الديمقراطي بيرني ساندرز يعلن دعم بايدن: مرشحنا "غير المثالي" يستطيع هزيمة ترمب

عضو مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز خلال كلمة في واشنطن عن نظام الرعاية الصحية. 3 أبريل 2024 - Reuters
عضو مجلس الشيوخ الأميركي بيرني ساندرز خلال كلمة في واشنطن عن نظام الرعاية الصحية. 3 أبريل 2024 - Reuters
دبي -الشرق

"أؤيد جو بايدن للرئاسة".. هكذا جاء عنوان مقال كتبه السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، وهو أحد كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، في صحيفة "نيويورك تايمز"، إذ وعد بـ"بذل كل ما في وسعه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي"، معتبراً سباق الترشح الرئاسي، "ليس سباقاً ترفيهياً يبدأ وينتهي بمناظرة في 90 دقيقة".

وأرجع السيناتور الديمقراطي، في المقال الذي نشرته الصحيفة، السبت، سبب قراره، الذي قال إنه توصل إليه على الرغم من خلافاته مع جو بايدن بشأن قضايا معينة، إلى أنه "كان الرئيس الأكثر فعالية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، والمرشح الأقوى القادر على هزيمة منافسه الجمهوري دونالد ترمب"، الذي وصفه بأنه "ديماجوجي (الشخص الذي يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق الوعود الكاذبة، والتملق وتشويه الحقائق)، ومريض بالكذب".

وقال ساندرز في مقاله المتزامن مع دعوات متصاعدة بين الديمقراطيين لحث الرئيس الأميركي على الانسحاب من السباق الانتخابي: "حان الوقت لتعلم الدرس من القوى التقدمية والوسطية في فرنسا، التي اجتمعت الأسبوع الماضي لهزيمة اليمين المتطرف بقوة على الرغم من خلافاتها السياسية العميقة". 

وأعرب ساندرز عن اختلافه الشديد مع بايدن بشأن مسألة دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل "المروعة" ضد الشعب الفلسطيني، قائلاً: "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تقدم لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة سنتاً واحداً آخر، بينما تواصل خلق واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث". 

وأضاف: "كما أختلف بشدة مع اعتقاد الرئيس بأن قانون الرعاية الصحية الميسرة سيعالج أزمة الرعاية الصحية في أميركا، وذلك لأن نظام الرعاية الصحية لدينا معطل وغير كفء ومكلف للغاية، ويحتاج إلى استبداله بنظام الرعاية الطبية للجميع الممول بواسطة الدولة؛ لأن توفير هذه الخدمة يعد حقاً من حقوق الإنسان". 

وأكد ساندرز، أن هذه "ليست خلافاته الوحيدة مع بايدن"، لكنه استطرد قائلاً: "على مدى أكثر من أسبوعين، ركزت وسائل الإعلام بشكل مهووس على المناظرة الرئاسية، التي أُجريت في يونيو الماضي، والقدرات المعرفية للرجل الذي يتولى الوظيفة الأكثر صعوبة وإجهاداً في العالم، إذ بحث الإعلام بشكل محموم عن كل إنسان حي لم يعد يدعم الرئيس أو أي طبيب أعصاب يريد الظهور على شاشات التلفزيون، ومن المؤسف أن عدداً كبيراً للغاية من الديمقراطيين انضموا إليهم في ذلك".

وتابع: "أعلم أن بايدن بات متقدماً في العمر، ويميل إلى الوقوع في زلات اللسان، ويمشي متصلباً، وأنه خاض مناظرة كارثية مع ترمب، لكنني أعلم أيضاً أن الانتخابات الرئاسية ليست مسابقة ترفيهية، وأنها لا تبدأ أو تنتهي بمناظرة مدتها 90 دقيقة". 

مرشح "غير مثالي"

وأشار السيناتور الديمقراطي، والذي نافس بايدن في سباق الحزب الديمقراطي نحو انتخابات 2020، إلى أن بايدن ربما لا يكون "المرشح المثالي"، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هو مرشح الحزب الديمقراطي، قائلاً "من خلال تبني حملة فعَالة تلبي احتياجات الأسر العاملة الأميركية، فإنه لن يتمكن من هزيمة ترمب فحسب، بل سيهزمه بقوة".

