تتجه الأنظار في الولايات المتحدة إلى ولاية بنسلفانيا، السبت، إذ سيختار المرشح الجمهوري دونالد ترمب مرشحه لمنصب نائب الرئيس، وذلك على منصة تجمع حاشد قبل انطلاق المؤتمر العام للحزب الجمهوري في ميلووكي، الأسبوع المقبل، الذي تعتزم زوجته ميلانيا حضوره بعد غيابها لفترة.
وعلى عكس حملته الأولى للرئاسة عام 2016، حين أعلن ترمب اختيار مايك بنس نائباً له عبر تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، قبل 3 أيام من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، يتمسك ترمب هذه المرة بالتكتم على اسم نائبه حتى موعد المؤتمر العام للحزب الذي ينعقد بين 15 إلى 18 يوليو في ميلووكي.
ويأتي التجمع في غرب ولاية بنسلفانيا، في وقت يواصل فيه ترمب العمل على حشد أقصى قدر من الاهتمام والضجيج، بعد تقليل ظهوراته العلنية، وسط حملة إعادة انتخاب جو بايدن وغرق الحزب الديمقراطي في أزمة بسبب الأداء الكارثي للرئيس الأميركي في المناظرة، والذي أثار دعوات لتنحيه عن خوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".
وأوضح ترمب في الأيام الأخيرة أنه "يفضل الكشف بشكل كبير عن اختياره مباشرة في المؤتمر لجعل الإجراءات أكثر إثارة للاهتمام"، مضيفاً في المقابلة: "أحب أن أفعل ذلك خلال المؤتمر أو قبل المؤتمر بقليل، مثل يوم الاثنين".
لماذا بنسلفانيا؟
تعد ولاية بنسلفانيا ساحة معركة، إذ تقع على بعد ساعة من الحدود مع أوهايو، موطن السيناتور جي دي فانس، أحد كبار المتنافسين على منصب نائب الرئيس، الأمر الذي أثار جولة أخرى من التكهنات.
لكن من غير المتوقع أن يحضر التجمع أي من الرجال الذين يعتبرون من كبار المتنافسين على المنصب.
وقد اعتاد معظم مرشحي الأحزاب الرئيسية المفترضين اختيار نوابهم في الترشح قبل بدء مؤتمراتهم، لكن كلا من رونالد ريجان (1980) وجورج بوش الأب (1988) انتظرا الإعلان عن اختياراتهما في اجتماعات الحزب.
وقد اعترف ترمب مراراً بتحديات الانتظار حتى آخر لحظة ممكنة، قائلاً: "من الأسهل نشر الأخبار في وقت مبكر"، لكنه تحدث أيضاً بحزن عن "الأيام الخوالي والاهتمام الذي سيجلبه كشف النقاب عن المرشح المحتمل للمنصب".
وهناك تحديات لوجستية تأتي مع إعلان متأخر، إذ سيحتاج المرشحون إلى إلقاء أهم خطاب في حياتهم المهنية في المؤتمر ليلة الأربعاء، حيث يقبلون ترشيح الحزب، كما سيحتاجون إلى مسح جدولهم الزمني للتجمعات والأحداث والاستعدادات للمناظرة.
وقدم ترمب إجابات متضاربة منذ بدء الانتخابات التمهيدية بشأن ما إذا كان قد اتخذ قراره، لكنه قال الجمعة، إن لديه "أربعة أو خمسة متنافسين بارزين".
وأضاف في هذا السياق: "لدي بعض المرشحين الجيدين حقاً. وكما تعلمون، قد أميل إلى اتجاه واحد وهذا يتغير في بعض الأحيان ...) لكن لدينا مقاعد بدلاء جيدة جداً".
المرشحون لمنصب نائب ترمب
وتضم قائمة الأسماء المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب كلاً من: حاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم، ويحظى بدعم رجل الإعلام روبرت مردوخ وزوجة ترمب، ميلانيا.
