بعد محاولة اغتيال ترمب.. كل ما تريد معرفته عن جهاز الخدمة السرية

المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يُحيط به عناصر من جهاز الخدمة السرية بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Reuters
المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يُحيط به عناصر من جهاز الخدمة السرية بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

سلَطت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، خلال خطابه في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، السبت الماضي، الضوء على جهاز الخدمة السرية الأميركي، المعروف بدوره الحاسم في حماية الرؤساء والمرشحين الرئاسيين، وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة.

ويعمل عملاء جهاز الخدمة السرية على حماية البنية التحتية المالية للولايات المتحدة، وحماية قادتها، وذلك باستخدام تقنيات إنفاذ القانون التقليدية، والتكنولوجيا المتقدمة، لتحقيق المهام بشكل فعَال.

ما هو جهاز الخدمة السرية الأميركي؟

هيئة إنفاذ قانون فيدرالية، مُكلَفة من قبل الكونجرس الأميركي بمهمتين أساسيتين للأمن القومي للبلاد، حماية قادة البلاد، وحماية البنية التحتية المالية والحيوية للولايات المتحدة.

متى تم إنشاء جهاز الخدمة السرية؟

تم إنشاء جهاز الخدمة السرية في عام 1865 كفرع متخصص تابع لوزارة الخزانة الأميركية، بهدف مكافحة التهديد الاقتصادي الناجم عن تزوير العملة، التي كانت تقدر في الأيام الأخيرة للحرب الأهلية الأميركية بأنها تمثل نصف العملة المتداولة، ومع مرور الوقت توسعت مهامها لتشمل حماية رؤساء الولايات المتحدة والتحقيق في الجرائم المالية والإلكترونية، وفقاً لموقع وزارة الأمن الداخلي.

وظل جهاز الخدمة السرية جزءاً من وزارة الخزانة حتى عام 2003، لكنه بات منذ ذلك الحين تابعاً لوزارة الأمن الداخلي.

ما هي مهمة الجهاز؟

يتولى الجهاز مهمة مزدوجة، تتمثل في توفير الحماية وإجراء التحقيقات، بعدما كانت المهمة الأصلية هي مكافحة تزوير العملة، ثم توسع الدور في هذا المجال ليشمل حماية أنظمة الدفع والنظم المالية في الولايات المتحدة من مجموعة واسعة من الجرائم المالية والسيبرانية، وتشمل مجالات التحقيقات التي يجريها تزوير العملة والاحتيال في البنوك والمؤسسات المالية وعمليات التمويل غير المشروعة، أما التحقيقات السيبرانية فتشمل الجرائم الإلكترونية، واختراق الشبكات، وسرقة الهوية، واحتيال بطاقات الائتمان، وجرائم الملكية الفكرية، وفق خدمة أبحاث الكونجرس الأميركي.

ويعد جهاز الخدمة السرية أيضاً، عضواً في فريق العمل المشترك لمكافحة الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يحقق ويكافح الإرهاب على الصعيدين الوطني والدولي، كما يقوم بالتحقيق في قضايا الأطفال المفقودين والمستغلين، ويعمل كشريك للمركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين.

وكان الجهاز في بداية عمله أول وكالة استخبارات داخلية في الولايات المتحدة، لكن تم نقل العديد من مهامه لاحقاً إلى وكالات أخرى بعد إنشاءها مع مرور الوقت مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ووكالة الاستخبارات المركزية CIA، وإدارة مكافحة المخدرات DEA، ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، وقسم التحقيقات الجنائية في مكتب الضرائب الفيدرالي.

وربما يكون الدور الأكثر وضوحاً للخدمة السرية، توفير الحماية للشخصيات السياسية البارزة والمسؤولين الحكوميين، وهو الدور الذي تم إسناده للجهاز بعد اغتيال الرئيس الأميركي السابق وليام مكينلي في عام 1901.