وقال ساندرز إن "الوقت حان لكي يتوقف الديمقراطيون عن المشاحنات"، معرباً عن تفهمه لشعور بعضهم بالقلق بشأن الاضطرار إلى تبرير زلات الرئيس والأسماء الخاطئة التي يقولها.

وتابع: "على عكس الجمهوريين، لا يتعين عليهم تبرير أفعال مرشحهم ترمب، فلديه الآن 34 إدانة جنائية، ويواجه اتهامات، يمكن أن تؤدي إلى عشرات الإدانات الإضافية، وحُكم عليه بتعويض قدره 5 ملايين دولار بعد إدانته بارتكاب اعتداء جنسي، ومتورط في أكثر من 4 آلاف دعوى قضائية، وتعرض للإفلاس مراراً وتكراراً، وروى الآلاف من الأكاذيب الموثقة والأخبار الكاذبة". 

ووفقاً لساندرز، فإنه يمكن لمؤيدي بايدن، أن "يتحدثوا بفخر عنه باعتباره رئيساً ديمقراطياً جيداً، ويحظى بالاحترام ويتمتع بسجل حافل مليء بالإنجازات الحقيقية"، مشيراً إلى أن إدارته "ساعدت، من خلال خطة الإنقاذ الأميركية، في إعادة بناء الاقتصاد خلال وباء فيروس كورونا، بشكل أسرع بكثير مما اعتقد الاقتصاديون، كما أنه بعد عقود من الحديث عن الطرق، والجسور وشبكات المياه المتداعية، استثمرت إدارته أموالاً أكثر من أي وقت مضى في إعادة بناء البنية التحتية في الولايات المتحدة"، وهو ما قال إنه "من المتوقع أن يخلق الملايين من فرص العمل ذات الأجور الجيدة، فضلاً عن تقديمها أكبر استثمار على الإطلاق في العمل المناخي لإنقاذ الكوكب". 

إنجازات بايدن

وأردف: "ألغينا ديون ما يقرب من 5 ملايين طالب أميركي يعاني من ضائقة مالية، وخفضنا أسعار الأنسولين، وحصلنا على لقاحات مجانية للشعب الأميركي، وناضلنا للدفاع عن حقوق المرأة في مواجهة الخطوات التي اتخذها القضاة الذين تم تعيينهم من قبل ترمب للحد من حرية الإنجاب".

ورأى ساندرز، أن بايدن لديه سجل قوي كمرشح للرئاسة، قائلاً: "لكي يفوز في الانتخابات المقبلة، فإنه يتعين عليه أن يفعل أكثر من مجرد الدفاع عن سجله الممتاز"، موضحاً أنه "سيكون بحاجة إلى أن يقترح خطة جريئة تلبي احتياجات الغالبية العظمى من الأميركيين، الأسر العاملة التي لطالما يتم تجاهلها، ويناضل من أجل تنفيذ هذه الخطة".

وأضاف: "نحن في أغنى دولة في التاريخ العالمي، ولذا يمكننا أن نفعل ما هو أفضل، ويجب علينا ذلك، وهو الأمر الذي يدركه بايدن وليس ترمب، فالأول يريد فرض ضرائب على الأغنياء حتى نتمكن من تمويل احتياجات الأسر العاملة، وكبار السن، والأطفال والمرضى والفقراء، فيما يريد الأخير خفض الضرائب على طبقة المليارديرات، ويريد الأول توسيع نطاق مزايا الضمان الاجتماعي، فيما يريد الأخير وأصدقاؤه إضعافه، فبايدن يحترم الديمقراطية، فيما يقوم ترمب بالهجوم عليها". 

واختتم ساندرز مقاله بالقول إن "هذه الانتخابات تقدم خياراً واضحاً في كل قضية تلو الأخرى، وفي حال ركز بايدن وأنصاره على هذه القضايا، ورفضوا التعرض للانقسام والتشتت، فإنه سيتمكن من حشد الأسر العاملة إلى جانبه في الولايات الصناعية المتأرجحة وأماكن أخرى"، ويفوز في انتخابات نوفمبر المقبل، لذلك "اسمحوا لي أن أؤكد بشكل قاطع، يجب أن يفوز بايدن".

تصنيفات

قصص قد تهمك