وهناك عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، الذي سيدعم حظوظ ترمب في المجتمع اللاتيني، لكن سيتوجب عليه تغيير ولايته لدواع قانونية ودستورية، وهو ما يقلل من دوره بشكل معقد.
وتتسلط الأضواء بشكل خاص على عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو جيه دي فانس، الذي يحظى بدعم دونالد ترامب جونيور (الابن)، لكنه لم يكن من مؤيدي ترمب في البداية.
وتضم القائمة كذلك حاكم ولاية فرجينيا جلين يونجكين، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولاينا تيم سكوت، بالإضافة إلى النائبة الجمهورية بمجلس النواب إليز ستيفانيك وعضو مجلس الشيوخ عن أركنساس توم كوتون، المعروف بعدائه الشديد لإيران وتأييده لإسرائيل.
ومع ذلك، لا يستبعد البعض أن يكون الشخص الذي اختاره ترمب نائباً له من خارج هذه القائمة، إذ اعتاد على المفاجآت لإثارة الصخب.
حضور ميلانيا
وفي إطار مؤازرة ترمب والدفع بالحزب الجمهوري، ستحضر السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترمب المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع المقبل في ميلووكي، بحسب "أسوشيتد برس".
وسيكون وجودها في المؤتمر، الذي سيتم فيه ترشيح زوجها رسمياً لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر، بمثابة دفعة للحزب، حيث يحاول تقديم جبهة موحدة مقارنة بالأزمة التي يواجهها الحزب الديمقراطي حيث يدعو البعض بايدن إلى سحب ترشيحه.
ولم يتم الإعلان عن خطط ميلانيا رسمياً، إذ ليس واضحاً بعد ما إذا كانت ستلقي خطاباً أو سيكون لها أي دور في الإجراءات.
وامتنعت ميلانيا إلى حد كبير عن الظهور العلني، وفاتتها بشكل ملحوظ لحظات مهمة مثل حفل فوز ترمب في يوم الثلاثاء الكبير وحفل عيد ميلاده الـ 78 الشهر الماضي، كما أنها لم ترافق المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض في أي من أيام محاكمته التي استمرت أكثر من شهر في نيويورك.
والمرات القليلة التي شوهدت فيها كانت عندما صوتت هي وترمب في الانتخابات التمهيدية في فلوريدا، وفي بضع حملات لجمع التبرعات وفي حفل تخرج ابنهما من المدرسة الثانوية.
ماسك يدعم ترمب
على صعيد التبرعات، قالت مصادر مطلعة إن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تبرع لمجموعة سياسية تعمل لصالح انتخاب ترمب.
ولم يشر تقرير "بلومبرغ" إلى مقدار ما تبرع به ماسك، لكنه ذكر أنه "مبلغ كبير" تم منحه لمجموعة تسمى "أميركا بي.إيه.سي"، وهي مجموعة يمكنها تلقي مساهمات غير محدودة للنشاط السياسي، مطلوب منها الكشف عن قائمة المتبرعين في 15 يوليو الجاري.
وفي مارس، التقى ترمب ماسك وغيره من المتبرعين الأثرياء، وقال مالك منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "فقط لكي أكون واضحاً للغاية، أنا لا أتبرع بالمال لأي من المرشحَين لرئاسة الولايات المتحدة".
بدوره، قال الناطق باسم حملة بايدن، جيمس سينجر، إن "ماسك يعرف أن ترمب شخص أحمق وخائن للمبادئ الأميركية وأنه سيخفض الضرائب المفروضة عليه، بينما يزيد الضرائب على الطبقة المتوسطة بمقدار 2500 دولار".
وأضاف في بيان: "تصدى جو بايدن لمن هم من أمثال ماسك، وناضل من أجل الطبقة الوسطى طوال حياته المهنية، ولهذا السبب سيفوز في نوفمبر".
وكان ماسك انتقد علانية سياسات بايدن بشأن الهجرة والسيارات الكهربائية وكذلك عمره، لكنه لم يعلن بشكل رسمي دعم أحد المرشحَين في الانتخابات.