من هي الشخصيات التي توفر لها الحماية؟

رئيس الولايات المتحدة، ونائبه، وعائلاتهما المباشرة، والرؤساء السابقين وزوجاتهم وأبناؤهم دون سن السادسة عشرة، والمرشحين الرئاسيين ونوابهم وزوجاتهم قبل 120 يوماً من الانتخابات، ورؤساء الدول ورؤساء الحكومات الأجنبية أثناء زيارتهم للولايات المتحدة.

كما يوفر جهاز الخدمة السرية أيضاً، الحماية لوزير الخزانة، ووزير الأمن الداخلي، بالإضافة إلى أشخاص آخرين (عادةً ما يكون كبير موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي وغيرهم)، بموجب أوامر تنفيذية من الرئيس.

وعلى الرغم من أن جميع المرشحين للرئاسة يمكنهم طلب الحماية من قبل الجهاز، فإنه يطبق مجموعة من المعايير في هذه العملية، والتي تشمل مستوى النجاح الذي حققه المرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب وجهوده في جمع التبرعات، ومدى شهرته، وأداء حزبه في الانتخابات الرئاسية السابقة، لتحديد مَن سيحصل على هذه الحماية.

الخدمة السرية وحماية الشخصيات المهمة

يقوم الجهاز بتوفير الحماية الجسدية، وإدارة عملية تأمين الرؤساء أثناء رحلاتهم، وظهورهم العام، وحضورهم الفعاليات الرسمية، فضلاً عن تأمين مواقع السكن الرئاسية، والمكاتب الحكومية.

هل للجهاز دور دولي؟

بالرغم من تركيزه الرئيسي على حماية المسؤولين وإجراء التحقيقات داخل الولايات المتحدة، فإن جهاز الخدمة السرية يعمل أيضاً على المستوى الدولي، لمكافحة الجرائم المالية ذات النطاق العالمي.

ما هو التدريب الذي يتلقاه الأفراد؟

يتلقى أفراد جهاز الخدمة السرية، تدريبات شاملة على استخدام الأسلحة، وتقنيات الدفاع عن النفس، وتكتيكات الحماية، بالإضافة إلى تدريب متخصص في التحقيق في الجرائم المالية والتهديدات السيبرانية.

وفي السنوات الأخيرة، ركز جهاز الخدمة السرية بشكل متزايد على أمن المعلومات والتكنولوجيا، حتى أنه يدير معهد التحليل الرقمي الوطني، الذي يقدم تدريباً في التحليل الرقمي والتحقيقات السيبرانية لضباط إنفاذ القانون في جميع أنحاء الولايات المتحدة. 

اغتيال كينيدي

تفيد التقارير بأن الفترة التي تلت اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي كانت الأصعب في تاريخ الجهاز، إذ تشير العديد من الصحف إلى أن الروح المعنوية ظلت منخفضة بين عملائه لعدة أشهر بعد الحادث، حتى أنه جرت إعادة هيكلة الإجراءات في أعقاب الحادث.

ما هي السيارات المُستخدمة في المواكب الرئاسية؟

عند نقل الرئيس الأميركي في موكب، فإن جهاز الخدمة السرية عادةً ما يستخدم أسطولاً من سيارات كاديلاك ليموزين المدرعة، والمُصممة خصيصاً لهذا الغرض، ويُعرف أحدث وأكبر إصدار منها باسم "الوحش". 

كما تُستخدم سيارات شيفروليه سوبوربان المدرعة أيضاً، عندما يتطلب الأمر ذلك، وفي الفعاليات الرسمية فإنه عادةً ما يتم تثبيت علَم الولايات المتحدة وعلم الرئاسة الأميركية على الأبواب الخلفية للسيارة، أما في الفعاليات غير الرسمية، فتُترك السيارات بدون أي تزيين أو تجهيزات خاصة.

ما هو عدد مكاتب الجهاز؟

يعمل في الخدمة عملاء مُكلفين في 136 مكتباً ميدانياً، وتقع المكاتب في العديد من المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والعالم، وتعمل المكاتب في ليون ولاهاي على التواصل مع مقرات الإنتربول واليوروبول، الموجودة في تلك المدن.

