هل تختصر محاولة اغتيال ترمب خطواته نحو البيت الأبيض؟

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يرفع قبضة يده عقب الإصابة بطلق ناري في أذنه في ولاية بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يرفع قبضة يده عقب الإصابة بطلق ناري في أذنه في ولاية بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

تعرَّض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، حيث أصيب في أذنه اليمنى، ولم يتضح كيف يمكن أن يؤثر الحادث على حملته الانتخابية، ولكن وفقاً للسوابق التاريخية، من المرجح أن يؤدي هذا إلى زيادة شعبيته، وفق موقع "ذا إنترسبت".

وأشار الموقع الأميركي، إلى أن هناك سجلاً حافلاً من محاولات الاغتيال التي استهدفت قادة شعبويين في الماضي، وأدت إلى زيادة شعبيتهم.

فيما ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أنه في اللحظات التي أعقبت إطلاق النار، حيث كان المرشح الجمهوري يخاطب أنصاره، أصبح من الواضح أن كل شيء قد تغيّر.

وهذا هو أول تهديد حقيقي على حياة رئيس أميركي سابق أو حالي، منذ إطلاق النار على الرئيس السابق رونالد ريجان في مارس 1981.

ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن التهديد المستمر بالموت العنيف "يُعتبر من مخاطر المهنة بالنسبة للقادة الأميركيين"، منوهة بأنه لا أحد ينكر أن الحادث الذي تعرَّض له ترمب سيكون له تأثير كبير على السباق الرئاسي هذا العام.

وبنى ترمب حملته الانتخابية على فكرة أن الجميع يسعون للنيل منه، إذ اتهم مدّعين فيدراليين وقضاة ومسؤولي انتخابات وخصومه السياسيين وصحافيين بمحاولة إفشال حملته ومنْع عودته إلى البيت الأبيض، وفق الصحيفة البريطانية.

وتم الطعن في العديد من هذه الادعاءات، لكن بعد الحادث الذي وقع في ولاية بنسلفانيا، حتى أسوأ أعداء ترمب لا يمكنهم إنكار أن هناك من يفضل رؤيته ميتاً على إعادة انتخابه.

وتشير استطلاعات الرأي بالفعل، بحسب "تليجراف"، إلى أنه من المرجح أن يستعيد ترمب الرئاسة في انتخابات نوفمبر المقبل، وذلك بعد أشهر قليلة قاسية لخصمه بايدن، وإدانة جنائية لم يكن لها تأثير يُذكر على شعبيته.

وتابعت الصحيفة: "إذا أخبرنا التاريخ بأي شيء، فإن أحداث السبت ستزيد من دعمه"، مستشهدة بما حدث مع ريجان في أعقاب محاولة اغتياله، حيث ارتفعت شعبيته وتقدّم في استطلاعات الرأي آنذاك.

ومن المقرر أن يحصل ترمب، الاثنين، على الترشيح الرسمي لحزبه في مؤتمر الحزب الجمهوري، المقرر أن يبدأ في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن.

لكن هذا الخطاب سيكون مختلفاً أيضاً، إذ يزعم أنصار ترمب بالفعل أن محاولة اغتياله هي أحدث معركة في حربه لإنقاذ الولايات المتحدة، وهو ما سيتم توظيفه بشكل أكبر في الحملة الانتخابية.

كما أن محاولة اغتيال ترمب، هي تذكير صارخ بكيفية قيام لحظة واحدة ورائدة بقلب حملة عاصفة بالفعل.

محاولات اغتيال شهيرة

في باكستان، تزايد الدعم لحزب رئيس الوزراء السابق عمران خان في الأشهر التي تلت إصابته برصاصة في قدمه أثناء تجمع سياسي، إذا أصبح يُنظر إليه باعتباره شخصية منعزلة تحارب مؤسسة فاسدة، حسبما ذكر "ذا إنترسبت".

وتعرَّض الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو للطعن في فعالية خلال تجمع انتخابي في عام 2018، قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، مدعوماً بدعم الناخبين الذين اعتقدوا أنه "نجا من محاولة قتل على يد أعدائهم الأيديولوجيين".

واستفاد الرئيس الأميركي رونالد ريجان أيضاً من التعاطف والدعم الشعبي بعد محاولة اغتياله، وساعده هذا على إقرار مجموعة من السياسات الاقتصادية "المثيرة للجدل" التي حددت هوية البلاد على مدى عقود.

وحذَّر خبراء من تزايد حوادث الاغتيالات السياسية في السنوات الأخيرة بشكل واضح، بعد عدد من المحاولات الفاشلة والناجحة لاستهداف مسؤولين في الولايات المتحدة وخارجها، وفقاً لـ"ذا إنترسبت".

وبعد اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، في عام 2022، ذكر موقع War on the Rocks، أن "أنصار الصراع" الساعين إلى إثارة صراع اجتماعي من خلال زعزعة استقرار المؤسسات السياسية، هم المسؤولون عن الزيادة المحتملة في عمليات الاغتيال.

وفي أعقاب حادث إطلاق النار الذي وقع في تجمع انتخابي، انتشرت صور تُظهر ترمب ملطخاً بالدماء وهو يرفع قبضته نحو الجمهور، مردداً كلمة "قاتل" Fight، بينما أشاد بعض مؤيدي الرئيس السابق بموقفه الذي غلب عليه طابع التحدي.

تصنيفات

قصص قد تهمك