رئيس وزراء نيوزيلندا يتعهد بالكشف عن قضايا تجسس صيني

رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لوكسون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج خلال قمة الناتو في واشنطن. 11 يوليو 2024 - Reuters
رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لوكسون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج خلال قمة الناتو في واشنطن. 11 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

صرح رئيس الوزراء النيوزيلندي، كريستوفر لوكسون، في مقابلة نشرتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الإثنين، أن بلاده ستزيد من الكشف عن قضايا التجسس الصيني، في إطار استراتيجية لتعزيز الوعي في البلاد بشأن التهديدات الأمنية.

وقال لوكسون إن ويلنجتون تسعى إلى توخي المزيد من اليقظة إزاء التهديد في جميع قطاعات مجتمع الأعمال، كجزء من استراتيجية تبنتها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا

وأضاف رئيس الوزراء النيوزيلندي، أن وكالات الاستخبارات أصبحت أكثر انفتاحاً بشأن الكشف عن القضايا؛ لتعزيز الوعي بها باعتبارها مشكلة تمثل تهديداً. وتابع: "تسليط بعض الضوء على هذه القضايا والكشف عنها أمر ضروري للغاية". 

وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن تصريحات لوكسون جاءت بعد أيام من انضمام ويلنجتون إلى واشنطن وكانبيرا في اتهام بكين بشن هجمات إلكترونية ضد أستراليا.

وفي مارس الماضي، قالت حكومة لوكسون إن الصين شنت هجمات مماثلة ضد البرلمان النيوزيلندي في عام 2021، في أول تتهم فيها ويلينجتون بكين بشكل مباشر. 

وأشار لوكسون، زعيم الحزب الوطني الذي أصبح رئيساً للوزراء في نوفمبر الماضي، إلى كشف الولايات المتحدة عن معلومات استخباراتية بشأن حشد روسيا قواتها قبل غزو أوكرانيا. وقال: "هذا يعطي قوة كبيرة". 

وكان لوكسون في واشنطن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذ شاركت نيوزيلندا وأستراليا، وكوريا الجنوبية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 75 لتأسيس الحلف.

استراتيجية متوازنة

ويحث الرئيس الأميركي، جو بايدن، الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على حضور قمم الناتو، لتعزيز العلاقات الأمنية، في إطار استراتيجية مواجهة الصين.

وقال لوكسون: "نعتقد بقوة أن ما يحدث في المنطقة الأوروبية الأطلسية يؤثر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، وأشار إلى تزويد كوريا الشمالية لروسيا بالأسلحة كمثال على الأمور التي تشكل قلقاً شديداً.

وأضاف لوكسون، الذي استضاف رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء)، لي تشيانج، هذا العام، أنه يعتبر الصين "منافساً استراتيجياً" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لكن نيوزيلندا تنتهج "استراتيجية متوازنة" تنطوي على التعاون في مجالات مثل تجارة منتجات الألبان، والتعاون في مجال الطاقة المتجددة، وتعزيز العلاقات بين الشعبين.

وأكد رئيس الوزراء النيوزيلندي، أن بلاده ستواصل تطوير التجارة مع الصين، وتسعى إلى زيادة صادراتها بمقدار الضعف على مدى 10 سنوات. لكنه قال إنه لن يتراجع عن موقفه عندما يتعلق الأمر بانتقاد الصين -إذا لزم الأمر- بشأن المخاوف المتعلقة بتعرض بلاده لممارسات الإكراه الاقتصادي كرد انتقامي. وأضاف لوكسون: "إذا كنت تؤمن بالقيم، فعليك الدفاع عنها". 

وأعرب لوكسون عن شعوره بالقلق إزاء جزيرة "سكند توماس شول" المرجانية في بحر الصين الجنوبي.

"تكتيكات عدوانية"

وفي الأشهر الأخيرة، استخدمت الصين تكتيكات عدوانية، وفق "فاينانشيال تايمز"، في محاولة لمنع الفلبين من تزويد قواتها على متن السفينة "سييرا مادري". وتصر الصين على سيادتها على الجزيرة، لكن المحكمة الدولية رفضت ذلك في عام 2016. 

وقال لوكسون: "من المهم للغاية بالنسبة لنا احترام القانون الدولي. وحرية الملاحة تمثل أهمية لدولة تجارية مثلنا"، مؤكداً أن الصين يجب أن تفي بالتزاماتها بموجب اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ الأمم المتحدة لقانون البحار.

وتأمل ويلنجتون، استكمال اتفاقية وضع القوات الزائرة مع مانيلا هذا العام، والتي ستمكن نيوزيلندا من نشر معدات عسكرية في الفلبين. وكانت اليابان قد أبرمت اتفاقاً مماثلاً مع الفلبين.

وتحث الولايات المتحدة حلفاءها على توثيق التعاون بينهم، كجزء من استراتيجيتها تجاه الصين. وفي أبريل الماضي، أجرت جيوش الولايات المتحدة، وأستراليا، واليابان، تدريبات عسكرية مشتركة مع الفلبين داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، في خطوة تهدف إلى إرسال رسالة قوية إلى الصين بشأن سلوكها العدواني، وفق "فاينانشيال تايمز".

وقال لوكسون، إن نيوزيلندا "منفتحة للغاية" على الانضمام إلى مناورات عسكرية مماثلة في المستقبل. كما أبدى استعداد بلاده للمشاركة في اتفاق "أوكوس"، الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

تصنيفات

قصص قد تهمك