كيف يضمن جهاز الخدمة السرية توفير الحماية؟

يتم تحديد مستوى إجراءات التأمين استناداً إلى تقييمات وكالات الاستخبارات وجهود التنسيق، ويعتمد عدد العملاء المكلفين بحماية أي رئيس على حجم التهديدات المتوقعة.

وتستعين قوات الخدمة السرية بالوكالات الفيدرالية الأخرى بشكل يومي، إذ تقوم إدارة شرطة العاصمة، وشرطة المتنزهات الأميركية بدوريات في الشوارع والحدائق المجاورة للبيت الأبيض.

وتتشاور القوات بانتظام مع خبراء من وكالات أخرى بشأن استخدام أحدث التقنيات الأمنية، كما أنه يتم دعمها من قبل الجيش الأميركي من خلال فرق تفكيك الألغام، وتوفير موارد الاتصالات.

وعندما يسافر أي رئيس، تقوم فرقة متقدمة من عملاء الخدمة السرية بالترتيب مع المدينة التي يزورها وسلطات إنفاذ القانون، وكذلك مسؤولي السلامة العامة فيها، لتنفيذ التدابير الأمنية اللازمة بشكل مشترك.

كيف يتم ضمان أمن الرؤساء السابقين؟

وفقاً لرونالد كيسلر، مؤلف كتاب "في الخدمة السرية للرئيس"، فإنه يمكن أن يبقى الرؤساء السابقون أهدافاً محتملة للإرهابيين، حيث يصل عدد أفراد الأمن أحياناً إلى حوالي 75 ضابطاً، لتوفير الحماية على مدار الساعة بعد فترة وجيزة من مغادرة الرؤساء مناصبهم.

وعادةً ما يرافق الرؤساء السابقون، أربعة عملاء أثناء النزهات، ويتم ضمان توفير الحماية المستمرة عبر نظام المناوبات، وتشمل بروتوكولات التأمين إجراء عمليات فحص دقيقة لأماكن مثل المطاعم أو قاعات المؤتمرات قبل الزيارات، بما في ذلك فحص خلفية الموظفين، ونشر كلاب بوليسية للكشف عن القنابل.

ما هي الترتيبات الأمنية الخاصة بترمب؟

وفقاً للعميل السابق في الخدمة السرية تيم ميلر، فإن تأمين حماية ترمب يتم بشكل غير مسبوق، لأنه ليس رئيساً سابقاً فحسب بل أيضاً مرشحاً رئاسياً، وهو الوضع المزدوج الذي يزداد تعقيداً بسبب سفره بشكل مكثف بين مواقع مختلفة.

حماية سرية مدى الحياة

عندما كان الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون على رأس السُلطة في عام 1994، عدل الكونجرس قانوناً للحد من الحماية مدى الحياة للرؤساء السابقين إلى 10 سنوات فقط، معتبراً أن الحماية المستمرة غير ضرورية وأن الرؤساء السابقين نادراً ما يكونون أهدافاً.

فيما وقع أوباما قانون حماية الرؤساء السابقين في عام 2012 لاستعادة حماية الخدمة السرية مدى الحياة مرة أخرى، لكن لم يوافق جميع المشرعين على هذا القرار، وقال النائب الجمهوري هوارد كوبل إن الرؤساء السابقين غالباً ما يكون لديهم وظائف مربحة بعد الرئاسة، ولذا فإنه يجب عليهم تمويل ترتيبات أمنهم الخاصة، وفق ما ذكرت شبكة ABC الأميركية.

دور المرأة في الخدمة السرية

تمثل النساء 24% من عدد عملاء الخدمة السرية الأميركية، وكانت أول عميلة خاصة غير رسمية في الوكالة هي فلورنس بولان، والتي انضمت إلى الخدمة في عام 1917، وفي عام 1924 صدر قرار بترقيتها إلى رتبة "مكلفة بمهام"، وهو اللقب السابق للعميل الخاص، حيث قامت بمهام مثل التفتيش والمشاركة في أعمال ميدانية من حين لآخر، وفق الموقع الرسمي للخدمة السرية.

وفي عام 2013، تم تعيين جوليا بيرسون كأول مديرة للخدمة السرية من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

تصنيفات

قصص قد تهمك