبعث المشرعون طوال اليوم رسائل مماثلة، إذ أخبر النائب الديمقراطي ريتشي توريس، عضو كتلة السود في الكونجرس التي تدعم بايدن، CNN بأنه "إذا كنا بصدد مهمة سياسية انتحارية، فعلينا أن نكون على الأقل صادقين بشأنها". 

ودعا زميله من نيويورك، النائب المعتدل بات ريان، الرئيس إلى الوفاء بعهده بأن يكون "جسراً يعبر من خلاله جيل جديد من القادة". 

وأضاف ريان أن "ترمب يمثل تهديداً وجودياً للديمقراطية الأميركية. ومن واجبنا أن نطرح ضده المرشح الأقوى. وبايدن رجل وطني، ولكنه لم يعد المرشح الأفضل لهزيمة ترمب". 

ومساء الأربعاء، كان السيناتور من ولاية فيرمونت بيتر ويلش أول سيناتور ديمقراطي يدعو بايدن علناً للانسحاب. 

وكتب ويلش مقال رأي في صحيفة "واشنطن وست"، قال فيه: "بايدن أنقذنا من ترمب مرة، ويريد أن يفعل ذلك ثانية، لكنه بحاجة إلى أن يعيد تقييم ما إذا كان هو المرشح الأفضل لهذه المهمة، في رأيي هو ليس كذلك".

وحتى مساء الثلاثاء، بدا أن بايدن نجح في وقف الزخم المتفاقم ضده، لكنه خسر الكثير من الأرض خلال 24 ساعة، وبات من الصعب تخيل كيف يمكن أن يتحد الحزب خلفه في المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر في أغسطس، إذا كان كثير من المشرّعين سيغادرون شيكاغو ويتوجهون إلى انتخابات يعتقدون أن مرشحهم الرئاسي سيصدق فيها على هزيمتهم. 

وتأتي أهمية مخاوف المشرعين من حقيقة أنهم يستمعون إلى الناخبين، ويقرأون بيانات الاستطلاعات في ولاياتهم، ويخلصون إلى أن بايدن "ليس فقط لا يستطيع الفوز"، ولكن، كما قال السيناتور مايكل بينيت، من ولاية كولورادو، لـ CNN، الثلاثاء، "يمكن أن يسلم ترمب فوزاً ساحقاً يستخدمه الأخير في تطبيق أجندته السلطوية". 

لا يزال هناك من يدافع عن بايدن

ولم يقل كبار الديمقراطيين في الكونجرس بعد، إن بايدن يجب أن يغادر، ولا يزال لدى الرئيس من يدافعون عنه، ومنهم السيناتور كريس كونز من ديلاوير، حليف بايدن والرئيس المشارك في الحملة، والذي قال لمقدمة البرامج في CNN، كيتلان كولينز، الأربعاء، إن "بايدن سيكون مرشحنا في المؤتمر. وسيكون مرشحنا في الخريف، وسيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة". 

وقال السيناتور جون فيترمان، الذي مثل ولاية بنسلفانيا الكبيرة والمتأرجحة، لإرين بيرنت من CNN إنه "سيكون من العار التخلّي عن رئيس رائع"، مضيفاً أنه سيحضر اجتماع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الخميس، "بقبضة حديدية للدفاع عن بايدن". 

ولكن حالة الإحباط المتفاقمة والمؤشرات على أن تراجع دعم بايدن ربما يقضي على آمال الحزب في نوفمبر، يساعد في تفسير الأسباب التي دفعت زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إلى أن يقول لأعضائه إنه سينقل مخاوفهم إلى الرئيس. 

بايدن ليس "الصفقة الكبيرة"

وفق CNN، جاء "الانشقاق الأكثر إيلاماً" عن بايدن من الممثل والمانح الديمقراطي العملاق جورج كلوني، الذي لم يظهر مع الرئيس في حملة لجمع التبرعات سوى الشهر الماضي فقط. 

وقال كلوني في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه "يحب بايدن، ويؤمن بمبادئه وشخصيته ورئاسته، ولكن بايدن الذي كنت برفقته قبل ثلاثة أسابيع في حملة لجمع التبرعات ليس جو بايدن الصفقة الكبيرة لعام 2010". 

وأضاف: "ليس هو أيضاً بايدن 2020. إنه نفس الرجل الذي شاهدناه جميعاً في المناظرة. (...) لن نفوز في نوفمبر مع هذا الرئيس".

وبحسب CNN، فقد أبرز مقال كلوني أن محنة بايدن "ليست فقط مجرد جدل سياسي متفاقم ولكنها أصبحت محنة إنسانية ينفطر لها القلب على الرئيس الذي أحبه ديمقراطيون كُثر، ولكن صحته وقدراته المتضائلة باتت الآن مادة لنقاش مهين بطريقة علنية لا يمكن تخيلها".

وفي إشارة "خطيرة" أخرى عن ترشح بايدن، على حد وصف CNN، قال خبير استراتيجي ديمقراطي للشبكة إن "كل شيء مُجمد الآن لأن لا أحد يعلم ما سيحدث. الجميع في وضع الانتظار والترقب".

وأضاف أن "الأموال على الهامش وتنتظر نتيجة المؤتمر الصحافي ومقابلات بايدن، الخميس"، إذ من المنتظر أن يجري مذيع برنامج Nightly News على شبكة NBC، ليستر هولت، مقابلة مع الرئيس، على أن يجري بثها الاثنين، وفق ما أعلنته الشبكة.

وقالت النائبة إليسا سلوتكين، التي تخوض سباقاً محتدماً في مجلس الشيوخ في ميشيجان، للمانحين في مكالمة عبر الفيديو، الثلاثاء، إن بايدن يتخلف عن ترمب في استطلاع خاص في ولايتها، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". 

وأضافت: "إذا لم يتمكن الرئيس من الفوز بولاية ميشيجان كما فعل عام 2020، فإن فرصته للحصول على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي، اللازمة للفوز بالبيت الأبيض، ستغدو ضئيلة". 

وشددت عمدة أتلانتا السابقة، كيشا لانس بوتومز، وهي مستشارة رفيعة في حملة بايدن، على أن الديمقراطيين بحاجة إلى "إنهاء نزاعاتهم والوقوف خلف الرئيس قبل فوات الأوان". 

وقالت لشبكة CNN، إنه "من المدهش" أن يكون حزبها في"مهمة انتحارية" مع اقتراب موعد الانتخابات.            

ولكن مع استمرار تدهور الوضع السياسي لبايدن بوتيرة متسارعة، يصبح السؤال هو "إلى أي مدى يمكن لبايدن الإصرار على أنه وحده الديمقراطي القادر على هزيمة ترمب"، وفق CNN.

تصنيفات

قصص قد تهمك